أمير المؤمنين ، لأنها له صلىاللهعليهوآلهوسلم وفي عقبه باقية الى يوم القيامة (١). فمن كان كذلك فهو من المهتدين ، ومن شك فلا دين له ، ونعوذ باللّه من الضلالة بعد الهدى».
وسأله عن القنوت في الفريضة اذا فرغ من دعائه ، يجوز أن يردّ يديه على وجهه وصدره للحديث الذي رُوي : «ان اللّه عز وجل أجلّ من أن يردّ يدي عبده صفراً بل يملأها من رحمته» (٢) ، أم لا يجوز؟ فان بعض اصحابنا ذكر انه عمل في
__________________
ذلك :
١ ـ توجيه العلماء الى الاعتماد على الاحاديث المأثورة عن أهل البيت عليهمالسلام ، وعدم محاولة استقصار المعارف الاسلامية عن طريق مراسلته فقط.
٢ ـ تكريم آبائه الطاهرين عليهمالسلام ، شأن جميع الأئمةوالانبياء الذين كانوا يروون عن أسلافهم ، لا لقصور فيهم وانما تخليداً لاولئك الاسلاف في سلسلة الأقداس ، كما نجد القرآن الكريم وسائر كتب السماء تروى عن الانبياء وربما عن غيرهم كلقمان ، رغم أنها نزلت من عند الله الذي هو مرسل الرسل ومصدر الرسالات.
٣ ـ الاعتماد على الروايات المأثورة عن آباءه عليهمالسلام والاستناد اليها ليكون أبغد عن التشكيك.
(١) ففي تفسير قوله تعالى : (إنما أنت منذرٌ ولكلِّ قومٍ هاد). (سورة الرعد : الآية ٧).
ورد تفسير الهادي بالائمة المعصومين عليهمالسلام في أحاديث الخاصة والعامة.
فمن الخاصة ، مثل حديث الامام الباقر عليهالسلام ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في هذه الآية : «أنا المنذر ، وعلي الهادي ، أما والله ما ذهبت منا ولا زالت فينا الى الساعة». (الكافي : ج ١ ص ١٩٢ ح ٤) ومن العامة ، مثل حديث ابن عباس ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«أنا المنذر وعلي الهادي ، وبك ـ يا علي ـ يهتدي المهتدون». (احقاق الحق : ج ٣ ص ٨٨ ، عن جماعة من العامة ، كالحاكم في المستدرك ، والذهبي في التخليص ، والرازي في تفسيره ، والطبري في تفسيره ، وابن كثير في تفسيره ، وعيرهم).
(٢) هذا مضمون حديث القدّاح ، عن ابي عبدالله عليهالسلام المروي في : الكافي : كتاب الدعاء ج ٢ ص ٤٧١ ، وليس في الحديث ذكر هذا العمل في خصوص الفرائض. فنصّ الحديث هو :
«ما أبرز عبدٌ يدَه الى الله العزيز الجبّار الا استحيا الله عزّوجلّ أن يردّها صفراً حتى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء. فاذا دعا أحدُكم فلا يردّ يده حتى يمسح على وجهه ورأسه»