خرَّبوها ، كأنَّ على خيولهم العقبان ، يتمسّحون بسرج الامام عليهالسلام يطلبون بذلك البركة ، ويحفّون به يقونه بأنفسهم في الحروب ، ويكفونه ما يريد فيهم.
رجال لا ينامون الليل ، لهم دويٌّ في صلاتهم كدويِّ النحل ، يبيتون قياماً على أطرافهم ويصبحون على خيولهم ، رهبان بالليل ، ليوث بالنهار ، هم أطوع له من الأمة لسيّدها ، كالمصابيح كأنَّ قلوبهم القناديل ، وهم من خشية اللّه مشفقون ، يدعون بالشهادة ويتمنّون أن يقتلوا في سبيل اللّه ، شعارهم : «يا لثارات الحسين» ، كما في حديث الامام الصادق عليهالسلام (١).
وفي حديث أمير المؤمنين عليهالسلام في جيش الغضب :
«اُولئك قوم يأتون في آخر الزمان ، فزع كقزع الخريف ، والرجل والرجلان والثلاثة من كلِّ قيلة حتى يبلغ تسعة. أما واللّه إنّي لأعرف أميرهم واسمه ومناخ ركابهم» (٢).
وفي حديث الامام الصادق عليهالسلام :
«اذا اذن الامام دعا اللّه باسمه العبرانيّ ، فاتيحت له صحابته الثلاثمائة وثلاثة عشر ، قزع كقزع الخريف ، فهم أصحاب الالوية. منهم من يفقد من فراشه ليلاً فيصبح بمكّة ، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه.
قلت : جعلت فداك ، أيّهم أعظم إيماناً؟
قال : الذي يسير في السحاب نهاراً ، وهم المفقودون ، وفيهم نزلت هذه
__________________
(١) البحار : ج ٥٢ ص ٣٠٨ ب ٢٦ ج ٨١ ـ ٨٢.
(٢) الغيبة (للنعماني) : ص ٣١٢ ب ٢٠ ح ١.