ولده العبّاس عليهالسلام.
قال صاحب الكبريت بعد هذه الحكاية : وليس ببعيد صحة الخبر ؛ لأنّ عمره يقدر بالسّبع عشرة سنة ، وقد قال الخوارزمي : كان تامّاً كاملاً.
وهذا نصّ الخوارزمي في المناقب ص ١٤٧ : خرج من عسكر معاوية رجل يُقال له : كُريب ، كان شجاعاً قويّاً يأخذ الدرهم فيغمزه بإبهامه فتذهب كتابته ، فنادى : ليخرج إليّ عليٌّ. فبرز إليه مرتفع بن وضّاح الزبيدي فقتله ، ثُمّ برز إليه شرحبيل بن بكر فقتله ، ثُمّ برز إليه الحرث بن الحلاّج الشيباني فقتله ، فساء أمير المؤمنين عليهالسلام ذلك ، فدعا ولده العبّاس عليهالسلام ، وكان تامّاً كاملاً من الرجال ، وأمره أنْ ينزل عن فرسه وينزع ثيابه ، فلبس عليٌّ عليهالسلام ثياب ولده العبّاس وركب فرسه ، وألبس ابنه العبّاس ثيابه وأركبه فرسه ؛ لئلا يجبن كُريب عن مبارزته إذا عرفه ، فلمّا برز إليه أمير المؤمنين عليهالسلام ذكّره الآخرة ، وحذّره بأس اللّه وسخطه.
فقال كُريب : لقد قتلتُ بسيفي هذا كثيراً من أمثالك ، ثُمّ حمل على أمير المؤمنين عليهالسلام ، فاتّقاه بالدرقة وضربه عليٌّ عليهالسلام على رأسه فشقّه نصفين ، ورجع أمير المؤمنين عليهالسلام وقال لولده محمّد بن الحنفيّة : «قفْ عندَ مصرعِ كُريب ؛ فإنّ طالبَ وترِهِ يأتيك». فامتثل محمّدٌ أمر أبيه عليهالسلام ، فأتاه أحد بني عمّه وسأله عن قاتل كُريب ، قال محمّد : أنا مكانه. فتجاولا ثُمّ قتله محمّدٌ ، وخرج إليه آخر فقتله محمّد حتّى أتى على سبعة منهم (١).
وفي ص ١٠٥ من المناقب ذكر حديث العبّاس بن الحارث بن
__________________
(١) المناقب للخوارزمي / ٢٢٨ ، والنّقل بالمعنى.