رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز - ج ١

عزّ الدين عبدالرزاق بن رزق الله الرسعني الحنبلي

رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز - ج ١

المؤلف:

عزّ الدين عبدالرزاق بن رزق الله الرسعني الحنبلي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة الأسدي للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٨٥

١٢١

١٢٢

١٢٣

١٢٤

١٢٥

١٢٦

١٢٧

١٢٨

١٢٩
١٣٠

١٣١
١٣٢

سورة آل عمران

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ) (١٣)

[قال ابن مسعود : نظرنا إلى المشركين فرأيناهم يضعفون علينا ، ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلا واحدا.

وقال في رواية أخرى : لقد قلّلوا في أعيننا ، حتى قلت لرجل إلى جنبي : تراهم سبعين. قال : أراهم مائة] (١) : فأسرنا منهم رجلا ، فقلنا : كم كنتم؟ قال : ألفا (٢).

قوله : (رَأْيَ الْعَيْنِ) أي : في رأي العين.

وقال الواحدي (٣) : يجوز أن يكون مصدرا (٤) ، تقول : رأيته رأيا ورؤية ، ويجوز

__________________

(١) ما بين المعكوفين زيادة من زاد المسير (١ / ٣٥٨).

(٢) أخرجه الطبري (٣ / ١٩٨) ، وابن أبي شيبة (٧ / ٣٦٠). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤ / ٧٤) وعزاه لابن أبي شيبة وابن

جرير وأبي الشيخ وابن مردويه.

(٣) علي بن أحمد بن محمد الواحدي ، أبو الحسن النيسابوري ، كان أوحد عصره في التفسير ، لازم أبو إسحاق الثعلبي ، صنف التفاسير الثلاثة : البسيط ، والوسيط ، والوجيز. توفي سنة ثمان وستين وأربعمائة (طبقات المفسرين للداودي ١ / ٣٩٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٣٩).

(٤) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن (١ / ٨٨) : «رأي العين» مصدر ، تقول : فعل فلان كذا رأي عيني وسمع أذني.

١٣٣

أن يكون ظرفا للمكان ، كما تقول : ترونهم أمامكم (١).

(وَاللهُ يُؤَيِّدُ) أي : يقوّي.

(بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ) إشارة إلى النصر ، أو إلى رؤيتهم مثليهم.

(لَعِبْرَةً) لدلالة موصلة إلى العلم ، أو لآية يعبر منها من منزلة الجهل إلى منزلة العلم.

(لِأُولِي الْأَبْصارِ) أي : لأولي العقول. يقال : لفلان بصر بهذا ، أي : علم ومعرفة.

(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (١٤)

قوله تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ) سبق الكلام عليه في البقرة.

و (الشَّهَواتِ) جمع شهوة ، وهي : ميل الطبع وتوقان النفس ، والمراد بها : المشتهيات.

(مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ) والقناطير : جمع قنطار.

قال ابن دريد (٢) : أحسب أنه فارسي معرّب.

__________________

(١) الوسيط (١ / ٤١٧).

(٢) في جمهرة اللغة (٣ / ٣٤٠). ـ

١٣٤

وقد روي عن أبيّ بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنه ألف ومائتا أوقية (١).

وروى أبو هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنه اثنا عشر ألف أوقية (٢).

وروى الحسن البصري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنه ألف ومائتا دينار (٣).

وفيه أقاويل متعددة عن الصحابة والتابعين (٤).

والذي يظهر في نظري : أن المنقول عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعنهم في ذلك : ليس على سبيل التحديد لزنة القنطار ، وإنما هو على سبيل التنظير للمال الكثير ، صيانة لروايات الثقات ولأقوال العلماء الأثبات عن التناقض والتهافت.

والذي يؤيد ما ذكرته ، ويوضح ما اخترته ، قول أبي عبيدة (٥) : هو ملء

__________________

ـ وابن دريد هو : محمد بن الحسن بن دريد الأزدي ، أبو بكر البصري ، إمام عصره في اللغة والآداب والشعر ، توفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة (سير أعلام النبلاء ١٥ / ٩٦ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٣٢٣).

(١) أخرجه الطبري (٣ / ١٩٩) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٦٠٨) عن معاذ. وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٦١) وعزاه لابن جرير.

قال ابن كثير في تفسيره (١ / ٣٥٢) : وهذا حديث منكر أيضا.

(٢) أخرجه أحمد (٢ / ٣٦٣) ، وابن ماجه (٢ / ١٢٠٧). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٦١) وعزاه لأحمد وابن ماجه.

(٣) أخرجه الطبري (٣ / ٢٠٠) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٦٠٩). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٦١) وعزاه لابن جرير.

(٤) انظر : الطبري (٣ / ١٩٩ ـ ٢٠١) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٦٠٧ ـ ٦٠٩).

وفي تفسير ابن عباس (ص : ١٢٥) : القنطار اثنا عشر ألف درهم ، أو ألف دينار. وفي تفسير مجاهد (ص : ١٢٣) : القنطار : سبعون ألف دينار.

(٥) مجاز القرآن (١ / ٨٩).

١٣٥

مسك (١) ثور ذهبا ، ومعلوم أن هذا غير محدود.

وحكى أبو عبيدة (٢) عن بعض العرب : أن القنطار وزن لا يحدّ.

وقال الربيع بن أنس : هو المال الكثير بعضه على بعض (٣).

قال الفراء (٤) : «والمقنطرة» : المضعّفة ، كأن القناطير ثلاثة ، والمقنطرة تسعة.

وقال ابن قتيبة (٥) : «المقنطرة» : المكمّلة ، كما تقول : بدرة مبدّرة ، وألف مؤلّفة (٦). وسمّي النقدان ذهبا وفضة ؛ للذّهاب والانفضاض.

(وَالْخَيْلِ) : جمع ، واحده : فرس ، من غير لفظه ؛ كالنساء ؛ سمي به لاختياله.

و (الْمُسَوَّمَةِ) : الراعية.

قال ابن قتيبة (٧) : يقال : سامت الخيل ، فهي سائمة ؛ إذا رعت (٨) ، وأسمتها فهي مسامة ، وسوّمتها فهي مسوّمة ؛ إذا رعيتها.

وقيل : المسوّمة : المعلّمة بالشّيات (٩) والألوان.

__________________

(١) المسك ـ بالفتح ـ : الجلد (اللسان ، مادة : مسك).

(٢) مجاز القرآن (١ / ٨٨).

(٣) أخرجه الطبري (٣ / ٢٠١). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٦٢) وعزاه لابن جرير.

(٤) معاني الفراء (١ / ١٩٥).

(٥) عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، أبو محمد الكاتب الدينوري النحوي اللّغوي ، صاحب التصانيف المشهورة ، كان ثقة دينا فاضلا. توفي سنة ست وسبعين ومائتين (ميزان الاعتدال ٤ / ١٩٨ ، وتاريخ بغداد ١٠ / ١٧٠).

(٦) تفسير غريب القرآن (ص : ١٠٢).

(٧) المصدر السابق.

(٨) انظر : اللسان (مادة : سوم).

(٩) الشيات : جمع شية. والوشي : خلط لون بلون (اللسان ، مادة : وشي).

١٣٦

رويا عن ابن عباس (١).

والثاني قول قتادة (٢) واختيار الزجاج (٣).

وقال عكرمة ومجاهد : المسوّمة : الحسان (٤).

(وَالْأَنْعامِ) : الإبل والبقر والغنم ، الواحد : نعم ، والنّعم جمع لا واحد له من لفظه.

(وَالْحَرْثِ) : الزّرع. و (الْمَآبِ) : المرجع.

(قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (١٥)

قوله : (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ) يعني : بخير من الشهوات المذكورة في الآية ، (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ) ، اللام في «للذين» يتعلق «بخير» ، وارتفع «جنات» على معنى : هو جنات ، ويجوز أن يكون كلاما مستأنفا. وفيه دلالة على ما هو خير.

__________________

(١) أخرج القولين الطبري (٣ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٦١٠) ، وذكرهما السيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٦٢ ـ ١٦٣) وعزاهما لابن جرير وابن أبي حاتم.

(٢) أخرجه الطبري (٣ / ٢٠٣) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٦١١).

(٣) معاني الزجاج (١ / ٣٨٤) ، وقد استحسن القول الأول.

(٤) أخرجه الطبري (٣ / ٢٠٣) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٦١٠). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٦٣) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير.

وفي تفسير مجاهد (ص : ١٢٣) قال : المسومة : المصورة حسنا.

١٣٧

(وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ) قرأ جمهور القرّاء بكسر الراء ، وهي لغة قريش ، وقرأ أبو بكر عن عاصم «ورضوان» بضم الراء حيث جاء ، وهي لغة تميم وقيس (١).

قال الزجاج (٢) : تقول رضيت الشيء أرضاه ، رضا ، ومرضاة ، ورضوانا ، ورضوانا.

(وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) فيعلم المتقين وغيرهم.

(الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (١٦) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ) (١٧)

(الَّذِينَ يَقُولُونَ) في موضع نصب على المدح ، أو في موضع جر بدل من «الذين» ، أو في موضع رفع ، على معنى «هم الذين يقولون» (٣).

(الصَّابِرِينَ) على الطاعة وعن المعصية ، (وَالصَّادِقِينَ) في الأقوال والأفعال ، (وَالْقانِتِينَ) يعني : المطيعين ، (وَالْمُنْفِقِينَ) من الحلال في الطاعة ، (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) جمع سحر ، وهو الوقت الذي قبيل طلوع الفجر.

قال الحسن : «مدّوا الصلاة إلى السحر ثم استغفروا» (٤).

__________________

(١) الحجة للفارسي (٢ / ١٠) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ١٥٧) ، والكشف لمكي (١ / ٣٣٧) ، والنشر لابن الجزري (٢ / ٢٣٨) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ١٧٢) ، والسبعة في القراءات (ص : ٢٠٢).

(٢) معاني الزجاج (١ / ٣٨٥).

(٣) وفيه أيضا وجه ضعيف ، وهو أن يكون نعتا ل" العباد" ؛ لأن فيه تخصيصا لعلم الله تعالى ، وهو جائز على ضعفه (انظر : التبيان ١ / ١٢٨ ، والدر المصون ٢ / ٣٨).

(٤) أخرجه الثعلبي (٣ / ٣٠).

١٣٨

وكان ابن عمر يحيي الليل ، فإذا جاء وقت السحر قعد يستغفر ويدعو حتى يصبح (١).

وذهب جماعة ، منهم مجاهد وقتادة [والضحاك] (٢) ، إلى أن المراد بالمستغفرين : المصلّون (٣).

وقال ابن كيسان : يعني صلاة الصبح في جماعة (٤).

وتوسط الواو بين الصفات للدلالة على كمالهم في كل صفة.

(شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨) إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١٩) فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (٢٠)

__________________

(١) أخرجه الطبري (٣ / ٢٠٨) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٦١٦) ، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٦٤) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، وقد ذكره المؤلف بمعناه.

(٢) زيادة من زاد المسير (١ / ٣٦١).

(٣) أخرجه الطبري (٣ / ٢٠٨) عن قتادة.

(٤) أخرجه الثعلبي (٣ / ٣٠) عن ابن كيسان ، وابن أبي شيبة (٧ / ١٨٦) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٦١٦) كلاهما عن زيد بن أسلم. وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٦٤) وعزاه لابن أبي شيبة وابن أبي حاتم.

١٣٩

قوله : (شَهِدَ اللهُ) نزلت في مخاصمة نصارى نجران.

وقال ابن السائب (١) : نزلت في حبرين من أحبار الشام ، قدما على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما أبصرا المدينة ، قال أحدهما لصاحبه : ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان؟ فلما دخلا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عرفاه بالصفة ، فقالا : أنت محمد؟ قال : «نعم» ، قالا : وأحمد؟ قال : «نعم» ، قالا : نسألك عن شهادة ، فإن أخبرتنا بها آمنا بك؟ فقال : «سلاني» ، فقالا : أخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله؟ فنزلت هذه الآية ، فأسلما (٢).

وقال سعيد بن جبير : كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما ، وكان لكل حيّ من العرب صنم أو صنمان ، فلما نزلت هذه الآية خرّت الأصنام سجّدا (٣).

قال الزجاج (٤) ، وابن كيسان وغيرهما في قوله : (شَهِدَ اللهُ) أي : بيّن وأظهر بعجائب صنعته ، وبدائع قدرته (أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) (٥) ، (وَالْمَلائِكَةُ) بالإقرار ، (وَأُولُوا الْعِلْمِ) بما صح لهم من البراهين اللامعة ، والدلائل القاطعة. (قائِماً بِالْقِسْطِ) أي : بالعدل.

و" قائما" حال مؤكدة إما من فاعل" شهد" أو من" هو" في (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) ،

__________________

(١) هو : محمد بن السائب بن بشر الكلبي ، صاحب التفسير ، وكان رأسا في الأنساب إلا أنه شيعي متروك الحديث ، توفي سنة ست وأربعين ومائة (سير أعلام النبلاء ٦ / ٢٤٨ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٣٠٩).

(٢) ذكره الثعلبي (٣ / ٣٢) ، والواحدي في أسباب النزول (ص : ١٠١) ، وهذا من مراسيل الكلبي.

(٣) ذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٦٧) وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر.

(٤) معاني الزجاج (١ / ٣٨٥).

(٥) زاد المسير (١ / ٣٦٢).

١٤٠