ولولا ما عندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم والاشفاق عليكم ، لكُنّا عن مخاطبتكم في شغل فيما قد امتحنا به من منازعة الظالم العتل (١) الضال المتتابع في غيّه المضاد لربّه ، الداعي ماليس له ، الجاحد حق من افترض اللّه طاعته ، الظالم الغاصب (٢).
وفي ابنة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لي اُسوةٌ حسنة (٣).
__________________
(١) العُتُلّ بضمتين ، هو الفظّ الغليظ الجافي. (مجمع البحرين : ص ٤٨٣).
(٢) جاء في بيان البحار : الظالم الضال هو جعفر الكذاب ويحتمل خليفة ذلك الزمان.
وجعفر ادّعى الامامة كذباً وافتراء وباطلاً بعد أخيه الامام العسكري عليهالسلام وتلاحظ سوء حاله في توقيع الامام المهدي عليهالسلام الى احمد بن اسحاق القمي الاشعري. (الغيبة للشيخ الطوسي : ١٧٥).
وقد امتحنته الشيعة الأبرار وتبيّن كذبه كما تلاحظه في الحديث. (كمال الدين : ص ٤٧٦ ب ٤٣ ح ٢٦).
ثم انه تاب فخرج التوقيع من الناحية المقدسة أن سبيله سبيل اخوة يوسف ، كما يأتي ذكره في التوقيع الى الشيخ الجليل محمد بن عثمان. (كمال الدين : ص ٤٨٣ ب ٤٥ ح ٤).
(٣) فان له عليهالسلام اُسوة حسنة بإمّه الصديقة الطاهرةسلام الله عليها حيث اغتُصب حقها فصبرت ؛ كذلك الامام المهدي عليهالسلام اغتصب جعفر حقّه واستولى على إرثه من والده الامام العسكري عليهالسلام فصبر.
وأفاد في المختار وجوهاً ثلاثة للتأسي ، حاصلها :
١ ـ ان فاطمة الزهراء عليهاالسلام عافت الدنيا وما فيها ومن فيها ، وكذلك الامام المهدي عليهالسلام هو في جانب والعالم من جانب.
٢ ـ ان فاطمة الزهراء عليهاالسلام كانت مجهولة القدر ، عاشت في الخفاء مستورة محتجبة عن الاُمة مظلومة مهضومة ، وكذلك ولدها الامام المهدي عليهالسلام عاش مستوراً مظلوماً مهضوماً محتجباً عن الأنظار.
٣ ـ ان فاطمة الزهراء عليهاالسلام عاشت مع عدم التقية وعدم بيعة في رقبتها لأحدٍ من طواغيت زمانها ، وكذلك الامام المهدي عليهالسلام يعيش مع عدم التقية وعدم بيعةٍ من عنقه لأحد من طواغيت زمانه.
فشابه عليهالسلام جدته الصديقةالزهراء عليهاالسلام في عدم التقية والبيعة ، فكانت له بابنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أسوة حسنة. (المختار من كلمات الامام المهدي عليهالسلام : ج ٢ ص ٢٢٩).
وعلى الجملة فما اجلّها وأجملها من كلمة رائعة تبيّن الاسوة الحسنة بالصديقة الطاهرة لحجة الله الامام المهدي عليهالسلام ، ولدها الطاهر ونسلها الكريم.