لا شكّ في أن من أرقى السعادات وأعلى الدرجات ، التشرف بخدمة بقية اللّه تعالى الامام المهدي ارواحنا فداه ، والفوز برؤية طلعته الرشيدة وغرّته الحميدة. فهي الزيارة القريبة لخاتم الوصيين ، والبلسم الشافي لقلوب المؤمنين.
وحكمة الغيبة وإن دعت الى استتاره عن الأبصار ، الا أن اللطف والكرامة شملت جملة كثيرة من الأخيار ، ممن تشرفوا بخدمته وسعدوا برؤيته.
كما دلّ على ذلك الإخبارات الموثقة المتواترة والتشرفات الصادقة المتظافرة ، التي هي من أقوى الأدلة على وقوع التشرف ، فضلاً عن إمكانه.
مضافاً الى الأدعية الشريفة الواردة لسؤال رؤيته التي تكشف عن امكان وقوعه وتحققه ، والا فانه لا يمكن أن يؤمر العبد بالدعاء بالمحال.
فترى ذلك في مثل زيارة الامام الحجة عليهالسلام :
«اللهم أرِنا وجهَ وليّك الميمونَ ، في حياتنا وبعد المنون».
وفي دعاء العهد المروي عن الامام الصادق عليهالسلام :
«اللهم أرني الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة ، واكحُل ناظري بنظرةٍ منّي إليه».
مضافاً الى أدعية الاستغاثة بأن يدركنا الامام المهدي ارواحنا فداه ، فانها دعوة ودعاء لحضوره عليهالسلام عادةً لتفريج الكرب والكربة. وحضوره عندنا يقتضي تشرفنا بخدمته. كما في دعاء الكفعمي المروي عن صاحب الأمر عليهالسلام الذي ورد فيه :