ذهبت الزيدية الى أن الايمان يعني الإتيان بالطاعات واجتناب المحرمات ، قال القاسم بن محمد بن علي ( المتوفى ١٠٢٩ ه ) : الايمان شرعاً الإتيان بالواجبات واجتناب المقبحات. ١ وقال أحمد بن يحيي الصعدي المتوفى ( ١٠٦١ ه) : الايمان هو فعل الطاعات واجتناب المحظورات والمكروهات ٢ فحسب هذا التعريف أن المستحبات والمكروهات أيضاً من الايمان.
وقال يحيي بن حمزة ( المتوفى ٧٤٩ ه ) : الايمان : تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالاركان وأن الايمان لا يجوز إطلاقه مع عدم أي واحد من هذه الاُمور ، ٣ وذهب الى هذا المعنى الامام يحيي بن الحسين بن القاسم ٤ ( المتوفى ٢٩٨ ه ).
اما بالنسبة الى قولهم في ايمان مرتكب الكبيرة فقد اقتدوا بالمعتزلة في هذه المسألة قائلين : إن مرتكب الكبيرة لا يسمي مؤمناً ، بل هو فاسق ، وجعلوه في منزلة بين منزلتين ، لقوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) ، قال الامام يحيى بن الحسين : إن اصحاب الكبائر ليسوا بكفار ولا مشركين ولا منافقين ، وأنهم ليسوا بأبرار ولا فضلاء ولا أزكياء ولا أطهار ولا عدلاء ، ومن كان هكذا لم يطلق عليه اسم الايمان ولا الاسلام... لانه قد غلب عليهم اسم الفسوق والفجور والظلم والعدوان والضلال ، فكانوا أهل منزلة بين منزلتين ، وهي منزلة الفساق والفجّار التي بين منزلة المؤمنين
________________
١. راجع : قاسم بن محمد بن علي ، الاساس لعقائد الاكياس ، ص ١٧٩.
٢. احمد بن يحيي الصعدي ، شرح الثلاثين مسألة ، ص ٢٧٩.
٣. راجع : يحيى بن حمزة ، المعالم الدينية ، ص ١١٧.
٤. راجع : المجموعة الفاخرة ( كتب ورسائل يحيى بن الحسين ) ، ص ٦٧.