والمعتزلة لم يقدّروا الوحي حق قدره.
من هنا فإن الأفكار التي برز بها الماتريدي تدور في هذا المحيط ، وهي تنحصر فيما يلي :
ـ العقل يستقبل بمعرفة الله لا معرفة الأحكام.
ـ صفات الله غير ذاته.
ـ كلام الله قديم غير مؤلف من حروف ولا كلمات حادثة ، وهي تدل على المعنى.
ـ رؤية الله يوم القيامة اختص الله بكيفيتها وأحوالها.
ـ العقل يستطيع أن يدرك حسن بعض الأشياء وقبحها.
ـ أفعال الله تعالى تكون على مقتضى الحكمة.
ـ أفعال العباد مخلوقة ولا عقاب ولا ثواب إلاّ وللعبد اختيار فيما يستحق عليه الثواب وما يستحق عليه العقاب.
ومن سوء حظ فرقة الماتريدية أن الدول التي احتضنتها في بلاد ما وراء النهر قد زالت مثل دولة السامانيون ، وحلت محلها دول أخرى مما أثّر بالسلب على أفكار الفرقة وحصرها في دائرة موطنها وحال دون انتشارها في بقاع أخرى (١).
ومن أبرز رموز هذه الفرقة : أبو المعين النسفي ( ٤٣٨ / ٥٠٨ هـ ) له كتاب تبصره الأدلة ، وهو المرجع الأساسي للفرقة ، وله كتاب بحر الكلام.
ونجم الدين عمر النسفي ( ٤٦٢ / ٥٣٧ هـ ) كان صاحب نشاط واسع
__________________
١ ـ سلّطت الأضواء بصورة أكثر على الأشاعرة كما أشرنا سابقاً.