لا الفرقة الناجية ، فهم قد وقعوا في متاهات الأحبار والرهبان ومتاهات الحكام بالإضافة إلى متاهات الروايات.
وهذا كلّه يعود إلى كونهم رفضوا تحكيم العقل بداية ونبذوه ونسجوا كهفاً من أوهامهم عاشوا فيه وتحصنوا به في عزلة عن الآخرين.
إلاّ أن حصن أهل السنة ـ كما تبين مما سبق عرضه ـ هو أوهى من بيت العنكبوت ، فلا يصلح أن يأوى إليه المسلمون طلباً للأمن والأمان في الدنيا والآخرة.
والمتأمل في نصوص التحريم والإباحة التي عرضناها ، يتبين أنها لا تخرج عن كونها رد فعل لأطروحات الفرق المخالفة ، فهي لا تستند على نصوص بقدر ما تستند على مواقف لفقهاء فرق أهل السنة لا تتحلى بما يميّزها عن الفرق الأخرى ، وإذا سلّمنا بتساويها مع الآخرين فهذا يعنى فقدانها صفة النجاة ويعني مشاركتهم لها في هذه الصفة ، والحقيقة أن فرق أهل السنة هي أقل منهم طرحاً وعقلا وأكثرهم خللا.
وليس من السهل أن يسلّم العقل بأن الفرقة التي تجانب العقل وتوالي الحكام الفجار وتلتزم المسلمين بطاعتهم وتتبنى التجسيم والتشبيه فيما يتعلق بصفات الله سبحانه ، وتقوم على فقه الرجال الذين تعددت مذاهبهم وطغت على النصوص الصريحة ، وتقدّس الرواية إلى الحد الذي يجعلها تعتدى على القرآن ، وفوق هذا كله هي لا تلتزم بخلق الإسلام فى مواجهة الخصوم والمخالفين ، فتسبهم وتلعنهم وتكفّرهم وتفتري عليهم القول ، ليس من السهل ولا من الممكن أن يسلم العقل أن مثل هذه الفرقة هي