ولنبرهن على هذا الأمر بدليل عقلي علمي وجداني ، ونفرض أنّ كتابا صغيرا مرتّبا على مئة صفحة قد فُرّقت أوراقه وخُلطت أعداده ، ثمّ اُعطيت بيد شخصٍ أعمى حتّى يُرتّبها وينظّم صفحاتها بواسطة سحب تلك الأوراق مسلسلة إحداها بعد الاُخرى ..
ترى ما هي نسبة إحتمال الموفّقية بأن يكون السحب الأوّل مصيبا للورق الأوّل؟ الجواب : ١%.
ثمّ ما هي نسبة إحتمال أن يكون السحب الثاني مصيبا أيضا للورق الثاني؟
الجواب : ١٠٠٠٠١ وذلك بعمليّة (١٠٠٠٠١ = ١٠٠١ × ١٠٠١).
ثمّ ما هي نسبة أن يكون السحب الثالث أيضا مصيبا للورق الثالث؟
الجواب : ١٠٠٠٠٠٠١ وذلك بعمليّة (١٠٠٠٠٠٠١ = ١٠٠١ × ١٠٠١ × ١٠٠١).
وهكذا .. وهلمّ جرّا إلى موفّقية تنظيم إصابة السحب المئوي للورق المئة بنتيجة عددٍ تفوق المليارات ويستغرق حسابها الساعات.
هذه نسبة الصدفة في كتابٍ صغير فكيف بنسبة موفّقية الصدفة بالنسبة إلى هذا العالم الكبير؟
وهل يقبل العقل أو يصدّق الوجدان صدفيّة هذا النظام السماوي والأرضي المنتسق بهذا التنسيق البهيج؟
وهل يمكن قبول كون أساس العالم ومادّته المتكاملة موجودة بالصدفة كما يدّعون؟ كلاّ ثمّ ألف كلاّ!!
والحساب المنطقي الواضح هو أنّه إذا لم تصدق الصدفة صَدَقَ ضدّه وهو الخَلق والتقدير لأنّهما ضدّان لا ثالث لهما ، لا يجتمعان ولا يرتفعان .. ومن المسلَّم أنّ كذب أحدهما يستلزم صدق الآخر ، فعدم إمكان الصدفة يستلزم صدق