بالإضافة إلى متنه الذي لا يستقيم مع العقل ومع نصوص القرآن كما ذكرنا.
وقد حاول البغدادي استثناء فرق الفقهاء من الفرق المذمومة أهل النار مشيراً إلى أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لم يقصدهم بحديثه عن الفرق التي عدّها من أهل النار (١).
وذكر البغدادي أن فرق الفقهاء اختلفوا في فروع الفقه مع اتفاقهم على أصول الدين.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو : هل الفرق المخالفة لأهل السنة لم تتفق فيما بينها على أصول الدين؟
وما هي أصول الدين بالتحديد؟
في منظور البغدادي أن أهل السنة هم أهل الأصول ، وبالتالي فإن الفرق التي اختلفت معهم إنما هي فارقت الأصول ، وهذا التصور نابع من كونهم الفرقة الناجية ويوضّح لنا البغدادي ذلك بقوله : .. وإنما فصل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بذكر الفرق المذمومة فرق أصحاب الأهواء الضالة الذين خالفوا الفرقة الناجية في أبواب العدل والتوحيد أو في الوعد والوعيد أو في بابي القدر والاستطاعة أو في تقدير الخير والشر أو في باب الهداية والضلال أو في باب الإرادة والمشيئة أو في باب الرؤية والإدراك أو في باب صفات الله عزوجل وأسمائه أو في باب من أبواب التعديل والتجوير أو في باب من أبواب النبوة وشروطها ونحوها من الأبواب التي اتفق عليها أهل السنة والجماعة من فريقي الرأي والحديث على أصل واحد خالفهم فيها أهل
__________________
١ ـ انظر نماذج من هذه الأحاديث في فصل أهل السنة الإطار المذهبي.