عشرون روافض وعشرون خوارج وعشرون قدرية وعشرة مرجئة وثلاثة بخارية وبكرية وضرارية وجهمية وكرامية فهذه ثنتان وسبعون فرقة ، أما الفرقة الثالثة والسبعون فهي أهل السنة والجماعة من فريق الرأي والحديث دون من يشتري لهو الحديث منهم وفقهاء هذين الفريقين وقراؤهم ومحدّثوهم ومتكلموا أهل الحديث منهم متفقون على مقالة واحدة.
وقد أشرنا سابقاً إلى مثل هذه الإحصائيات الغير واقعية والغير منطقية في نفس الوقت.
والبغدادي هذا وقع في خطأ حسابي إذ أن عدد الفرق التي ذكرها يفوق الثنتين والسبعين ، هذا بالإضافة إلى كونه ذكر أن أهل السنة فرقتين لا فرقة واحدة : فريق الرأي وفريق الحديث.
وعاد البغدادي ليؤكّد في نهاية هذا الباب أن من قال بما ذكر من صفات وأمور هي تشكل معتقدات أهل السنة ولم يخلط إيمانه بها بشيء من بدع الخوارج والروافض والقدرية وسائر أهل الأهواء فهو من جملة الفرقة الناجية إن ختم الله بها ، وقد دخل في هذه الجملة جمهور الأمة وسوادها الأعظم من أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة والأوزاعي والثوري وأهل الظاهر.
عاد البغدادي ليؤكّد مرة اخرى من خرج عن دائرة أهل السنة فمصيره الهلاك والبوار ودخول النار بعد أن ذكر سابقاً هذا الصنف من المبتدعين ـ إن صحّت هذه التسمية ـ مستثنون من بدعة الكفر وبدعتهم من جنس البدع التي هي في دائرة الإسلام.