فهناكَ هبَّ ابنُ الوصيِّ إلى الوغَى |
|
بهمّةِ ليثٍ لَمْ يَرعْهُ قتامُهَا |
أبو الفَضلِ حامِي ثَغرةِ الدِّينِ جامعٌ |
|
فرائدَهُ إنْ سُلَّ مِنها نِظامُهَا |
نَضَى لقراعِ الشُّوسِ عضباً بحدِّهِ |
|
ليومِ التَّنادِي يستكنُّ حِمامُها |
عليهِ انطَوتْ في حلبةِ الطَّعنِ فانطوَى |
|
عليهِ الفَضا منهُ وضاقَ مقامُهَا |
وخاض بهَا بحراً يرفّ عبابُهُ |
|
ضباً ويدُ الأقدارِ جالتْ سهامُهَا |
فحلأَّها عَنْ جانبِ النَّهرِ عنوةً |
|
وولَّتْ عَواديهَا يصلُّ لجامُهَا |
ودَمْدمَ ليثُ الغابِ يعطو بسالةً |
|
إلى الماءِ لمْ يكبُرْ عليهِ ازدحامُهَا |
ثنَى رجلَهُ عَنْ صهوةِ المُهرِ وامتطَى |
|
قُرَى النَّهرِ واحتلَّ السَّقاءَ همامُهَا |
وهبَّ إلى نحوِ الخيامِ مُشمّراً |
|
لريِّ عِطاشى قَدْ طواهَا أوامُهَا |
ألّمتْ بهِ سوداءُ يخطفُ برقُهَا |
|
الْبصائرَ مِنْ رُعبٍ ويعلو قتامُهَا |
جلاهَا بمشحوذِ الغرارينِ أبلجٍ |
|
يدبُّ بهِ للدَّارعينَ حِمامُهَا |