بالوسادة ، ويعطي
كلّ من جلس إليه نصيبه من وجهه ، ويقضي دَين كلّ ميّت فقير.
وكان دائم البُشر ليس بفظّ ولا صخّاب
ولا فحّاش ولا عيّاب ولا مدّاح.
وكان يدعو أصحابه بكُناهم إكراما لهم ، ولا
يتنازع في الحديث.
وكان أفصح الناس منطقا ، وأحلاهم كلاما
، إذا نطق ليس بمهذار ، وإذا أوجز ليس في إيجازه إخلال ، أحسن الناس نغمة ، وأنفع
الناس للناس.
وقد شرّف بسيادته على ولد آدم ، وكانت
اُمّته التابعة له خير الاُمم.
وسيرته في جميع حياته سيرة علياء ، تكشف
عن أنّ صاحبها متّصل بربّ السماء ، وأنّه أصلح من وُجد على وجه الأرض لأن يكون
اُسوة وقدوة .
هذا مضافا إلى أنّه تواترت السنّة ، واتّفقت
الاُمّة على أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
أفضل من جميع الأنبياء الذين كانوا قبله ، وأنّ كلّ كرامة وفضيلة اُعطيت للأنبياء
اُعطي هو أفضل منها ، كما إستفاضت الأخبار بنطقه بالحكمة والصواب هو وأولاده
الطاهرين الأطياب ، من حين صغرهم ، وفي جميع حياتهم ، كما أفاده في حقّ اليقين .
هذا ، بالإضافة إلى إنفراده ببعض الفضائل
كعظيم سيرته ، وحقيقة سيره في معراجه إلى العوالم الملكوتيّة العُليا ، ممّا لم
يكن له مثيل في ذلك ، وقد حاز أقرب قرب معنوي أسنى ، حتّى كان قاب قوسين أو أدنى.
وقد نطق بمعراجه القرآن الكريم ، والأحاديث
المفيدة لليقين التي تلاحظها
__________________