السّماء وتصعد مثلها
من الأرض ، ورأيتُ عند غياب الشمس أسداً هائل المنظر يتخطّى القتلى حتّى وقف على
جسد جلّلته الأنوار ، فكان يُمرّغ وجهه وجسده بدمه ، وله صوت عالٍ ، ورأيت شموعاً
مُعلّقة وأصواتاً عالية ، وبكاءً وعويلاً ، ولا أرى أحداً .
وفي مناقب ابن شهر آشوب ج ٢ ص ١٩٠ : روى
جماعة من الثّقات : أنّه لمّا أمر المُتوكّل بحرث قبر الحسين عليهالسلام ، وأنْ يجري عليه
الماء من العلقمي ، أتى زيد المجنون وبهلول المجنون إلى كربلاء ونظرا إلى القبر لم
يتغيّر بما صنعوا .
وفي هذا دلالة على وصف النّهر بالعلقمي
في تلك الأيّام ، ويؤكّد ذلك ما في مزار البحار ص ١٦١ عن مزارَي المفيد وابن
المشهدي من ورود روايةٍ بزيارة العبّاس عليهالسلام
غير مُقيّدة بوقت ، وفيها : إذا وردتَ أرض كربلاء فانزل منهما بشاطئ العلقمي ، ثُمّ
اخلع ثياب سفرك واغتسل غسل الزيارة مندوباً ، وقل ... .
وفي تحيّة الزائر ص ١٣٥ ، ذكر عنهما وعن
الشهيد الأوّل وابن طاووس ورود روايةٍ بزيارةٍ للحسين عليهالسلام ، وقالوا : إذا
وردت قنطرة العلقمي ، فقُلْ : إليك اللهمّ قصد القاصد ... .
والظاهر منه ورود لفظ العلقمي في
الرواية وليس من كلام العلماء ؛ خصوصاً بعد العلم بأنّهم لا يذكرون إلاّ ما
يعتمدون عليه في الروايات ، ومنه نعرف أنّ نهر العلقمي كان معروفاً في الأزمنة
__________________