يحتج إلى تحريكه ، إذ ليس بمؤنث يجمع في بعض الأحوال بالألف والتاء فيحرك لذلك قال الله تعالى : (شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا) [الفتح : ١١] ، وقال : (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) [التحريم : ٦].
قال سيبويه (١) : فقلت له : فلم قالوا : أهلات فحرّكوا حين جمعوا بالألف والتاء؟ قال المخبّل السعدي : [الطويل]
٤٠٩ ـ وهم أهلات حول قيس بن عاصم |
|
إذا أدلجوا باللّيل يدعون كوثرا |
فقال : شبهوه بأرضات ففتحوا لذلك ، قال سيبويه : ومنهم من يقول : أهلات فيسكّن الهاء ، وهو أقيس ، والتحريك في كلامهم أكثر ، وهذا من الشواذ الذي يحكى حكاية ولا يجعل أصلا ، أعني جمع أهل أهلات ، ومثله في الشذوذ قول بعضهم في جمع حرّة : حرّون ، والحرّة كلّ أرض ملبسة حجارة ، وكل جبل حرّة ، والقياس : حرّات وحرات ، لأنّه لم يلحقه نقصان فيجمع بالواو والنون عوضا من نقصانه ، وهذا نظير قولهم : أرضون ، وذكر يونس بن حبيب أنّ من العرب من يقول : إحرّون ، فيزيد في أوّله همزة ويكسرها ، وهذا أشذ من الأول ، فأمّا خمسون فليس من أرضين في شيء ، لأنّه اسم مبنيّ للجمع من لفظ خمسة ولا واحد له من لفظه ينطق به ، وإنّما هو بمنزلة ثلاثين من ثلاثة وأربعين من أربعة ، ولم يجمع خمسة في العدد خمسات ، ثم تدخل الواو والنون عليها ، كما قيل في أرض : أرضات ثم أدخلت الواو والنون عليها ، فدلّت على حركتها.
المسألة الثامنة
قول الشاعر : [البسيط]
٤١٠ ـ اشدد يديك بمن تهوى فما أحد |
|
يمضي فيدرك حيّ بعده خلفا |
وقول زهير : [الطويل]
٤١١ ـ ألا لا أرى ذا إمّة أصبحت به |
|
فتتركه الأيّام وهي كما هيا |
وقولك ما الوجه في قوله : «فيدرك» وفي قوله : «فتتركه الأيام» الرفع أو
__________________
(١) انظر الكتاب (٤ / ٧٧).
٤٠٩ ـ الشاهد للمخبّل السعدي في ديوانه (ص ٢٩٤) ، والكتاب (٤ / ٧٧) ، وخزانة الأدب (٨ / ٩٦) ، وشرح المفصّل (٥ / ٣٣) ، ولسان العرب (أهل) ، وبلا نسبة في الاشتقاق (ص ١٢٣).
٤١٠ ـ الشاهد غير موجود في المصادر التي بين أيدينا.
٤١١ ـ الشاهد لزهير في ديوانه (ص ٢٨٨) ، وبلا نسبة في رصف المباني (ص ٢٠٠).