هاجم الفرق الأخرى
وشوهها وحكم عليها بالزيغ والضلال أراد من خلال هذا الباب أن يرفع راية أهل السنة
ويبيّض وجهها ويضفي عليها القداسة دون ذكر عيوبها وسلبياتها ونواقصها التي تجعلها
في مساواة الفرق الأخرى دون أن تتميز عليها بشيء.
قال البغدادي : اعلموا أسعدكم الله أن
أهل السنة والجماعة ثمانية أصناف من الناس وهم حسب تصنيفه ما يلي :
ـ أهل التوحيد والنبوة والاجتهاد الذين
سلكوا طرق الصفاتية من المتكلمين الذين تبرؤوا من التشبيه والتعطيل ومن بدع
الرافضة والخوارج والجهمية والبخارية وسائر أهل الأهواء الضالة.
ـ أئمة الفقه والحديث الذين اعتقدوا في
أصول الدين مذهب الصفاتية في الله وفي صفاته الأزلية وتبرؤوا من القدر والاعتزال ،
وأثبتوا رؤية الله تعالى بالأبصار من غير تشبيه ولا تعطيل ، وأثبتوا الحشر في
القبور وسؤال القبر وإثبات الشفاعة وإمامة الخلفاء الأربعة والثناء على السلف
والصلاة خلف الأئمة وطاعة السلطان وتحريم المتعة ويدخل في هؤلاء أصحاب مالك
والشافعي والأوزاعي والثوري وأبي حنيفة وابن أبي ليلى وأبي ثور وأحمد بن حنبل وأهل
الظاهر وسائر الفقهاء الذين اعتقدوا أصول الصفاتية ولم يخلطوا فقهه بشيء من بدع
أهل الأهواء الضالة.
ـ أهل الإحاطة بطرق الإخبار والسنن
المأثورة عن النبي ، وميّزوا بين الصحيح والسقيم وعرفوا أسباب الجرح والتعديل ولم
يخلطوا علمهم بشيء من بدع أهل الأهواء.