«... ، إنّ ملوك الزمان إذ ذاك كانوا يعرفون من رأي الأئمة عليهمالسلام التقية ، وتحريم الخروج بالسيف على الولاة ، وعيبَ من فعل ذلك من بني عمّهم ولومهم عليه ، وأنه لا يجوز عندهم تجريد السيف حتى تركد الشمس عند زوالها ، ويسمع نداء من السماء باسم رجل بعينه ، ويخسف بالبيداء ، ويقوم آخر أئمة الحق بالسيف ليزيل دولة الباطل.
وكانوا لا يُكبرون بوجود من يوجد منهم ، ولا بظهور شخصه ، ولا بدعوة من يدعو إلى إمام ، لأمانهم مع ذلك من فتق يكون عليهم به ....
فلما جاز وقت وجود المترقب لذلك ، المخوف منه القيام بالسيف ، ووجدنا الشيعة الامامية مطبقة على تحقيق أمره وتعيينه والاشارة اليه دون غيره ، بعثهم ذلك على طلبه وسفك دمه ....
وانّ ابن الحسن عليهماالسلام لو يظهر لسفك القوم دمه ، ولم تقتض الحكمة التخلية بينهم وبينه ...» (١).
وأضاف قدسسره في رسالة الغيبة :
«... أنه لم يكن أحد من آبائه عليهمالسلام كُلّف القيام بالسيف مع ظهوره ، ولا اُلزم بترك التقية ، ولا اُلزم الدعاء الى نفسه حسبما كلّفه إمام زماننا ....
ولما كان إمام هذا الزمان ، هو المشار اليه بسلّ السيف من أوّل الدهر من تقادم الأيام المذكورة ، والجهاد لأعداء اللّه عند ظهوره ، ورفع التقية عن أوليائه ، والزامه لهم بالجهاد ، وانه المهدي الذي يُظهر اللّه به الحق ، ويُبيد بسيفه الضلال .... لزمته التقية ، ووجب فرضها عليه كما فُرضت على آبائه عليهمالسلام.
لأنّه لو ظهر بغير اعوان لألقى بيده الى التهلكة.
__________________
(١) الفصول العشرة : ص ٧٤.