الحجّة (١).
فقال أبو عبداللّه عليهالسلام : سله تجده مليّا ، فقال الشامي : ياهذا! من أنظر للخلق أربّهم أو أنفسهم؟ فقال هشام : ربّهم أنظر لهم منهم لأنفسهم ، فقال الشامي : فهل أقام لهم من يجمع لهم كلمتهم ويقيم أودَهم ويخبرهم بحقّهم من باطلهم؟ قال هشام : في وقت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أو الساعة؟ قال الشامي : في وقت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم والساعة مَن؟ فقال هشام : هذا القاعد الذي تشدّ إليه الرحال (٢) ويخبرنا بأخبار السماء والأرض ، وراثة أبٍ عن جدٍّ ، قال الشامي : فكيف لي أن أعلم ذلك؟ قال هشام : سله عمّا بدا لك ، قال الشامي : قطعتَ عذري (٣) فعليَّ السؤال. فقال أبو عبداللّه عليهالسلام : ياشامي! كيف كان سفرك وكيف كان طريقك؟ كان كذا وكذا ، فأقبل الشامي يقول : صدقت ، أسلمت للّه الساعة ، فقال أبو عبداللّه عليهالسلام : بل آمنت باللّه الساعة ، إنّ الإسلام قبل الإيمان وعليه يتوارثون ويتناكحون والإيمان عليه يثابون (٤) ، فقال الشامي : صدقت فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنّك وصي الأوصياء» (٥).
٥ ـ الحديث الرضوي الشريف الجامع الذي رواه عبدالعزيز بن مسلم قال :
__________________
(١) أي تلك الحجّة التي كانت له عليّ.
(٢) أي يأتيه الناس من كلّ مكان ويقبلون عليه في مواسم الحجّ.
(٣) أي لا عذر لي بعد هذا.
(٤) لمزيد المعرفة لاحظ بيان ذلك في أحاديث اُصول الكافي : (ج٢ ص٢٤ ـ ٢٨).
(٥) اُصول الكافي : (ج١ ص١٧١ باب الإضطرار إلى الحجّة ح٤).