الأهواء الضالة من القدرية والخوارج والروافض والنجارية والجهمية والمجسمة والمشبهة ومن جرى مجراهم من فرق الضلال.
وهذه الأبواب التي ذكر البغدادي أن الفرق الأخرى خالفتهم فيها هي بمثابة الأصول عندهم ، وقد بيّنا سابقاً أن هذه الأمور ليست من أصول الدين في شيء ، وهي لا تخرج عن كونها مجموعة من القضايا الكلامية والفلسفية التي لا تمس جوهر الدين ولا أصوله ، بل أن أهل السنة لهم من العقائد والآراء ما يساويهم بهذه الفرق بل ويجعلهم في وضع أكثر حرجاً من جانب العقيدة وأصول الدين من هذه الفرق.
وإذا كانت أصول الدين هي الإيمان بالله ورسوله وكتبه ورسله وملائكته واليوم الآخر والحساب والجنة والنار ، فهذه الأمور لا يقتصر الإيمان بها على أهل السنة وحدهم بل تؤمن بها جميع الفرق (١).
والخلط بين الأمور السابقة وبين أصول الدين جاء عن طريق علم الكلام ، وهو من ابتداع أهل السنة من أجل حماية عقائدهم الخاصة بربطها بأصول الدين حتى تضفي عليها القداسة ولا تمس كما ابتدعوا فكرة ربط السنة بالكتاب من قبل (٢).
__________________
١ ـ جاء في كتب السنن أن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه وبرسله وتؤمن بالبعث. كذلك عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله : بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان. انظر مسلم والبخاري كتاب الإيمان وجميع فرق المسلمين تقرّ بهذه الأمور ، ويبقى الخلاف بين فرق أهل السنة وغيرهم منحصراً في الفروع.
٢ ـ انظر تفصيل هذه المسألة في كتابنا أزمة الحركة الإسلامية المعاصرة.