اما القسم الثاني وهم القائلون بأنه موضوع لغةً للمكث الطويل واستعمل في القرآن بمعنى الدوام :
قال المراغي والشيخ محمد عبده : الخلود لغةً المكث الطويل ، قال في الأساس : ومن كلامهم خلد فلان في السجن ، أي أقام طويلاً ، ويراد به في لسان الشرع الدوام الأبدي ، أي وهم لا يخرجون منها ولا هي تفني وتزول ، بل هي حياة أبدية لا تنتهي. ١ وقال الشيخ الطوسي ( المتوفى ٤٦٠ ه ) : والخلود معرب من العرف يدل على الدوام لانهم يقولون ليست الدنيا دار خلود وأهل الجنة مخلدون يريدون الدوام ، فأما في أصل الوضع فانه موضوع لطول الحبس. ٢
وقال الدكتور وهبة الزحيلي : والخلود البقاء ، ومنه : جنة الخلد ، ٣ وقال في موضع آخر : وخلود المؤمنين في الجنة وخلود الكفار في النار معناه في الشرع : الدوام الأبدي ، أي لا يخرجون منها ، ولا هي تفنى بهم فيزولوا بزوالها ، وإنما هي حياة أبدية لا نهاية لها. ٤
وواضح أن الفريقين متفقان على أن الخلود في القرآن قد استعمل بمعنى الدوام سواء كان موضوعاً لغةً للمكث الطويل أو الدوام.
وفيما يلي نورد تفسير عدد من الآيات القرآنية التي ذكرت لفظ الخلود ، ونبحث عن دلالتها على الدوام الأبدي :
١. قوله تعالى : ( بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )٥
________________
١. مصطفى المراغي ، تفسيرا لمراغي ، ج ١ ، ص ٦٩ ؛ وراجع : محمد رشيد رضا ، تفسير المنار ، ج ١ ، ص ٢٣٤.
٢. الشيخ الطوسي ، تفسير التبيان ، ج ١ ، ص ١٧٩.
٣. د. وهبة الزحيلي ، التفسير المنير ، ج ١ ، ص ١٠٥. |
٤. المصدر السابق ، ص ١٠٨. |
٥. البقرة ، ٨١.