بأنّ أحدا يوافق هذا المصنّف في عدم جوازه ، وحكى لي من لا أثق به عن الشيخ تقي الدين الحلبي أنّ ابن الخشاب نقل مثل ذلك. وقال : هذا جار مجرى المثل ، وحكى أنّ ابن الخباز الموصلي سافر إلى دمشق واجتمع بالمصنّف وسأله عن ذلك فقال : أفكر فيه ، ثم اجتمع به مرة أخرى وعاد وسأله فقال : لا تنقل عني فيه شيئا».
قال ابن السّراج (١) : «أنا أفتي بفعلية ليس تقليدا منذ زمن طويل ، ثم ظهر لي حرفيتها» نقله ابن النحاس في التعليقة.
باب (إنّ)
قال ابن مالك في (شرح التسهيل) : «إن كان يعني ما بعد إن المخففة مضارعا حفظ ولم يقس عليه ، نحو : (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ) [القلم : ٥١] ، (وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ) [الشعراء : ١٨٦]. قال أبو حيان : هذا ليس بصحيح ولا نعلم له موافقا.
باب (كاد)
قال الأبّذيّ في (شرح الجزوليّة) : «خالف ابن الطراوة النحاة في «عسى» وقال : ليست من النواسخ ، لأنّ حكم النواسخ أن يقدّر زوالها فينعقد من معموليها مبتدأ وخبر ، وأنت لا تقول : زيد أن يقوم ، وهو غير صحيح لأنّا إذا قدّرنا زوال «عسى» قدرنا زوال «أن» ، ومذهبه في «عسى زيد أن يقوم» على ما يظهر أنّ زيدا فاعل ، إلّا أنّها لمّا علّقت على غير ما طلب ألزم التفسير ك «سمعت زيدا يقول كذا».
باب (ما)
قال ابن عصفور في (المقرّب) (٢) : «تعمل (ما) بشرط أن لا يتقدم الخبر وليس بظرف ولا مجرور». قال ابن النحاس في (التعليقة) : «تحرّز من مثل قولنا : ما في الدار زيد ، وما عندك زيد ، فإنّ الظروف والمجرورات يجوز فيها ما لا يجوز في غيرها من أنواع التوسعات» قال : «وهذا شيء اختصّ به ابن عصفور ، لا أعلمه لغيره ، فإنّ الناس نصّوا على أنّ الخبر متى تقدّم مطلقا بطل العمل ظرفا أو مجرورا كان أو غيره».
فائدة ـ وجوه الرفع : قال ابن الدّهّان في (الغرة) : «قال الفرّاء : الرفع في كلام العرب على ثمانية عشر وجها :
__________________
(١) انظر الأصول (١ / ٩٣).
(٢) انظر المقرّب (١ / ١٠٢).