المنهج السلفي.
وهذه الأهداف ذات الأبعاد الحركية
والسياسية هي ما دفعت الحكومة إلى تصفيتها وضمها إلى فرقة الجمعية الشرعية في
أواخر العصر الناصري ولم تتمكن من الانشقاق عنها إلاّ في عصر السادات الذي فتح
علاقات واسعة مع السعودية ، كما أن هذه الأهداف جذبت شباب الفرق الأخرى الذين
كانوا في طور النشأة الفكرية قبل أن يتميزوا عنها في فرق مستقلة تتبنى أساليب
مختلفة في مواجهة الواقع غير أنها تتبنى نفس عقيدة أنصار السنة التي هي امتداد
للعقيدة الوهابية.
ومثلما اتخذت الفرقة الوهابية من ابن
تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب رموزاً لها ومراجع يستمدون منهم الأحكام
والأفكار ، اتخذت أنصار السنة هؤلاء الثلاثة رموزاً لها بالإضافة إلى فقهاء
الوهابية المعاصرين أمثال ابن باز وابن عثيمين والألباني وغيرهم.
وكانت فرقة أنصار السنة تصدر مجلة الهدي
النبوي ، ثم أبدلتها إلى مجلة التوحيد التي لا تزال تصدر حتى اليوم وتشن حرباً
شعواء على فرق الصوفية والأضرحة والمقامات والموالد ـ أي إحياء المناسبات الخاصة
بذكرى أبناء الرسول في مصر ـ باعتبارها من البدع والضلالات ، كما تشن حرباً على
العلمانيين والعلمانية والشيعة والمتشيعين وتبارك الخط الوهابي وتؤيد الحكومة في
موقفها المعادي للفرق الأخرى.
وكحال فرق أهل السنة دبّ الخلاف بين
عناصرها وأدى الأمر إلى إنشقاق بعض العناصر ليكونوا لأنفسهم فرقة مستقلة تحت اسم :
دعوة الحق.