فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٣))
شرح المفردات
ناجيتم الرسول : أي أردتم مناجاته والحديث معه ، فقدموا بين يدى نجواكم صدقة : أي فتصدقوا قبلها ، أطهر : أي أزكى ، لتعويد النفس بذل المال وعدم الضنّ به ، أشفقتم : أي خفتم ، تاب الله عليكم : أي رخص لكم فى المناجاة من غير تقديم صدقة.
المعنى الجملي
علمت من الآية السالفة أن المؤمنين كانوا يتنافسون فى القرب من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم لسماع أحاديثه ولمناجاته فى أمور الدين ، وأكثروا فى ذلك حتى شقّ عليه صلى الله عليه وسلم وشغلوا أوقاته التي يحب أن تكون موزعة بين إبلاغ الرسالة والعبادة ، والقيام ببعض وظائفه الخاصة ، فإنه بشر يحتاج إلى قسط من الراحة ، وإلى التحنث إلى ربه فى خلواته.
من أجل هذا نزلت هذه الآيات آمرة بوجوب تقديم الصدقات قبل مناجاة الرسول والحديث معه ، لما فى ذلك من منافع ومزايا :
(١) إعظام الرسول وإعظام مناجاته ، فإن الشيء إذا نيل مع المشقة استعظم ، وإن نيل بسهولة لم يكن له منزلة ورفعة شأن.
(٢) نفع كثير من الفقراء بتلك الصدقات المقدمة قبل المناجاة.
(٣) تمييز المنافقين الذين يحبون المال ويريدون عرض الدنيا ـ من المؤمنين حقّ الإيمان الذين يريدون الآخرة وما عند الله من نعيم مقيم.