يرى الماتريدي أن الايمان عبارة عن التصديق القلبي ، ١ فقال : إن الايمان هو التصديق ، ٢ وقال في موضع آخر : أحق ما يكون به الايمان القلوب بالسمع والعقل جميعاً. ٣
وبالنسبة الى ايمان مرتكب الكبيرة فقال النسفي : قال أهل الحق : من اقترف كبيرة غير مستحل لها ولا مستخف بمن نهى عنها ، بل لغلبة شهوة أو حمية يرجو الله تعالى أن يغفر له ويخاف أن يعذّبه ، فهذا اسمه مؤمن بقي على ما كان عليه من الايمان لم يزل عنه إيمانه ، ولم ينتقص ، ولا يخرج أحد من الايمان إلّا من الباب الذي دخل منه. ٤ وقال به أيضا الماتريدي. ٥
قال الماتريدي : إن العفو عن الكافر عفو في غير موضع العفو ، لأنه منكر المنعم ، ويرى ذلك حقاً ، فيكون في ذلك تضييع العفو وإبطال النعمة ، ولا كذلك أمر سائر المآثم ، بل يعرف صاحبها المنعم ، فله أعظم الموضع ، ولإكرامه أعظم المحل ، فجائز المغفرة له والعفو عنه في الحكمة. ٦
الماتريدي ٧ والنسفي ٨ قالوا بثبوت الشفاعة ، وأنها جاء القرآن بها والآثار عن رسول الله صلىاللهعليهوآله والشفاعة في المعهود تكون عند زلّات يستوجب بها المقت
________________
١. راجع : تبصرة الادلة ، ج ٢ ، ص ٧٧٩.
٢. ابو منصور الماتريدي ، التوحيد ، ص ٣٣٢. |
٣. المصدر السابق ، ص ٣٧٣. |
٤. تبصرة الادلة ، ج ٢ ، ص ٧٦٦.
٥. راجع : الماتريدي ، التوحيد ، ص ٣٣٢. |
٦. المصدر السابق ، ص ٣٦٢. |
|
٧. المصدر السابق ، ص ٣٦٥. |
٨. راجع : تبصرة الادلة ، ج ٢ ، ص ٧٩٣ ؛ بحر الكلام ، ص ٢٨٤. |
|