يعذّبهم عليها ، واللّه أعزّ من أن يريد أمرا فلا يكون.
قال : فسُئلا عليهماالسلام : هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة :
قالا : نعم ، أوسع ممّا بين السماء والأرض» (١).
٢ ـ حديث المفضّل بن عمر ، عن أبي عبداللّه عليهالسلام ، قال :
«لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين.
قال : قلت : وما أمر بين أمرين؟ قال : مَثَل ذلك مَثَل رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصية ، فليس حيث لم يقبل منك فتركته ، أنت الذي أمرته بالمعصية» (٢).
٣ ـ حديث الحسن بن علي الوشّاء ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، قال : سألته فقلت له :
«اللّه فوّض الأمر إلى العباد؟
قال : اللّه أعزّ من ذلك.
قلت : فأجبرهم على المعاصي؟
قال : اللّه أعدل وأحكم من ذلك.
ثمّ قال : قال اللّه عزوجل : يابن آدم! أنا أولى بحسناتك منك ، وأنت أولى بسيّئاتك منّي ، عملتَ المعاصي بقوّتي التي جعلتها فيك» (٣).
فالإنسان مختار في أفعاله ، ولم يفوّض إليه الأمر تفويضا ، ولم يكن عليه مجبورا ، بل يصدر عنه إختيارا ..
__________________
(١) توحيد الصدوق : (ص٣٦٠ باب نفي الجبر والتفويض ح٣).
(٢) توحيد الصدوق : (ص٣٦٢ باب نفي الجبر والتفويض ح٨).
(٣) توحيد الصدوق : (ص٣٦٢ باب نفي الجبر والتفويض ح١٠).