ومما خرج عن صاحب الزمان صلوات اللّه عليه من جوابات المسائل الفقهية أيضاً ، ما سأله عنها محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري فيما كتب اليه وهو :
بسم اللّه الرحمن الرحيم
اطال اللّه بقاك ، وأدام اللّه عزك وتأييدك وسعادتك وسلامتك ، وأتم نعمته عليك ، وزاد في احسانه اليك وجميل مواهبه لديك وفضله عندك ، وجعلني من السوء فداك ، وقدمني قبلك (١).
الناس يتنافسون في الدرجات ، فمن قبلتموه كان مقبولاً ، ومن دفعتموه كان وضيعاً ، والخامل من وضعتموه ، ونعوذ باللّه من ذلك ، وببلدنا أيدك اللّه جماعة من الوجوه يتساوون ويتنافسون في المنزلة ، وورد أيدك اللّه كتابك الى جماعة منهم في أمرٍ أمرتهم به من معاونة ص (٢).
واخرج علي بن محمّد بن الحسين بن الملك المعروف بملك بادوكة وهو ختن (٣) ص رحمهالله من بينهم فاغتم بذلك ، وسألني أيدك اللّه أن اُعلمك ما ناله من ذلك. فان كان من ذنب فاستغفر اللّه منه ، وان يكن غير ذلك عرّفته ما تسكن نفسه اليه ان شاء اللّه.
__________________
ومن اهتمامه بالمسائل الفقهية يُعرف مدى تديّنه والتزامه بالشريعة ، ومن ثَمَّ عُرف بصاحب المسائل.
والرجل ممن يُرجع اليه ويؤخذ برواياته المعروفة المروية عن الحجة عليهالسلام. (المختار من كلمات الامام المهدي عليهالسلام : ج ١ ص ٣٨٥).
(١) أي جعل موتي قبل موتك ، وهذا دعاء له عليهالسلام بطول العمر.
(٢) رمزُ للصحة ، كما تلاحظ بيانه في البحار.
(٣) «الخَتَن» بفتحتين ، هو كل من كان قريب المرأة يعني الزوجة كأبيها وأخيها (مجمع البحرين : ص ٥٥٥).