فقال ابن النحاس لأبي العباس : كيف تبني مثال افعلوت من رميت؟ فقال أبو العباس : ارمييت ، فخطّأه أبو جعفر وقال : ليس في كلام العرب افعلوت ولا افعليت ، فقال أبو العباس : إنما سألتني أن أمثّل لك بناء ففعلت.
قال الزبيدي : وأحسن ابن ولّاد في قياسه حين قلب الواو ياء وقال في ذلك بالمذهب المعروف ، لأن الواو تقلب ياء في المضارعة لو قيل ، ألا ترى أنك كنت تقول فيه : يرميني؟ فلذلك قال : ارمييت ، والذي ذكره أبو جعفر أنّه لا يقال افعلوت ولا افعليت صحيح ، فأمّا ارعويت واجأويت فهو على مثال افعللت مثل احمررت ، فانقلبت الواو الثانية ياء لانقلابها في المضارعة ، أعني يرعوي ، ولم يلزمها الإدغام كما لزم احمر لانقلاب المثال الثاني ألفا في ارعوى ، وقد كان سعيد الأخفش يبني من الأمثلة ما مثّل له وسئل أن يبني عليه ، وإن لم يكن ذلك في كلام العرب ، وفي ذلك حجّة لابن ولّاد ، وإن كان قولا قد رغب عنه جماعة النحويين ، انتهى.
وزن (ارعوى) في شرح التسهيل لأبي حيان : قال أبو بكر محمد بن أحمد بن منصور المعروف بابن الخياط ، وهو من شيوخ أبي القاسم الزجاجي ، ومن أصحاب أبي العباس أحمد بن يحيى : أقمت سنين أسأل عن وزن ارعوى فلم أجد من يعرفه ، ووزنه له فرع وأصل ، فأصله أن يكون افعلّ مثل احمرّ كأنّه ارعوّ ، وكرهوا أن يقولوا ذلك ، لأن الواو المشددة لم تقع في آخر الماضي ولا المضارع ، ولو نطقوا بارعوّ ثم استعملوه مع التاء لوجب إظهار الواوين ، كما أنّهم إذا ردّوا احمرّ إلى التاء قالوا : احمررت وأظهروا المدغم ، فلم يقولوا : ارعووت فيجمعوا بين الواوين كما لم يقولوا قووت ، فقلبوا الواو الثانية منه (١) ، ولا ريب أنّ إحدى الواوين زائدة ، كما لا ريب في أنّ إحدى الراءين في احمررت زائدة ، قال : فإن قيل فما الحاصل في وزن ارعوى؟ قال : فجائز أن يقول : افعلل ، قال : ولو قال قائل : افعلى لكان وجها ، والأول أقيس ، ولو قيل : ابن من الغزو مثل احمرّ لقيل : اغزوى كما قيل ارعوى ، وكذا جميع ذوات الثلاثة التي ياؤها في موضع الواو جارية هذا المجرى ، انتهى كلامه.
الأصل في (مهيمن) : في (التعليقة على المقرّب) للشيخ بهاء الدين بن النحاس :
قال المبرد : بلغني أنّ ابن قتيبة قال : إنّ مهيمنا تصغير مؤمن ، والهاء بدل من الهمزة ، فوجّهت إليه أن اتّق الله ، فإنّ هذا خطأ يوجب الكفر على من تعمّده وإنّما هو مثل مسيطر.
__________________
(١) انظر شرح الشافية (٣ / ١٩٣).