ويؤيده ما ذكره الدكتور فرج الله عبدالباري بقوله : إن التلمود يتحدث عن الجحيم بأنه لا سلطان له على مذنبي بني إسرائيل ، ولا سلطان له على تلامذة الحكماء الحاخامات ، ولكن بعض الحاخامات قالوا : إن الاسرائيليين الذين اقترفوا السيئات سيذهبون مع الأجانب إلى نار جهنم ، ويمكثون فيها اثني عشر شهراً ، وسوف تحرق روحهم ، وسوف تثير الرياح أجزاءهم تحت نعال الصالحين. ١
وفيما يتعلق بمصير غير اليهود في الآخرة يقول التلمود بأنه لا يدخل الجنة إلا اليهود ، أما الجحيم فهو مأوى الكفار ، ولا نصيب لهم فيه سوى البكاء ، لما فيه من الظلام والعفونة والطين. والجحيم أوسع من النعيم ستين مرة ، لان الذين لا يغسلون سوىٰ أيديهم وأرجلهم كالمسلمين ، والذين لا يختنون كالمسيحيين الذين يحركون أصابعهم ( يفعلون إشارة الصليب ) يبقون هناك خالدين. ٢
ويتبين من كل ما مرّ أن عقيدة اليهود عن الجحيم تتخلص بأنه لا يخلد فيه إلّا غير اليهود كما لا يدخل الجنة إلّا اليهود ، ومن يدخل النار منهم لا يبقى فيها أبد الآبدين ، بل يخرج منها بعد مدة من العذاب الأليم.
الدين المسيحي يؤكد أيضاً على فكرة الخلود في جهنم ، حيث جاء في إنجيل متى قوله : تعالوا يا مباركي أبي ، رثوا الملك المعد لكم من قبل إنشاء العالم ، لأنّي جعت فأطعمتوني ، وعطشت فسقيتموني ، وكنت غريباً فآويتموني... وحينئذٍ يقول الملك للذين عن يسار : إذهبوا عنّي ياملاعين إلى النار الأبدية المعدة لابليس وملائكته. ٣
________________
١. راجع : اليوم الآخر بين اليهودية والمسيحية والاسلام ، ص ٣٩١.
٢. الدكتور يوسف عيد ، موسوعة الاديان المساوية والوضعية ، الديانة اليهودية ، ص ١٥٤.
٣. تيودول ري ومرمية ، نؤمن ، ص ٤٥٧ ، ٤٥٨.