٢. ولده : إبراهيم (٦٤٢ ـ ٦٩٥ ه) (١) :
إبراهيم بن عبد الرازق ، أبو إسحاق ، كان حنفي المذهب ، ويعرف بابن المحدث.
ولد في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وستمائة بالموصل.
سمع بالموصل من والده الإمام عز الدين ، وتفقه عليه ، وكان فقيها فاضلا ، عالما.
ذكره البرزالي في معجم شيوخه ، وقال : كتبت عنه ، وفاق أبناء جنسه معرفة وذكاء.
وكان نبيها ، نبيلا ، فاضلا ، عالما ، متنسكا ، ورعا ، حسن الأخلاق.
وله منظوم ومنثور.
وشرح القدوري ، وكتب الإنشاء بديوان الموصل.
أنشد من شعره كثيرا في كل فن.
وتوفي في شهر رمضان ، سنة خمس وتسعين وستمائة بدمشق ، ودفن بسفح قاسيون.
وقد ذكره والده الإمام الرسعني في بيت من شعره ، فقال (٢) :
__________________
(١) الطبقات السنية في تراجم الحنفية (١ / ٢٠٦) ، والمقصد الأرشد (٢ / ٤٥) ، والدليل الشافي على المنهل الصافي (١ / ٢٠) ، وتاج التراجم في طبقات الحنفية (ص : ٤) ، والطبقات السنية للتميمي (١ / ٢٣٧) ، والجواهر المضية للقرشي (١ / ٤١).
(٢) معجم الدمياطي (ق ١٣ / ب).
تقول عرسي وبي أضعاف ما وجدت |
|
يوم الفراق ودمع العين منحدر |
أتترك ابنك إبراهيم منفردا |
|
طفلا وتؤتمه حيّا وتصطبر |
٣. ولده : أحمد أبو صالح (؟ ـ؟) (١) :
ذكره في تفسيره ، فقال :
ومثله قولي في أبيات أرثي بها ولدي أبا صالح أحمد :
على زينة الدنيا ولذّة عيشها |
|
السلام فهذا منهما آخر العهد |
٤. ابنته : أمة الرحمن بنت عبد الرازق (؟ ـ ٦٩٥ ه) (٢) :
فاضلة عالمة ، توفيت سنة خمس وتسعين وستمائة ، ذكرها البرزالي في ذيل الروضتين ، فقال : وفي بكرة الأربعاء عاشر شعبان توفيت الشيخة الصالحة ، أمة الرحمن ، ست الفقهاء ، بنت الشيخ الإمام العلامة ، عز الدين أبي محمد ، عبد الرازق بن رزق الله.
٥. سبط ابنه محمد (؟ ـ ٧٥٤ ه) (٣) :
عبد الرحمن بن رزق الله بن عبد الرحمن ابن رزق الله الرسعني الدمشقي.
سمع في الخامسة من ابن البخاري مشيخته ، وسمع منه سنن أبي داود ، وحدث ، وكان رسولا بباب القضاة.
__________________
(١) رموز الكنوز (٥ / ٥٥٣).
(٢) تاريخ الإسلام للذهبي (وفيات سنة ٦٩٥ ، ص : ٢٥٤).
(٣) مصادر ترجمته : ذيل تذكرة الحفاظ (ص : ١٣١) ، الوفيات للسلامي (٢ / ٢٣٩).
قال البرزالي : سبط شمس الدين محمد بن عبد الرزاق الرسعني ، كان بدمشق رسولا بباب القاضي مدة ثم نزح عنها وتوجه إلى القاهرة وأقام هناك ، ثم عاد إلى دمشق.
توفي ليلة الأربعاء ثالث جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وسبعمائة ، ودفن بمقابر باب الصغير.
ب ـ حياته العلمية
٥. نشأته وطلبه للعلم :
نشأ الرسعني في بلدته رأس عين ، وتلقى علومه الأولى فيها ، فقد حفظ القرآن على الشيخ مبارك بن إسماعيل الحراني (١) ، وسمع الحديث من أبي المجد القزويني (٢) وغيره ، ثم رحل إلى حواضر العالم الإسلامي لطلب العلم وسماع الحديث الشريف ، وفيما يلي نعرض لرحلات المؤلف.
٦. رحلاته :
لما علم المؤلف أن العلم بحر لا شاطئ له ، وأنه لا يؤتى إلا ببذل الجهد : شدّ الرحال وجال وطاف البلاد يرتوي من مناهل العلم ، ويطلب الحديث ليعلي سنده. لقد أدرك أهمية الرحلة في طلب العلم ، فلم يتهاون ، بل انضم إلى حلقات
__________________
(١) ستأتي ترجمته في الكلام على شيوخه.
(٢) ستأتي ترجمته في الكلام على شيوخه.
العلم في البلاد التي طافها ، ودرس وتلقى على أكابر علمائها ، وأفاضل شيوخها.
وقد رحل المؤلف سبع رحلات ، عامتها في طلب العلم وسماع الحديث من أفواه الشيوخ ، وإليك تفصيلها :
الرحلة الأولى : إلى بغداد ، وكانت سنة ست وستمائة ، وكان عمره آنذاك سبع عشرة سنة ، وسمع فيها من عبد العزيز بن منينا ، والداهري ، وعمر بن كرم وغيرهم (١).
وقرأ فيها القرآن بالروايات العشر ، على أبي البقاء العكبري (٢).
كما أنه دخلها مرة أخرى سنة ثلاث وثلاثين وستمائة ، وفيها قرأ على الشيخ أبي طالب عبد اللطيف بن محمد بن علي القبيطي. ذكر الرسعني ذلك في إسناد له عند تفسير قوله تعالى : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) [الرحمن : ٦٠].
الرحلة الثانية : إلى فلسطين ، زار فيها بيت المقدس ، سنة سبع وستمائة ، وسمع فيها من الشيخ عبد الله بن محمد الدربندي ، الصوفي بمسجد الخليل عليهالسلام ، ولم أجد أحدا ذكرها ، لكن المؤلف صرح بأنه سمع من الشيخ عبد الله بن محمد الدربندي في مسجد الخليل في إسناد له عند تفسير قوله تعالى : (يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) [النساء : ١٧١].
الرحلة الثالثة : إلى دمشق ، وقد زار دمشق مرارا ، قال الذهبي (٣) : قرأت بخط سيف الدين ابن المجد ذكر عبد الرّازق الرسعني ، قال : حفظ المقنع ، وسمع
__________________
(١) ذيل طبقات الحنابلة (٢ / ٢٧٤) ، وتذكرة الحفاظ للذهبي (٤ / ١٤٥٢).
(٢) عقود الجمان في شعراء الزمان (٤ / ١٣١ / ب).
(٣) تاريخ الإسلام (٥ / ١٤٣).
بدمشق سنة خمس ، وسنة ست وسبع من الكندي. اه.
ففي سنة ست وستمائة ، سمع من أبي العباس الخضر بن كامل بن سالم المعبر الخاتوني ، كما ذكر ذلك في إسناده عند تفسير قوله تعالى : (وَما يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) [المدثر : ٥٦].
وفي سنة سبع وستمائة ، سمع من أبي العباس أحمد بن عبد الواحد بن أحمد المعروف بالبخاري الفقيه الحنبلي بجامع دمشق ، كما صرح بذلك في أحد أسانيده في كتابه «رموز الكنوز» عند تفسير قوله تعالى : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) [الرحمن : ٦٠].
وفي سنة تسع وستمائة ، سمع من أبي القاسم السلمي ، وابن الحرستاني (١) ، والخضر بن كامل ، وأبي الفتوح بن الجلاجلي (٢) ، والموفق ابن قدامة ، وتفقه عليه ، وحفظه كتابه المقنع ، وقرأ عليه كثيرا من كتبه الفقهية (٣).
وسمع من أبي اليمن الكندي تاريخ بغداد كله ، قاله الذهبي (٤) ، وتعقبه الدمياطي ، فقال : وسمع من الكندي تاريخ بغداد عن القزاز عن الخطيب خلا الجزء السادس والثلاثين ... وخلا قول أبي حنيفة في الإيمان ، فإن الكندي أجاز له (٥).
__________________
(١) ذكر ذلك في إسناده عند تفسير قوله تعالى : (أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) [البلد : ١٦].
(٢) ذيل طبقات الحنابلة (٢ / ٢٧٤) ، وتذكرة الحفاظ للذهبي (٤ / ١٤٥٢).
(٣) عقود الجمان في شعراء الزمان (٤ / ١٣٢ / أ).
(٤) تاريخ الإسلام (٥ / ١٤٣).
(٥) معجم الدمياطي (ق ١٤ / أ).
وسيأتي ذكر رحلة أخرى للمؤلف إلى دمشق ، وذلك بعدما اشتهر وذاع صيته.
الرحلة الرابعة : وكانت إلى حلب ، والظاهر أنه مر على حلب بعد منصرفه من دمشق ، إلا أن كلام ابن الصابوني يوحي بأنه زار حلب أوّلا ، فقال (١) : دخل بغداد ، وتفقه بها .. وسمع بحلب .. وبدمشق ، ثم سافر عنها وأقام بالموصل.
وفي هذه الرحلة سمع من الشريف أبي هاشم ، عبد المطلب بن الفضل الهاشمي.
الرحلة الخامسة : إلى الموصل في شوال سنة ثلاث وعشرين وستمائة ، ونزل بدار الحديث المهاجرية ، بباب سكة أبي نجيح ، التي أنشأها أبو القاسم علي بن مهاجر بن علي الموصلي (٢) ، وعيّن مدرسا بها ، فصار يسمع بها أحاديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ويفيد الناس (٣).
الرحلة السادسة : إلى تكريت ، في سنة عشر وستمائة (٤).
وسمع فيها من القاضي أبي الفرج يحيى بن سعد الله بن أبي تمام التكريتي.
الرحلة السابعة : إلى حران.
__________________
(١) تكملة إكمال الإكمال (ص : ١٥٥).
(٢) معين الدين ، التكريتي ، ثم الموصلي ، الوزير بسنجار ، كان من أولاده الأكابر والوزراء ، وبيتهم معروف بالفضل والحشمة ، والنبل ، وكان من أهل الخير والصلاح ، والسماح ، وبنى بالموصل ، في سكة أبي نجيح دار الحديث ، ووقف عليها الوقوف الحسنة ، والكتب النفيسة. (تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي ، رقم (١٤٧٩) من الجزء الخامس).
(٣) عقود الجمان (٤ / ١٣٢ / أ).
(٤) وقد صرح بذلك في تفسيره ، عند قوله تعالى : (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا) [إبراهيم : ١٢].
سمع فيها من الحافظ عبد القادر بن عبد الله الرهاوي ، والإمام فخر الدين أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم بن تيمية الخطيب (١).
الرحلة الثامنة : إلى دمشق ، فقد قدم دمشق رسولا ، فقرأ عليه ابن الصابوني جزءا.
قال ابن الصابوني (٢) : ثم قدم دمشق رسولا فاجتمعت به ، وقرأت عليه جزءا من حديثه ، هو روايته عن ابن منينا ، وسمعت منه أناشيد من نظمه ، وكان معي جماعة من طلبة الحديث.
وهذه الرحلة بعد ما ذاع صيته ، واتسعت شهرته ، ولهذا بعث رسولا على دمشق ، ولم أجد أحدا ذكر من أرسله ، والظاهر أنه بدر الدين لؤلؤ (٣) ، صاحب الموصل ، فقد كانت له حرمة وافرة عنده ، وبينهما اتصال وثيق.
الرحلة التاسعة : وكانت إلى مصر ، ولم يصرح أحد بهذه الرحلة ، إلا أن ترجمة ابن تغرى بردى له في النجوم الزاهرة ، تدل على أنه دخلها ، لكن متى كان هذا؟ لم أجد من ذكره ، إلا أن الذي يغلب على الظن أن هذا كان قبل أن يستقر بالموصل ، ومما يدل على أنه دخل مصر ما حكاه الحافظ ابن رجب ، قال (٤) : قال الحافظ أبو
__________________
(١) وقد صرح المؤلف بالأخذ عنهما في حران في تفسيره الأول : عند تفسير قوله تعالى : (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُ) [الأعراف : ٨] ، والثاني : عند تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ) [الأحزاب : ٣٥].
(٢) تكملة إكمال الإكمال (ص : ١٥٥).
(٣) السلطان بدر الدين أبو الفضائل ، لؤلؤ بن عبد الله الأتابكي ، الملقب بالملك الرحيم ، كان بطلا شجاعا ، حازما ، مدبرا ، سائسا ، ذا همة عالية ، توفي سنة سبع وخمسين وستمائة (سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٣٥٦).
(٤) ذيل طبقات الحنابلة (٢ / ٢٧٥ ـ ٢٧٦). وانظر : طبقات المفسرين للداودي (١ / ٣٠١).
محمد عبد الكريم الحلبي في تاريخ مصر له : نقلت من خط الحافظ اليغموري ـ يعني يوسف بن أحمد بن محمود الدمشقي ـ أنشدنا شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن أبي بكر الجزري ، أنشدني ابن دقيق العيد بقوص ، أنشدني عز الدين عبد الرازق الرسعني لنفسه :
وكنت أظن في مصر بحارا |
|
إذا أنا جئتها أجد الورودا |
فما ألفيتها إلا سرابا |
|
فحينئذ تيممت الصعيدا |
فتبين من هذه الأبيات أنه دخل مصر ، وأيضا فإن ابن دقيق العيد رواها عنه ، وهو في قوص من صعيد مصر ، كما صرحت به القصة المتقدمة ، ومع هذا فلم يترجمه الأدفوي في الطالع السعيد.
هذه هي البلاد التي طاف فيها المؤلف مما وقفت عليه ، وإلا فقد دخل بلدانا أخر ، قال ابن رجب (١) : وسمع بحلب .. وببلدان أخر.
ويلاحظ من هذا أنه لم يدخل مكة ولا المدينة ، ولم يذكر أحد أنه حج ، إلا أن يكون في صغره قبل أن يشتهر.
وهذه الرحلات المتعددة تدل على كثرة سماعه ، ووفرة علمه ومعرفته.
٧. شيوخه :
تتلمذ الرسعني رحمهالله على طائفة من شيوخ وقته في علوم متنوعة ، وذلك في البصرة وبغداد ودمشق.
__________________
(١) ذيل طبقات الحنابلة (٢ / ٢٧٤).
وفيما يلي نذكر أسماء الشيوخ الذين التقى بهم الرسعني (١) :
١. حنبل الواسطي (٥١٠ ـ ٦٠٤ ه) (٢) :
حنبل بن عبد الله بن فرج بن سعادة ، بقية المسندين ، أبو علي ، وأبو عبد الله الواسطي ، ثم البغدادي ، الرصافي ، المكبّر بجامع المهدي ، توفي سنة أربع وستمائة تقريبا.
أسمع المسند مرتين بدمشق ، واجتمع له جماعة لم تجتمع في مجلس سماع قبله بدمشق ، توفي في حديد سنة أربع وستمائة.
حدث المصنف عنه بالمسند في تفسيره.
٢. الخضر الدلال (٥٢٣ ـ ٦٠٨ ه) (٣) :
الخضر بن كامل بن سالم بن سبيع ، الدمشقي ، السروجي ، الدّلال المعبر ، الشيخ العالم المسند ، أبو العباس ، مات في شوال سنة ثمان وست مئة وهو في عشر التسعين.
٣. ابن منينا (٥٢٥ ـ ٦١٢ ه) (٤) :
عبد العزيز بن معالي بن غنيمة بن الحسن البغدادي ، الأشناني ، مسند العراق ،
__________________
(١) وسوف يأتي في آخر الكتاب ـ إن شاء الله ـ قائمة بأسماء الشيوخ الذي روى عنهم الرسعني في كتابه" رموز الكنوز".
(٢) سير أعلام النبلاء (٢١ / ٤٣١).
(٣) المرجع السابق (٢٢ / ١١).
(٤) المرجع السابق (٢٢ / ٣٣).
أبو محمد ، مات في الثامن والعشرين من ذي الحجة ، سنة اثنتي عشرة وستمائة.
٤. ابن الجلاجلي (٥٤١ ـ ٦١٢ ه) (١) :
محمد بن علي بن المبارك البغدادي ، التاجر الرئيس المقرئ ، كمال الدين ، أبو الفتوح ، توفي في بيت المقدس في رمضان سنة اثنتي عشرة وستمائة.
٥. الكندي (٥٢٠ ـ ٦١٣ ه) (٢) :
زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد بن عصمة بن حمير الكندي ، البغدادي ، الإمام العلامة ، شيخ الحنفية ، وشيخ العربية ، وشيخ القراءات ، ومسند الشام ، تاج الدين ، أبو اليمن ، توفي سنة ثلاث عشرة وستمائة.
وقد أسند عنه المصنف في كتابه التفسير بعض الأحاديث.
٦. ابن الحرستاني (٥٢٠ ـ ٦١٤ ه) (٣) :
عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل بن علي بن عبد الواحد الأنصاري ، الدمشقي ، الشافعي ، الشيخ الإمام العالم ، قاضي القضاة ، جمال الدين ، أبو القاسم ، ابن الحرستاني ، حدث بصحيح مسلم ، ودلائل النبوة للبيهقي ، وأشياء. توفي سنة أربع عشرة وستمائة.
سمع منه المؤلف صحيح مسلم ، وأسند عنه في تفسيره.
__________________
(١) سير أعلام النبلاء (٢٢ / ٥٢).
(٢) المرجع السابق (٢٢ / ٣٤).
(٣) المرجع السابق (٢٢ / ٨٠).
٧. السلمي (٥٤٦ ـ ٦١٥ ه) (١) :
أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق ، الشيخ الأمير المسند ، أبو القاسم ، شمس الدين ، السلمي ، البغدادي ، الصيدلاني ، العطار ، توفي سنة خمس عشرة وستمائة.
حدث المؤلف عنه بصحيح البخاري.
٨. جمال الدين الياسري (؟ ـ ٦١٦ ه) (٢) :
عثمان بن مقبل بن قاسم الياسري ، ثم البغدادي ، الواعظ ، الحنبلي ، أبو عمرو ، صنف كتابا في طبقات الفقهاء. توفي سنة ست عشرة وستمائة.
أخذ المصنف عنه علم القراءات ، وروى عنه مقرونا بأبي البقاء العكبري.
٩. العكبري (٥٣٨ ـ ٦١٦ ه) (٣) :
عبد الله بن الحسين بن أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري ، ثم البغدادي ، الأزجي الضرير ، النحوي ، الحنبلي ، الفرضي ، الشيخ الإمام العلامة النحوي البارع ، محب الدين ، أبو البقاء ، صاحب التصانيف ، توفي سنة : ست عشرة وستمائة.
وقد أخذ المؤلف عنه القراءات ، وتلا عليه بالعشر (٤) ، وتعلم منه العربية ،
__________________
(١) سير أعلام النبلاء (٢٢ / ٨٤).
(٢) ذيل طبقات الحنابلة (٢ / ١٢٢).
(٣) سير أعلام النبلاء (٢٢ / ٩١).
(٤) عقود الجمان (٤ / ق ١٣١).
والأدب ، وقد روى عنه كثيرا من القراءات في كتابه التفسير.
١٠. المؤيد الطوسي (٥٢٤ ـ ٦١٧ ه) (١) :
المؤيد بن محمد الطوسي ثم النيسابوري ، الشيخ المقرئ ، مسند خراسان ، رضي الدين ، أبو الحسن. سمع صحيح البخاري ومسلم ، وغيرها. توفي سنة سبع عشرة وستمائة.
روى المؤلف من صحيح مسلم عنه في تفسيره.
١١. ابن قدامة (٥٤١ ـ ٦٢٠ ه) (٢) :
عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدسي ، الجمّاعيلي ، ثم الدمشقي ، الصالحي ، الحنبلي ، الشيخ الإمام القدوة العلامة المجتهد ، موفق الدين ، أبو محمد ، صاحب المغني ، مولده بجماعيل من عمل نابلس ، وتوفي سنة عشرين وستمائة.
أخذ عنه الفقه ، وقرأ عليه كثيرا من كتبه ، وسمع منه مسند الشافعي وغيره ، وتفقه به ، وأثنى عليه في كتابه. ولما توفي رثاه بمرثية بلغت ثمان وعشرين بيتا ، ومطلعها (٣) :
ألا ما لوجه المكرمات ملفّع |
|
وما لعيون الدين تدمى وتدمع |
وما لمعاني الفقه أقوت فأصبحت |
|
معطلة أركانها تتضعضع |
__________________
(١) سير أعلام النبلاء (٢٢ / ١٠٤).
(٢) سير أعلام النبلاء (٢٢ / ١٦٥).
(٣) عقود الجمان (٤ / ق ١٣٤ ـ ١٣٥ / أ).
ومنها :
وما للورى سكرى ولم يشربوا طلا |
|
وما لغيوم الهم لا تتقشع |
ويا قوم ما للشمس أظلم ضوؤها |
|
وما لجبين البدر أيضا مرقع |
ومنها :
فلو طالت الأعمار بالفضل لم يكن |
|
لموت على مثل الموفق مطمع |
ولو أنه بالمشرفية يتقى |
|
حمته سيوف دونه تتقعقع |
وآخرها :
وبعد فلا زالت سحائب رحمة |
|
من الله في لحد الموفق تهمع |
١٢. القزويني (٥٥٤ ـ ٦٢٢ ه) (١) :
محمد بن الحسين بن أبي المكارم أحمد بن حسين بن بهرام ، القزويني ، القاضي الإمام الفاضل المحدث الجوال ، مجد الدين ، أبو المجد ، توفي سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
روى عنه المصنف في كتابه في مواضع منه.
١٣. البخاري (؟ ـ ٦٢٣ ه) (٢) :
أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور السعدي
__________________
(١) سير أعلام النبلاء (٢٢ / ٢٤٩).
(٢) ذيل طبقات الحنابلة (٢ / ١٦٨ ـ ١٧٠) ، والمقصد الأرشد (١ / ١٢٩ ـ ١٣٠).
المقدسي ثم الدمشقي المعروف بالبخاري ، شمس الدين أبو العباس ، أخو الحافظ ضياء الدين ، والد الفخر علي ، مسند وقته ، سمع بدمشق من أبي المعالي ابن صابر ، وببغداد من أبي الفتح ابن شاتيل وابن الجوزي ، وبنيسابور من عبد المنعم الفراري ، وتفقه وبرع ، وأقام ببخارى يشتغل بالخلاف على الرّضي النيسابوري ، ولهذا عرف بالبخاري ، ثم رجع إلى الشام وأقام بحمص مدة ، وقيل إنه ولي القضاء بها.
مات يوم الخميس خامس جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين وستمائة ودفن إلى جوار خاله الشيخ الموفق بالروضة.
قال ابن مفلح (١) : سمع منه جماعة منهم عبد الرّازق الرسعني.
١٤. أبو هاشم البلخي (؟ ـ ٦٢٦ ه) (٢) :
عبد المطلب بن الفضل ، الهاشمي ، البلخي ، ثم الحلبي ، الحنفي ، الشيخ الإمام العلامة ، افتخار الدين ، أبو هاشم ، توفي سنة ست وعشرين وستمائة.
١٥. الداهري (٥٤٦ تقريبا ـ ٦٢٨ ه) (٣) :
عبد السلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران الداهري ، البغدادي ، الخفاف ، الخراز ، الشيخ المسند ، الأمي ، أبو الفضل ، كان أميّا لا يكتب ، سمع صحيح البخاري ، ومسند عبد بن حميد ، والدارمي ، وغيرها. مات سنة ثمان وعشرين وستمائة.
__________________
(١) المقصد الأرشد (١ / ١٣٠).
(٢) سير أعلام النبلاء (٢٢ / ٩٩).
(٣) سير أعلام النبلاء (٢٢ / ٣٠٤).
١٦. ابن أبي المجد الدينوري (٥٣٩ ـ ٦٢٩ ه) (١) :
عمر بن كرم بن علي بن عمر ، الشيخ المسند الأمين ، أبو حفص بن أبي المجد الدينوري ، ثم البغدادي ، الحمامي. روى الكثير وتفرد ، وكان شيخا مباركا صحيح السماع والإجازة ، تفرد بأجزاء عن أبي الوقت. توفي سنة تسع وعشرين وستمائة.
١٧. ابن الأثير (٥٥٥ ـ ٦٣٠ ه) (٢) :
علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الجزري ، الشيباني ، الشيخ الإمام العلامة المحدث الأديب النسابة ، عز الدين ، أبو الحسن ، مصنف التاريخ الكبير الملقب ب «الكامل» ومصنف كتاب «معرفة الصحابة» توفي سنة ثلاثين وستمائة.
أسند المصنف من طريقه في كتابه «رموز الكنوز».
١٨. ابن روزبة القلانسي (بعد ٥٤٠ ـ ٦٣٣ ه) (٣) :
علي بن أبي بكر بن روزبة بن عبد الله البغدادي ، القلانسي ، العطار ، الصوفي ، الشيخ المسند المعمر ، أبو الحسن ، توفي سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
حدث المؤلف عنه بصحيح البخاري.
__________________
(١) سير أعلام النبلاء (٢٢ / ٣٢٥).
(٢) المرجع السابق (٢٢ / ٣٥٣).
(٣) المرجع السابق (٢٢ / ٣٨٧).
١٩. نصر الجيلي (٥٦٤ ـ ٦٣٣ ه) (١) :
نصر بن عبد الرزّاق بن عبد القادر بن أبي صالح ، الجيلي ، ثم البغدادي ، الأزجي ، الحنبلي ، توفي سنة ثلاثين وثلاثين وستمائة.
روى عنه المؤلف ، وأثنى عليه ، ووصفه بأنه قاضي القضاة شرقا وغربا.
هذا ما وقفت عليه من ذكر شيوخه ، ولم أذكر إلا من نص أهل العلم على أنه سمع منه أو أخذ عنه ، أو صرح بالرواية عنه في كتابه ، فلم أذكر من عاصره وخالطه ؛ مثل ابن الشعار (٢) ، والإربلي (٣) ، أو من صحبه مثل العماد الحنبلي (٤).
٢٠. القبيطي (٥٥٤ ـ ٦٤١ ه) (٥) :
الشيخ أبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن علي القبيطي.
أسند عنه المؤلف في تفسيره (٦).
__________________
(١) سير أعلام النبلاء (٢٢ / ٣٩٦).
(٢) كمال الدين ، أبو البركات ، المبارك بن أبي بكر ، بن حمدان ، الموصلي ، مؤلف عقود الجمان في شعراء الزمان ، توفي سنة أربع وخمسين وستمائة (شذرات الذهب ٥ / ٢٦٦).
(٣) علي بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي ، بهاء الدين الكردي ، منشئ مترسل ، من الشعراء ، توفي سنة اثنتين وتسعين وستمائة (الأعلام ٤ / ٣١٨).
(٤) إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي ، ثم الدمشقي الفقيه الزاهد ، العابد ، الشيخ عماد الدين ، أبو إسحاق ، أخو الحافظ عبد الغني ، توفي سنة أربع عشرة وستمائة (المقصد الأرشد ١ / ٢٢٧).
(٥) سير أعلام النبلاء (٢٣ / ٨٧).
(٦) عند تفسير قوله تعالى : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) [الرحمن : ٦٠].
٢١. الخازن النيسابوري (٥٥٦ ـ ٦٤٣ ه) (١) :
محمد بن سعيد بن أبي البقاء الموفق بن علي بن الخازن النيسابوري ، ثم البغدادي ، الصوفي ، الشيخ الجليل الصالح المسند ، أبو بكر ، أحد رواة مسند الشافعي. توفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة.
روى المؤلف عنه مسند الشافعي ، وقرنه بالموفق ابن قدامة.
٢٢. الحراني (؟ ـ؟):
مبارك بن إسماعيل الحراني ، ذكره ابن الشعار في عقود الجمان (٢) ، ولم أقف على ترجمة له.
قرأ عليه المؤلف القرآن في صباه.
٢٣. الدربندي (؟ ـ؟):
محمد بن داود بن عثمان الدربندي ، أبو عبد الله الصوفي ، الشيخ الزاهد. لم أعثر له على ترجمة.
روى المصنف عنه عن السّلفي بمسجد الخليل بفلسطين ، كما سبق ذكر ذلك عند الحديث عن رحلات المؤلف (ص : ٢٣).
٨. تلامذته :
أخذ العلم عن المؤلف جماعة ، منهم من سمعه وشافهه ، ومنهم من روى عنه
__________________
(١) سير أعلام النبلاء (٢٣ / ١٢٤).
(٢) عقود الجمان (٤ / ١٣١).
بالإجازة ، وفيما يلي نذكر من وقفنا عليه من تلامذة المؤلف :
١. ابن الشعّار (٥٩٣ ـ ٦٥٤ ه) (١) :
المبارك بن أبي بكر بن حمدان الموصلي ، كمال الدين ، أبو البركات ، المعروف بابن الشعار ، مؤلف عقود الجمان في شعراء الزمان ، توفي بحلب ، سنة أربع وخمسين وستمائة.
أجاز له المؤلف ، كما نص عليه في عقود الجمان ، قال : أجازني رواياته ومصنفاته ومقولاته (٢).
٢. القشيري (؟ ـ ٦٦٧ ه) (٣) :
علي بن وهب بن مطيع ، القشيري المالكي ، مجد الدين ، والد ابن دقيق العيد ، توفي سنة سبع وستين وستمائة ، وقد عده ابن رجب من تلاميذ المؤلف.
٣. ابن الصابوني (٦٠٤ ـ ٦٨٠ ه) (٤) :
محمد بن علي بن محمود المحمودي بن الصابوني ، الحافظ المفيد ، جمال الدين ، أبو حامد ، شيخ دار الحديث النورية ، كتب العالي والنازل وبالغ وحصل الأصول ، وجمع ، وصنف ، وتوفي في نصف ذي القعدة ، توفي سنة ثمانين وستمائة.
__________________
(١) شذرات الذهب (٥ / ٢٦٦).
(٢) عقود الجمان (٤ / ق ١٣٢ / أ).
(٣) تذكرة الحفاظ (٤ / ١٤٧٦) ، والطالع السعيد (ص ٤٢٤).
(٤) طبقات المحدثين (١ / ٢١) ، وشذرات الذهب (٣ / ٣٦).
٤. ابن المؤلف محمد (؟ ـ ٦٨٩ ه):
محمد بن عبد الرّزاق بن رزق الله الرسعني.
وقد سبق ذكره عند الكلام عن أسرة المؤلف (ص : ١٧).
٥. الشوشي (؟ ـ ٦٩٤ ه) (١) :
أبو العلاء إدريس بن محمد بن عثمان بن محمد بن غريب عفيف الدين العامري الشوشي ، عالم عامل يؤم بنظامية بغداد.
قال ابن حجر : سمع من الحافظ عبد الرزاق الرسعني.
٦. الوادي آشي (؟ ـ ٦٩٤ ه) (٢) :
جابر بن محمد بن قاسم ، القيسي ، الوادي آشي ، معين الدين ، توفي سنة أربع وتسعين وستمائة. ترجمه ابنه في برنامجه ، وعد المؤلف من شيوخه.
٧. ابنه إبراهيم (٦٤٢ ـ ٦٩٥ ه):
إبراهيم بن عبد الرّازق بن رزق الله الرسعني.
سبق ذكره عند الكلام عن أسرته (ص : ٢١).
٨. الأبرقوهي (٦١٥ ـ ٧٠١ ه) (٣) :
مسند الوقت ، أبو المعالي ، أحمد بن إسحق بن محمد بن الأبرقوهي ، بفتح الهمزة
__________________
(١) تبصير المنتبه بتحرير المشتبه (٢ / ٧٥٩).
(٢) برنامج ابن جابر الوادي آشي (ص ٥٩).
(٣) شذرات الذهب (٣ / ٤).
والموحدة وسكون الراء وضم القاف ، وبالهاء نسبة إلى «أبرقوه» ، بلدة بأصبهان ، كان محدثا ، ومقرئا صالحا ، توفي سنة إحدى وسبعمائة.
حدث عن المصنف إجازة ، وترجمه في معجمه ، وقال : يغلب على الظن أني سمعت من هذا الشيخ برأس عين ، وقد أجازني جميع مروياته (١).
٩. ابن دقيق العيد (٦٢٥ ـ ٧٠٢ ه) (٢) :
الإمام الفقيه الحافظ المحدث العلامة ، تقي الدين ، أبو الفتح ، محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري ، المنفلوطي ، صاحب التصانيف ، صنف «شرح العمدة» ، و «الإلمام في أحاديث الأحكام» ، و «الاقتراح في علوم الحديث» ، مات في صفر ، سنة اثنتين وسبعمائة.
١٠. الدمياطي (٦١٣ ـ ٧٠٥ ه) (٣) :
الإمام العلامة الحافظ ، شرف الدين ، أبو محمد ، عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن التوني الدمياطي ، الشافعي ، وتفقه وبرع ، وطلب الحديث ، فرحل وجمع فأوعى ، وعمل معجم شيوخه فيه ألف وثلاثمائة شيخ ، وكان إماما حافظا رأسا في النسب ، مات فجأة في ذي القعدة ، سنة خمس وسبعمائة.
روى عن المؤلف ، وترجمه في معجمه (٤).
__________________
(١) معجم الأبرقوهي ، الجزء التاسع ، غير مرقم الصفحات.
(٢) طبقات الحفاظ (١ / ٥١) ، وشذرات الذهب (٣ / ٥) ، والديباج المذهب (١ / ٣٢) ، وطبقات المحدثين (١ / ٢٢).
(٣) طبقات الحفاظ (١ / ٥١) ، وشذرات الذهب (٣ / ١) ، ومعرفة القراء الكبار (٢ / ٧٢).
(٤) معجم الدمياطي (ق ١٣ / أ).