واحداً حتّى وصلت
النّوبة إليَّ.
ثُمّ قال لي : ماذا تقول أنت؟ فكاد أن
يرتجّ عليّ القول ، ثُمّ راجعت نفسي ، وقلتُ : في المصارحة منتدحاً عن الارتباك
وفوزاً بالحقيقة ، فأنهيت إليه ما ذكرتُه لكم بالأمس من البرهنة.
فقال عليهالسلام
: أمّا أنا فقد درستُ عند أبي أمير المؤمنين عليهالسلام
، وأخوي الإمامين الحسن والحسين عليهماالسلام
، وأنا على يقين من ديني بما تلقّيته من مشيختي من الحقائق ونواميس الإسلام ، وأنت
شاكٌّ في دينك ، شاكٌّ في إمامك ، أليس الأمر هكذا؟ فلم يسعني إنكار ما يقوله.
ثُمّ قال عليهالسلام
: وأمّا شيخك الذي قرأت عليه ، وأخذت منه فهو أتعس منك حالاً ، وما عسى أنْ يكون
عندك من اُصول وقواعد مضروبة للجاهل بالأحكام ، يعمل بها إذا أعوزه الوصول إلى
الواقع ، وإنّي غيرُ محتاج إليها ؛ لمعرفتي بواقع الأحكام من مصدر الوحي الإلهي.
ثُمّ قال عليهالسلام
: وفيّ نفسيّاتٌ كريمةٌ ، وأخذ يُعدّدها : من كرم وصبر ، ومواساة وجهاد ، إلى
غيرها ، ولو قُسّمت على جميعكم لما أمكنك حمل شيء منها.
على أنّ فيك ملكاتٌ رذيلة ؛ من حسد
ومراء ورياء. ثُمّ ضرب بيده الشريفة على فم الرجل ، فانتبه فزعاً نادماً ،
مُعترفاً بالتقصير ، ولم يجد منتدحاً إلاّ بالتوسل بهِ والإنابة إليه ، صلوات
اللّه عليه وعلى آبائه.