٣٦٩ ـ فإذا وذلك لا مهاه لذكره |
|
والدّهر يعقب صالحا بفساد |
قال أبو حيان : «وقد يؤوّل البيت الأول على حذف الجواب ، والثاني : على حذف المبتدأ لدلالة المعطوف عليه ، كأنّه قال : فإذا ما نحن فيه وذلك».
قال الشيخ تاج الدين بن مكتوم في (تذكرته) : «أبو العباس محمد بن أحمد الحلواني عرف بابن السراج له وريقات في النحو تسمّى الشجرة ، ذكر فيها في الجوازم «مهمن» وذكر أنّ قولك : «قام القوم ما خلا زيدا» أنّ (ما) اسم ولا تكون صلته إلا الفعل هنا» انتهى. وقال قطرب : في جماهير الكلام ، وقال بعضهم : مهمن ولم يحمل عن فصيح.
باب (كم)
قال الشيخ تاج الدين بن مكتوم في (تذكرته) : «أجاز الزمخشري وصف (كم) الخبرية ، وجعل من ذلك قوله تعالى : (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً) [مريم : ٧٤] ، قال : «هم أحسن أثاثا» في موضع النصب صفة ل (كم) ، ذكر ذلك في (الكشاف) (٢) ، وـ قد نصّ الشّلوبين في حواشي (المفصّل) وابن عصفور في (شرح الجمل الكبير) على أنّ (كم) الخبرية لا توصف ، وقلت لشيخنا الأستاذ أبي حيان : قولهما معارض بقول الكشاف ، فردّ ذلك عليّ وقال : أصحابنا يقولون : إنّ الزمخشري غير نحويّ ، ولا يلتفتون إليه ولا إلى خلافه في النحو ، يعني المواضع التي خالف فيها النحويين وانفرد بها ، وكتاب (المفصّل) عندهم محتقر لا يشتغل به ولا ينظر فيه إلّا على وجه النقص له والحطّ عليه ، وأنشدني لبعض الأندلسيين : [مجزوء الخفيف]
ما يقول الزّمخشريّ |
|
عبد عمرو بن قنبر |
والخليل بن أحمد |
|
وفتى عبد الأكبر |
لم يزدنا زيادة |
|
غير تبديل الأسطر |
وسوى اسمه الّذي |
|
نصف مجموعه خري |
باب جمع التكسير
قال أبو حيان : «ومن غريب ما وقع من فعلة معتل اللام وجمع على فعل ولم
__________________
٣٦٩ ـ الشاهد للأسود بن يعفر في ديوانه (ص ٣١) ، ولسان العرب (مهه) ، والمخصّص (١٦ / ١٧٨) ، وشرح اختيارات المفضّل (ص ٩٨٣) ، وبلا نسبة في أساس البلاغة (مهمه).
(١) انظر الكشاف (٢ / ٥٢١).