من هنا فإن التحالف القائم بين أهل السنة والحكام ـ الذي له ما يبرره من خلال عقائدهم التي استثمرها الحكام فى إضفاء المشروعية على حكوماتهم ـ أتاح لحكام العصور الحديثة من تأسيس ما سمى بالمؤسسة الدينية الحكومية وابتداع فكرة شيخ الإسلام لتكون لسان حال الدين الذي يخدم مصالح الحكام ويستقطب الجماهير المستضعفة إلى صفوفهم مما يضعف الفرق والاتجاهات الأخرى المعارضة ويسهل على الحكام استئصالهم وتصفيتهم.
إن المتتبع لحركة الصدام بين فرق أهل السنة والفرق المخالفة يتبين أن الحكام استثمروا أهل السنة بدوافعهم العقائدية التي تنبذ الآخر وتعاديه في ضرب هذه الفرق تحت ستار شرعي.
وهذا التحالف بين أهل السنة والحكام في مواجهة المعارضة قائم ومستمر حتى اليوم ويتجلّى بوضوح من خلال مواقف المؤسسات الدينية الحكومية المعاصرة في مواجهة المعارضين للحكم والخارجين عن طاعته حتى من أهل السنة (١).
__________________
١ ـ أنظر مواقف فرقة الأزاهرة أو المؤسسة الأزهرية الحكومية في مصر من فرقة الإخوان وفرقة الجهاد وفرقة التكفير وسائر فرق أهل السنة المخالفة لهم والاتجاهات الأخرى المعارضة لهم ـ في كتابنا الحركة الإسلامية في مصر. وأنظر فصل فرقة الأزاهرة من هذا الكتاب.
وأنظر تحالف المؤسسة الوهابية في الجزيرة العربية مع حكام آل سعود.