والفرقة الأخيرة التي سادت صعيد مصر هي التي ارتبطت بكثير من الأحداث التي وقعت على الساحة المصرية في فترة الثمانينيات بداية باغتيال السادات وحتى قتل السياح ورجال الأمن.
إلاّ أن هذه الفرقة لم تسلك نهج المودودي ولم تكن تحمل من فرقته سوى الاسم إذ أنها ارتبطت بنهج السلف وعقائد أهل السنة دون أن تخالط الواقع وتستثمره ودون أن تتحرر من عقل الماضي مما أدى إلى اصطدامها بالواقع بقوة وفشلها في تحقيق أهدافها واستئصالها من قبل الحكومة.
وقد حددت الفرقة المصرية هدفها من خلال منشور أصدرته يحوى تسع نقاط وهو تعبيد الناس لربهم وإقامة خلافة على نهج النبوة وحددت فيه أيضاً أن عقيدتها هي عقيدة السلف الصالح جملة وتفصيلا ، وأن الطريق لتحقيق هدفها هو الدعوة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله من خلال جماعة منضبطة حركتها بالشرع الحنيف وولاؤها لله ورسوله والمؤمنين وعداؤها للظالمين.
وكانت هذه الفرقة قد اتخذت من أحد العناصر المنشقة على فرقة الأزهريين أباً روحياً لها وهو الدكتور عمر عبد الرحمن الذي قام بتصنيف كتاب لها تحت عنوان : أحوال الحكام ، وهو كتاب يصنف حكام العصر على ضوء عقائد أهل السنة ويبرر الخروج عليهم.
ومن كثرة الصدامات بين هذه الفرقة ورجال الأمن والمسيحيين وعناصر الفرق الأخرى وعلى رأسها عناصر فرقة الإخوان ، أصبحت مصدر قلق وإزعاج كبير للفرق الأخرى وللكتاب والصحفيين