حيث إنّه عند وجود التعدّد يحدث الفساد
والتبدّد ، فعدم الفساد دليل على عدم التعدّد.
وهذه الحكمة العلمية العقلية أشار إليها
القرآن الكريم في قوله عزّ إسمه : (لَوْ كَانَ فِيهِمَا
آلِهَةٌ إِلاَّ اللّه لَفَسَدَتَا)
.
وقوله عزّ إسمه : (مَا
اتَّخَذَ اللّه مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذا لَذَهَبَ كُلُّ
إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ) .
واستفيد هذا البرهان أيضا من حديث هشام
بن الحكم قال : قلت لأبي عبداللّه عليهالسلام
: ما الدليل على أنّ اللّه واحد؟ قال :
«اتّصال التدبير وتمام الصنع ...»
.
وعنه عليهالسلام
أيضا :
«فلمّا رأينا الخلق منتظما ، والفلك جاريا ، والتدبير
واحدا ، والليل والنهار والشمس والقمر ، دلّ صحّة الأمر والتدبير وائتلاف الأمر
على أنّ المدبِّر واحد» .
وعليه فاتّصال التدبير المنتظم يدلّ على
وحدة المدبِّر المنظِّم ، ولا يمكن ولا يليق هذا الخلق العظيم بأحدٍ إلاّ باللّه تبارك
وتعالى الذي هو العالم بحقائقه والعارف بإحتياجاته ، والحكيم في تدبيره.
وهذا هو برهان الإرتباط وحكمة التدبير ،
الدالّ على وحدة الخالق الخبير.
__________________