تفسير المفردات
خاشعا : أي منقادا متذللا ، متصدعا : أي متشققا ، خشية الله : أي خوفه وشديد عقابه ، الغيب : ما غاب عن الحسّ من العوالم التي لا نراها ، والشهادة : ما حضر من الأجرام المادية التي نشاهدها ، القدوس : أي المنزه عن النقص ، السلام : أي الذي سلم الخلق من ظلمه ، إذ جعلهم على نظم كفيلة برقيهم ، المؤمن : أي واهب الأمن فكل مخلوق يعيش فى أمن ؛ فالطائر فى جوّه ، والحية فى وكرها ، والسمك فى البحر تعيش كذلك ، ولا يعيش قوم على الأرض ما لم يكن هناك حراس يحرسون قراهم وإلا هلكوا ، العزيز : أي الغالب على أمره ، الجبار : أي الذي جبر خلقه على ما أراد وقسرهم عليه ، المتكبر : أي البليغ الكبرياء والعظمة ، سبحان الله عما يشركون : أي تنزه ربنا عما يصفه به المشركون ، الخالق : أي المقدر للأشياء على مقتضى الحكمة ، والبارئ : أي المبرز لها على صفحة الوجود بحسب السنن التي وضعها والغرض الذي خلقت له ، المصوّر : أي الموجد للأشياء على صورها ومختلف أشكالها كما أراد ، الأسماء الحسنى : أي الأسماء الدالة على محاسن المعاني التي تظهر فى مظاهر هذا الوجود ، فنظم هذه الحياة وبدائع ما فيها دليل على كمال صفاته ، وكمال الصفة يرشد إلى كمال الموصوف.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر فرق المضلين من المنافقين ، والضالين من اليهود وغيرهم ، وأمر عباده المؤمنين بالتقوى ، استعدادا ليوم القيامة ـ ذكر هنا أن لهم مرشدا عظيما وإماما هاديا هو القرآن الذي يجب أن تخشع لهيبته القلوب ، وتتصدع لدى سماع عظاته الأفئدة. لما فيه من وعد ووعيد ، وبشارة وإنذار ، وحكم وأحكام ، فلو أنا ألهمنا الجبل عقلا وفهمه وتدبر ما فيه لخشع وتصدع من خوف الله عز وجل ، فكيف بكم