وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٨) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٩))
شرح المفردات
الإسلام : الاستسلام والانقياد والخضوع لله عز وجل ، والمراد من إبطال نور الله بأفواههم إرادتهم إبطال الإسلام ، بنحو قولهم هذا سحر مفترى ، والله متم نوره : أي والله متم الحق ومبلغه غايته ، بالهدى : أي بالقرآن ، ودين الحق : أي بالملة السمحة ، ليظهره : أي ليعليه ، على الدين كله : أي على سائر الأديان.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر فيما سلف أن الجاحدين لنبوته صلى الله عليه وسلم من المشركين وأهل الكتاب لما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مفترى ـ أردف ذلك ببيان أنهم دعوا إلى الإسلام والخضوع لخالق الخلق ومبدع العالم ، وأقيمت لهم على ذلك الأدلة ونصب لهم المنار ، لكنهم ظلموا أنفسهم وجحدوا النور الواضح ، والبرهان الساطع.
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد |
|
وينكر الفمّ طعم الماء من سقم |
ثم بين أن السبب فى ذلك هو سوء استعدادهم وتدسيتهم لأنفسهم ، وأن مثلهم فى صد الدعوة عن الدين مثل من يريد إطفاء نور الشمس بالنفخ بقية ، وأنى له بذاك؟ فالله متم نوره ، ومكمّل دينه مهما جدّ المشركون فى إطفائه ؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم ما جاء إلا بما فيه هداية البشر وسعادتهم فى معاشهم ومعادهم ، وبالدين الحق الذي لا تجد العقول مطعنا فيه ، ولا طريقا إلا الاعتراف بما جاء به من حكم وأحكام.