وقد وضع البغدادي قواعد وحدود تنظيم
التعامل مع الفرق المخالفة ، وهو بهذا يؤكد أن أهل السنة هم أهل الحق والريادة.
يقول البغدادي عن الجهمية : هؤلاء اتباع
جهم بن صفوان الذي قال بالجبر وزعم أن العباد مضطرون إلى أنواع تصرفهم كما يضطر
الريح إلى حركته ، ولم يثبتوا للعبد كسباً ولا استطاعة ، وهذا القول وإن كان
فاسداً فإنه لا يوجب عندنا تكفيراً ، لأنه خلاف في وصف العبد ، وإنما يكفر الجهمية
في شيئين :
أحدهما قولهم بأن الجنة والنار تفنيان.
وقولهم بحدوث علم الله تعالى.
لأن هذا يوجب أن لا يكون الله عالماً
قبل حدوث علمه.
ولأجل هذه البدعة قتل جهم بن صفوان بمرو
، قتلة مسلم بن احرز المازني في آخر زمان بني أمية.
وقال عن البخارية اتباع الحسين بن محمد
البخار : وهم فرق بالري ، كل فرقة منها تكفر سائرها ، ويجمعها القول بحدوث كلام
الله تعالى ونفي صفاته الأزلية واستحالة رؤيته ، فهم في هذه الأصول الثلاثة
كالقدرية ، فهذه أصولها التي نكفرهم فيها ، أما قولهم في خلق أفعال العباد في
الاستطاعة مع الفعل وفي أنه لا يكون إلاّ ما أراد الله تعالى وفي باب الوعد
والوعيد فكقول أهل السنة سواء.
وقال عن المعتزلة : أعلم أن تكفير كل
زعيم من زعماء المعتزلة واجب من وجوه.
أما واصل بن عطاء فلأنه كفر في باب
القدر بإثبات خالقين لأعمالهم