تعالى هذه المدّة المذكورة بعد ان مضت عليه ستون من عمره.
وروى اصحاب الأخبار : ان سلمان الفارسي رضياللهعنه لقي عيسى ابن مريم عليهالسلام ، وبقى الى زمان نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم وخبره مشهور ، واخبار المعمرين من العرب والعجم معروفة مذكورة في الكتب والتواريخ.
وروى اصحاب الحديث : ان الدجال موجود وأنه كان في عصر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وانه باق الى الوقت الذي يخرج فيه وهو عدو اللّه.
فاذا جاز في عدو اللّه لضرب من المصلحة ، فكيف لا يجوز مثله في ولي اللّه ، ان هذا من العناد ...» (١).
وقال المحقق الكراجكي في كتاب البرهان من كنز الفوائد :
«فاما من أقرّ بها (اي الامامة) وأنكر جواز تراخي الأعمار وطولها ، فانّ القرآن يخصمه بما تضمّنه من الخبر عن طول عمر نوح عليهالسلام.
قال اللّه تعالى : (فلبِثَ فيهم الفَ سنةٍ الا خمسينَ عاماً) ، ولا طريق الى الانصراف عن ظاهر القرآن الاّ ببرهان.
وقد اجمع المسلمون على بقاء الخضر عليهالسلام من قبل زمان موسى عليهالسلام الى الآن وانّ حياته متّصلة الى آخر الزمان ، وما اجمع عليه المسلمون فلا سبيل الى دفعه بحال من الأحوال.
فان قال لك الخصم : هذان نبيّان ويجوز ان يكون طول اعمارهما معجزا لهما وكرامة يميّزا بها عن الأنام ، ولا يصحّ ان يكون هذا المعجز والاكرام الاّ للأنبياء عليهمالسلام.
فقل له : يفسد هذا عليك بما استقرّ عليه الاتفاق من بقاء ابليس اللعين من
__________________
(١) كتاب الغيبة : ص ٧٨.