وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩) وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (١٠))
شرح المفردات
التبوّء : النزول فى المكان ، ومنه المباءة للمنزل ، والمراد من الدار المدينة ، والمراد بالحاجة الحسد والغيظ ، وأوتوا : أي أعطى المهاجرون دون الأنصار ، ويؤثرون :
أي يقدمون ويفضلون ، والخصاصة : الحاجة من خصاص البيت ؛ وهو ما يبقى بين عيدانه من الفرج وكذا كل خرق فى منخل أو باب أو سحاب أو برقع ، والشح : اللؤم ؛ وهو أن تكون النفس كزّة حريصة على المنع ، قال شاعرهم :
يمارس نفسا بين جنبيه كزّة |
|
إذا همّ بالمعروف قالت له مهلا |
قال الراغب : البخل : المنع ، والشح : الحال النفسية التي تقتضى ذلك ، وغلّا أي حسدا وبغضا.
المعنى الجملي
بعد أن بين مصارف الفيء فيما سلف ، وذكر أنه لله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين ـ ذكر هنا أنه أراد بهم فقراء المهاجرين الذين لهم هذه الصفات السامية ، والمناقب الرفيعة ، ثم مدح الأنصار ساكنى المدينة وبالغ فى مدحهم فذكر لهم هذه الفضائل :
(١) إنهم يحبون المهاجرين.
(٢) إنهم ليس فى قلوبهم حقد ولا حسد لهم.