كعقابه لم يبق بينهما فرق ، ولم يكن لغفرانهما معنى.
٣. إنه لو خلد في النار لزم مساواته للكافر الذي أتى بأعظم المعاصي ، مع أن الفاسق انضم إلى معصيته إيمان ، واللازم باطل عقلاً ، فكذا الملزوم.
٤. إنه يقبح منه تعالى أن يعبده إنسان ألف عام ثم يفسق مرة واحدة ، فيحبط تلك الطاعات العظيمة بتلك المرة الواحدة.
٥. إن معصية الفاسق متناهية ، فلا يحسن استحقاقه عقاباً غير متناه ، ولا ينتقض بالكافر ، لأنه أتى بأعظم المعاصي. ١
الزيدية من الفرق الشيعة المعروفة ، أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي عليهالسلام ( ٧٩ ـ ١٢٢ ه ) المعروف بزيد الشهيد الذي كان من تلاميذ واصل به عطاء الغزّال مؤسس مذهب المعتزلة ، ولهذا فالزيدية يعدّون من أتباع المعتزلة في المسائل الكلامية.
الزيدية يرون الامامة في أولاد فاطمة عليهاالسلام وكل فاطمي إذا كان عالماً وزاهداً وشجاعاً وسخياً إذا ادعى الامامة وخرج فهو الامام سواء كان من أولاد الحسن عليهالسلام أو من أبناء الحسين عليهالسلام ، وهم ينكرون عصمة الامام ، ويقولون ( بالنص الخفي ) في تعيين الامام وأن النبي صلىاللهعليهوآله قد عيّن الامام علي بن أبي طالب عليهالسلام للامامة بنصّ خفي ، وأن الامام علياً قد أطلع بعض أصحابه على امامته بصورة مخفية بناء على مصالح ، ولهذا فهم يرون بصحة خلافة أبيبكر وعمر وعثمان لإخماد نار الفتنة ، وأيضاً قالوا بامامة المفضول ، وجواز تعيين المفضول للامامة مع وجود الفاضل ، وينكرون القول بالتقية. ٢
________________
١. راجع : ارشاد الطالبين ، ص ٤٢٣ ، ٤٢٤ ؛ اللوامع الالهية ، ص ٣٩٥ ، ٣٩٦.
٢. فرهنگ فرق اسلامى ، ص ٢١٤ ـ ٢١٦ ؛ الحسن بن موسي النوبختي ، فرق الشيعة ، ص ٢١.