التسليم الذي يجعل النقد والمراجعة درب من دروب الزندقة والزيغ والضلال.
وهذا هو جوهر الخلاف بين فرق أهل السنة والفرق الأخرى.
أهل السنة يرفضون النقد والمراجعة واستخدام العقل في مواجهة التراث.
والفرق الأخرى توجب النقد والمراجعة واستخدام العقل.
من هنا كان الصراع عنيفاً بينهما خرج من طور الحوار والجدال ليصل إلى البطش والقتل والتشريد الذي كان من نصيب خصوم أهل السنة على الدوام وبمساعدة الحكّام الذين حقّقوا السيادة والانتشار لهم على حساب الفرق الأخرى.
من هنا أيضاً ساد الإرهاب الفكري الذي حال بين المسلمين وبين أن يخوضوا في قضايا التراث ويعملوا عقولهم في أطروحاته.
وبمرور الزمن تلقّت الأجيال المسلمة جيلا بعد جيل التراث بمنظور الفرقة السائدة المتمكنة المدعومة من السلطة.
وحتى نتمكّن من قراءة التراث قراءة صحيحة لابدّ لنا من تحقيق ما يلي :
قراءة العصر.
قراءة المؤلف.
قراءة الفرقة التي ينتمي لها المؤلف.
وهذا ما سوف نطبّقه في قراءتنا لكتاب الفرق بين الفرق.