قال أمير المؤمنين
لابنه الحسن عليهماالسلام
: «وأكرم عشيرتَك ؛ فإنّهم جناحُك الذي به تطيرُ ، وأصلُكَ الذي إليه تصيرُ ،
ويدُكَ التي بها تصولُ. ولا يستغني الرجلُ عن عشيرته وإنْ كان ذا مالٍ ؛ فإنّه
يحتاج إلى دفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم ، وهُمْ أعظم النّاس حيطةً من ورائه ، وألمّهم
لشعثه ، وأعظمهم عليه إنْ نزلت به نازلة أو حلّت به مصيبة. ومَن يقبض يده عن
عشيرته ، فإنّما يقبض عنهم يداً واحدة ، وتُقبض عنه أيدٍ كثيرة» .
ولقد جاء في الشريعة المقدّسة أحكام
منوطة بمعرفة الأنساب خاصّة أو عامّة ، كالمواريث والأخماس ، وصلة الأرحام وديّة
قتل الخطأ ... إلى غيرها من فوائد النّسب التي جعلته في الغارب والسّنام من بين
العلوم الفاضلة ، وأكسبته الأهمية الكبرى.
وجعلت منصّة النسّابة في المحلّ الأسمى
عند الديني والاجتماعي والأخلاقي .
وهو أحد العلماء الذين لكلٍّ منهم اختصاص في فنٍّ من الفنون يرجع إليه في فنّه
ويُستفتى ، كما يراجع
__________________