نسب اليه هذا القول تلميذه ابن قيم الجوزي ، ١ والسفاريني الحنبلي ٢ ( المتوفى ١١٨٩ ه ) ، ويؤيده ما نقله صديق حسن القنوجي ( المتوى ١٣٠٧ ه ) حيث قال : وقد نقل شيخ الاسلام ابن تيمية القول بفنائها عن جمع من الصحابة والتابعين ، وقد نصرها هذا القول ابن القيم كشيخه ابن تيمية ، وهو مذهب متروك. ٣
ويؤيده أيضاً ما نقله السقّاف عن الالباني ومضمونه : بأن رد ابن تيمية القول بفناء الجنة والنار ، إنما يعني الرد على من قال بفناء الجنة فقط من الجهمية دون من قال بفناء النار ، وأنه هو نفسه ـ أعني ابن تيمية ـ يقول بفنائها ، وليس هذا فقط ، بل وأن أهلها يدخلون الجنة بعد ذلك.... ٤ وينقل السقاف بأن أحد المقلدين لابن تيمية وابن القيم واسمه ( عبد الكريم صالح الحميد ) قد ألف كتاباً للدفاع عن ابن تيمية وتلميذه والرد على الالباني وسمّاه ( القول المختار لبيان فناء النار ). ٥
ابن القيم من القائلين بفناء النار وانقطاع عذاب الكفار ، وقد استدل على قوله هذا بأقوال منسوبة إلى عدد من الصحابة أمثال عمر وابن مسعود وأبي هريرة وآخرين ، واستند أيضاً على بعض الآيات القرآنية المشعرة بظاهرها على انقطاع العذاب ، مثل قوله تعالى ( لَّابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا ) وقوله تعالى : ( فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ
________________
١. راجع : حادي الأرواح ، ص ٢٤٨.
٢. راجع : محمد السفاريني ، لوامع الانوار الالهية وسواطع الاسرار الأثرية ، ج ٢ ، ص ٢٣٥.
٣. حسن صديق القنوجي ، فتح البيان ، ج ٦ ، ص ٢٥٣.
٤. راجع : الالباني ، مقدمة كتاب رفع الستار لابطال أدلة القائلين بفناء النار للصنعاني ، نقلاً عن : كتاب حسن السقاف ، البشارة والإتحاف لما بين ابن تيمية والألباني في العقيدة من الاختلاف ، ص ١٥.
٥. المصدر السابق ، ص ١٦ ، ١٧.