تفسير الإمام الحسين عليه السلام

تفسير الإمام الحسين عليه السلام

المؤلف:


المحقق: السيد محمد علي الحلو
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة الحسينيّة المقدّسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٩

ثالثا : الخزين القرآني

ونقصد به أن القرآن يتوفر على عنصر الحدث ، وهذا الحدث مدخور في الآية الواحدة ، بحيث إذا وقفنا على حدث معين في الآية فلا يعني انتهاء الحدث الذي تحمله هذه الآية ، بل أن هناك خزينا للاحداث تنبع منه صور دائبة الحركة ، تقدّم في كل عصر دون أن تتوقف الآية الواحدة على حدث واحد.

رابعا : أسباب النزول

لا تعني أسباب النزول الاقتصار على حادثة النزول وحدها ، بل سبب النزول هو مقتضى حضور الآية وتشريفها للمكلفين ، أي إيذان العمل بهذه الآية ، في حين تبقى أسباب النزول حاضرة في كل لحظة من لحظات حياة المكلف ، وتطبيق أسباب النزول على حركة الإنسان وتطلعاته مدخورة في الآية الواحدة كلما تقادم الزمان.

أهل البيت قاعدة الإعجاز

وإذا كانت هذه بعض خصائص الإعجاز القرآني ، فلا بدّ أن تستند هذه الخصائص إلى الأنموذج ـ القاعدة التي تنطلق من خلالها الإبداعات الإعجازية أي أن هذا الإعجاز لا يستند إلى فراغ أو يكون عائما ما لم يكن هناك شخوص إعجازي يتمثل فيه الأنموذج ، وهذا الأنموذج ستكون له القابلية على الشهادة المتبادلة أي تبادل الشهادة بين أهل البيت وبين القرآن ، فأحدهما يشهد للآخر بل

٤١

وعلى الآخر كذلك ، ولا بدّ أن يكون هذا الأنموذج هم «النخبة الإلهية» المقدّمة للناس ليكون لهم الحق في الشهادة على القرآن الكريم ، إذ لا يكون لأحد الحق في هذه الشهادة ما لم يمتلك مقوماتها ، وأهلية الشهادة تتوافر على مقومات هذه النخبة المصطفاة ، وهم أهل البيت الذين أشار إليهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في موارد كثيرة تؤكد أن لهذه الثلة المصطفاة القابلية على الشهادة وإمكانية الشهود القرآني الذي ينطلق من خلاله ، ففي العديد من خطبه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أشار إلى معنى واحد ، وهو التلازم بين القرآن وبين عترته وعدم الانفكاك بينهما ، وأي تفكيك يفتعله البعض ، إنما هو خلل في التكليف حيال القرآن الكريم ، فالفصل بين العترة وبين القرآن هو تعطيل للقرآن بكل مفاصله ، بل هو إلغاء لدور القرآن وإيقاف لحيويته حتى لا يبقى سوى كتاب وعظ وإرشاد ، في حين أكد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن هناك ملازمة ضرورية لا تنفصم عراها بين الجانبين فقال : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما» (١).

قراءة جديدة في الحديث

والنبي دقيق في عبارته ، إذ لم يجعل التثنية في الإشارة إلى القرآن والعترة بل أشار بضمير الافراد حيث قال : «ما ان تمسكتم به» ومقتضى الإثنينية الواردة في

__________________

(١) إحياء الميت في فضائل أهل البيت عليهم‌السلام للسيوطي : ٤٤.

٤٢

حديثه أن يأتي بضمير التثنية للقرآن وللعترة ، إلا أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ضمهما إلى بعض بضمير الإفراد ثم التفت بعد ذلك إلى التثنية فقال «لن يفترقا» و «تخلفوني فيهما» حيث نظر إلى الآتي من الأحداث التي جعلت البعض يفصل بينهما في تعاطيه معهما ؛ إذ نظر إلى القرآن بمفرده والعترة بمفردها منفصلة عنه وكأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أراد أن يشير إلى هذا التفكيك الذي ارتكبه البعض من بعده ، فقد قدّم القرآن والعترة للأمة شيئا واحدا لا ينفكان إلا أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرأ الأحداث القادمة في قوله «لن يفترقا» بعد ما أراد البعض تفريقهما ، و «تخلفوني فيهما» عند ما يؤول الأمر إلى أن تأتي الأحداث فينظر إلى القرآن بمنظار غير منظار العترة ، وهي إشارة دقيقة تضمنه كلامه صلوات الله عليه وعلى آله.

القرآن المصدّق

ولغرض الوقوف على شهادة القرآن فان آياته لها قابلية التصديق لأهل البيت عليهم‌السلام : وبمعنى آخر فإن القرآن يحمل في ثناياه مسيرة الدعوة الإسلامية والتي يمثّل شخوصها أهل البيت عليهم‌السلام.

لقد تحدّث القرآن عن سير الأنبياء وكفاحهم من أجل التوحيد ونبذ العبودية لغير الله تعالى ، فالحركة الجهادية ـ الإصلاحية التي استعرضها القرآن الكريم من خلال عرضه لقصص الأنبياء كانت شهادة تصديق لأهل البيت ، أي أن النماذج القرآنية المذكورة في الآيات تنطبق في واقعها على حياة أهل البيت ،

٤٣

فملاحهم الأنبياء وجهادهم ودعوتهم ، والوقوف بوجه معارضي الدعوة التوحيدية لله تعالى ، وما عاناه الأنبياء من أعدائهم كله تجسد في أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، وأعتقد أن الآيات التي تتحدث عن الأنبياء ودعوتهم هي من أجل تمتين موقف أهل البيت ومسيرتهم الجهادية ، ولنا أن نستعرض هذه النماذج القرآنية :

أوّلا : آدم عليه‌السلام

قوله تعالى :

(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ)(١).

وهنا حديث عن الطاعة لولي الله والتمرد عليه ، فمن جانبهم أذعنت الملائكة لآدم فسجدت له مطيعة مذعنة لأمر ربها ، وفي المقابل هناك حركة التمرد على الأمر الإلهي الذي يمثله إبليس ، ولم يتعاط مع آدم على أنه ولي الله مفترض الطاعة ، فقد دفعه حسده ومنافسته آدم للتمرد على أمر الله بالرغم من معرفته أن ذلك أمر إلهي لا بدّ من طاعته واتباعه.

هذه الحادثة ترسم الحدث الإسلامي المتمثل في أهل البيت الذين عانوا من التمرد والعصيان من أولئك المنافسين وأصحاب الأهواء ، في حين وجد أهل

__________________

(١) البقرة : ٣٤.

٤٤

البيت من أتباعهم الطاعة والخضوع ، بما لهؤلاء الأتباع من اعتقاد جازم بأن ولاية أهل البيت امتداد لولاية الله تعالى كما أيقن بذلك الملائكة في آدم فأطاعوه وامتثلوا أمر الله فيه.

ثانيا : نوح عليه‌السلام

قوله تعالى :

(قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٣٢) قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللهُ إِنْ شاءَ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (٣٣) وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)(١).

والآية تنقل أحداث الصراع الفكري الذي عاناه نوح مع قومه ، وشدة الجدال والعناد الذي اتسم به هؤلاء بعد دعوة نوح لهم ، وصوروا الدعوة إلى الله والإصلاح الذي يحمل همومه نبي الله صوروه بأنه جدال عقيم (يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا) ولم يقولوا دعوتنا ، فجعلوا الدعوة إلى الله وإلى قيم الإصلاح جدال ، ثم لم يكتفوا بتسفيه دعوته بل تحدوه وقالوا (فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) فهم لم يقتنعوا بما سمعوه من دعوة نوح حتى طلبوا بتحديهم أن يأتيهم ما كان يعدهم من العذاب والنذر.

__________________

(١) هود : ٣٢ ـ ٣٤.

٤٥

والصورة تحكي الصراع الذي عاناه أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام في دعوتهم الإصلاحية فقد كذبوا وأوذوا وشردوا ، ولم يذعن مخالفوهم بما قدمه أهل البيت من دعوات الإصلاح ، فحينما نقف على أخبار سيرة أهل البيت وتحدي الآخر لهم ، يصدّق القرآن ذلك بما مر به نوح وغيره من أنبياء الله في دعوتهم الإصلاحية ، وهكذا فالقرآن مصدّق لأهل البيت في كل مسيرتهم الإصلاحية والداعية إلى الله تعالى.

ثالثا : نبي الله إبراهيم

كما في قوله تعالى :

(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً)(١).

روى الحاكم النيسابوري بسنده عن جعفر بن محمّد في قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) قال : نحن المحسودون. وفي لفظ آخر : نحن والله هم ، نحن والله المحسودون ، ويروي الحاكم بسنده أيضا عن العباس بن هشام قال : حدثني أبي قال : نظر خزيمة إلى علي بن أبي طالب فقال له علي عليه‌السلام أما ترى كيف أحسد على فضل الله بموضعي من رسول الله وما رزقنيه الله العلم .. فقال خزيمة :

__________________

(١) النساء : ٥٤.

٤٦

رأوا نعمة الله ليست عليهم

عليك وفضلا بارعا لا تنازعه

من الدين والدنيا جميعا لك المنى

وفوق المنى أخلاقه وطبايعه

فعضوا من الغيظ الطويل أكفهم

عليك ومن لم يرض فالله خادعه (١)

فالقرآن الكريم يقدّم نموذج العطاء المتمثل في إبراهيم نبي الله ، فقد آتاه الله وآله الحكمة والنبوة ، فما الضير أن يمن الله على محمّد وآل محمد صلوات الله عليهم من الكتاب والحكمة؟! ، وبهذا فقد أثبت القرآن مثلا لمحمّد وآل محمّد وهو إبراهيم وآل إبراهيم.

رابعا : نبي الله موسى عليه‌السلام

قوله تعالى حكاية عن موسى :

(وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (٢٩) هارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)(٢).

روى الحاكم بسنده يرفعه إلى حذيفة بن أسيد قال : أخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال : أبشر وأبشر ، ان موسى دعا ربه أن يجعل له وزيرا من أهله هارون ، وإني أدعو ربي أن يجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي اشدد به ظهري وأشركه في أمري (٣).

__________________

(١) شواهد التنزيل للحاكم النيسابوري ١ : ١٨٣ وما بعدها.

(٢) طه : ٢٩ ـ ٣٢.

(٣) شواهد التنزيل للحاكم النيسابوري ١ : ٤٧٨.

٤٧

تكرر في القرآن الكريم ذكر نبي الله موسى في أكثر من مائة وثلاثين موردا كلها تشير إلى مسيرته الإصلاحية وإمامته ، وحتى أن ذكره عليه‌السلام كان أكثر من بقية الأنبياء ولعل ذلك راجع إلى مهمته ، وهي الإمامة والقيادة ، فحركة موسى الإصلاحية تتمثل بإمامته وقيادته للأمة وتركيز القرآن الكريم على قصة موسى هو تركيز على موضوعة الإمامة والمحاولات التي أطلقها معارضوه هي ذات المحاولات التي كانت ضد النبي وإمامته ، وتخذيل بني إسرائيل عن وصي موسى يتمثل في معاناة وصاية النبي الذي ما فتئ يوصي بعلي عليه‌السلام.

إذن تمثّل حركة موسى وخلافة هارون مقطعا مهما من مقاطع الإمامة التي كانت من أخطر قضايا الأمة الإسلامية التي حرص القرآن على بيانها وعدم الخوض فيها بما يفسح المجال لأولئك الطامعين بخلافة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فآيات القرآن وذكرها لموسى عليه‌السلام تعد من أهم المتابعات الفنية لحركة التمردات الإسرائيلية التي ارتكبت في حق هارون وكان علي بن أبي طالب يمثل مقطع الإمامة المتمرد عليها كما في إمامة هارون لقومه.

خامسا : نبي الله عيسى عليه‌السلام

قوله تعالى :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ

٤٨

وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ)(١).

والآية توجه الخطاب إلى المسلمين ليكونوا أنصار الله ، كما طلب عيسى من بني إسرائيل أن يكونوا أنصار الله ، ونصرة عيسى هي نصرة لله تعالى إلا أن بني إسرائيل انقلبوا على أعقابهم فآمنت طائفة وكفرت أخرى ، فكان النصر والعاقبة لأولئك المؤمنين بالله وبرسوله ، وهو عين الصراع الذي حدث بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إذ لم يذكر لنا تاريخ السيرة أن المسلمين كانوا على طائفتين في حياته وبشكل ظاهر علني ـ وان كانت هناك محاولات للتآمر وبسط النفوذ على القرار الإسلامي من البعض ، إلا أن تلك المحاولات منهزمة مع وجود النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ إنما أظهر البعض الخلاف والكشف عن نواياهم المخبّأة خلف مطامعهم بالخلافة ، فتمردوا على ما أراده رسولهم منهم من أن يكونوا أنصار الله بنصرتهم لنبيه ، ونصرة نبيه لا تعني نصرة الجهاد أو الخوض في حروبه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بل نصرته لمبادئه ووصيته التي قال فيها : «إني مخلّف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي» فآمنت طائفة وتمردت أخرى بتأويلاتها الباطلة.

هذا هو الصراع الذي جسّده القرآن الكريم في مسيرة أنبياء الله الذين لقوا من قومهم ما لاقاه أهل البيت ، وبهذا فالقرآن مصدّق وشهيد.

__________________

(١) الصف : ١٤.

٤٩

حليف القرآن

بهذه المقدمة استطعنا أن نقف على مضمون الكثير من الآيات القرآنية الحاكية عن صراعات الأمة مع نبيها وبعده ، وكذلك مع أهل بيته عليهم‌السلام ، لذا فان الدراسات القرآنية ـ خصوصا القديمة منها ـ وقفت على الكثير من الآيات النازلة في حق أهل البيت عليهم‌السلام ويمثل الإمامان أمير المؤمنين والحسين عليهما‌السلام العدد الأكبر من هذه الآيات.

فقد أورد العلامة المحقق الشيخ آغابزرك الطهراني بعض ما وقف عليه من الكتب التي أحصت ما نزل من القرآن في أهل البيت نورد بعضها :

أولا : كتاب ما نزل من القرآن في أعداء آل محمّد عليهم‌السلام : عدّه ابن شهر آشوب من الكتب المجهولة المؤلف.

ثانيا : كتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه‌السلام : لأبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي المتوفى ٢٨٣ للهجرة ذكره النجاشي ...

ثالثا : كتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه‌السلام : لأبي نعيم أحمد ابن عبد بن إسحاق بن موسى بن مهران الحافظ الأصفهاني المتوفى ٤٣٠ للهجرة ذكره ابن شهرآشوب في «معالم العلماء» ، وينقل عنه ابن بطريق في أول كتابه «المستدرك المختار».

رابعا : كتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه‌السلام : لأبي أحمد

٥٠

عبد العزيز الجلودي ... المتوفى ٣٣٢ للهجرة ذكره النجاشي.

خامسا : كتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه‌السلام : لأبي الفرج علي بن الحسين الاصفهاني الزيدي صاحب الآغاني المتوفى ٣٥٦ للهجرة.

سادسا : كتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه‌السلام : لأبي بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الثلج عبد الله بن إسماعيل الكاتب المتوفى ٣٢٥ للهجرة قاله النجاشي.

سابعا : كتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه‌السلام : لأبي جعفر محمّد بن أرومة القمي ، ذكره النجاشي.

ثامنا : كتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين : لأبي عبد الله المرزباني ، محمّد ابن عمران بن موسى الخراساني البغدادي ، أول من وضع علم البيان.

تاسعا : كتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه‌السلام : لأبي موسى هارون بن عمر بن عبد العزيز بن محمّد المجاشعي من أصحاب الرضا عليه‌السلام ذكره الكشي.

عاشرا : ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم‌السلام : لمحمّد بن العباس ابن علي بن مروان المعروف بابن الجحام المعاصر للشيخ الكليني.

حادي عشر : ما نزل من القرآن في الخمسة عليهم‌السلام لأبي أحمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد الجلودي المتوفى ١٨ ذي الحجة ٣٣٢ للهجرة.

٥١

ثاني عشر : ما نزل في القرآن في صاحب الزمان عليه‌السلام : لأبي عبد الله الجوهري أحمد بن محمّد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش ... المتوفى ٤٠١ للهجرة (١).

ثالث عشر : آيات الفضائل : في تفسير الآيات النازلة في فضائل أهل البيت عليهم‌السلام للميرزا علي المتوفى ١٣١٣ للهجرة.

رابع عشر : الآيات النازلة في ذم الجائرين على أهل البيت عليهم‌السلام للمولى حيدر علي الشيرواني.

خامس عشر : الآيات النازلة في فضائل العترة الطاهرة : وهي خمسمائة آية في القرآن في فضائل أمناء الرحمن جمعها مع تفسيرها وبيانها الشيخ تقي الدين عبد الله الجلبي المتوفى ٨١١ للهجرة.

سادس عشر : آيات الولاية : لأبي القاسم بن محمّد نبي الحسيني الشريفي الذهبي.

سابع عشر : الآيات البينات أو بيان الآيات بالزبر والبينات للمولى المعاصر يوسف بن أحمد بن يوسف الجيلاني النجفي ، استخرج فيه بالزبر والبينة أسامي المعصومين الأربعة عشر عليهم‌السلام وبعض خصوصياتهم من ستين آية من آيات القرآن وطبع في رشت (٢).

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك الطهراني ١٩ : ٢٨ ـ ٣٠ دار الأضواء ، بيروت الطبعة الثانية.

(٢) الذريعة لآغا بزرك الطهراني ١ : ٤٧ وما بعدها.

٥٢

ونضيف إلى ذلك كتاب شواهد التنزيل للحاكم النيسابوري من أعلام القرن الخامس للهجرة ، ذكر فيه ما نزل من الآيات في الإمام علي عليه‌السلام وهو من علماء أهل السنة المحدّثين.

هذه نبذة موجزة عما كتب في الآيات النازلة في أهل البيت عليهم‌السلام ، ومن الواضح أن الإمامين أمير المؤمنين والإمام الحسين مثّلا مقطعا خطيرا من الصراع الحقيقي الذي أشار إليه القرآن الكريم ، وما واجهه أنبياء الله تعالى من أقوامهم ، لذا فان القرآن قد تعهد في كشف الملابسات التاريخية التي حصلت في فترة إمامتيهما ، وكان حاضرا لذلك الصراع ، وشاهدا على كثير من الحقائق.

من هنا أمكننا أن نطلق على الإمام الحسين عليه‌السلام بأنه «حليف القرآن» ، إذ المتتبع يقف على العديد من الآيات التي شهدت لفترة قبل عهد الحسين عليه‌السلام وفي أثنائه وبعده وهذه القبلية والبعدية والتعاصر لمرحلة الصراع الحسيني مع المعسكر الآخر تعد من أبهر معجزات القرآن الكريم التي يمكن للباحث أن يثبت الحقيقة الإعجازية للقرآن بمواكبة الصراع الحسيني ، فهو منذر وبشير للقادم من الأحداث التي خاضها الإمام الحسين ، وعواقب هذا الصراع الذي أسسه الإمام الحسين بين معسكري الكفر والإيمان الذي مثّل طرفه الإمام الحسين بإيمانه الرسالي والآخر مثّله المعسكر الأموي الذي كان بواقعه أطروحة المعارضة الأبدية لرسالة السماء وقيمها الإلهية.

٥٣

ولعلنا نستشهد ببعض الآيات النازلة والمؤولة في الإمام الحسين عليه‌السلام ، لتكون عند ذاك شاهدة على بحوثنا السالفة.

ولا يفوتنا أن نشير إلى أن تسميتنا للإمام الحسين عليه‌السلام بأنه «حليف القرآن» في حين أن الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام تفوق آياته عددا على الآيات النازلة في حق الإمام الحسين عليه‌السلام ، فان ذلك مرجعه إلى ـ أننا على ما نعتقد ـ أن كل الآيات النازلة في أهل البيت يمثّلها الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام فهو عليه‌السلام متوفر على جميع موضوعاتها وكأن القرآن نزل فيه ، وقد أشار إلى ذلك ابن عباس في قوله : ما في القرآن آية (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) إلا وعلي أميرها وشريفها ، وما من أصحاب محمّد رجل إلا وقد عاتبه الله وما ذكر عليا إلا بخير (١) إذن فالقرآن بفضائله ومناقبه كله لعلي عليه‌السلام ، فلا حاجة لتخصيصه بمصطلح ما ، في حين يبقى الإمام الحسين عليه‌السلام يتصدر حالة الثناء والذكر من قبل القرآن الكريم فهو «حليف القرآن» فضلا عن ملازمة القرآن له في حياته وبعد شهادته ، وتلاوة رأسه الشريف للقرآن قضية لا يختلف عليها اثنان.

ومن أجل إثبات هذا التشاهد بين القرآن وبين الإمام الحسين عليه‌السلام نورد بعض ما نزل فيه صلوات الله عليه :

__________________

(١) شواهد التنزيل للحاكم النيسابوري ١ : ٣.

٥٤

في تفسير عليّ بن إبراهيم : وقوله : (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما)(١).

إلى قوله تعالى : (إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) قال : نزلت في عبد الرّحمن بن أبي بكر حدثنا العبّاس بن محمّد قال : حدثني الحسن بن سهل بإسناده رفعه إلى جابر بن يزيد عن جابر بن عبد الله ، قال : ثمّ أتبع الله جلّ ذكره مدح الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما بذم عبد الرّحمن بن أبي بكر ، قال جابر بن يزيد : فذكرت هذا الحديث لأبي جعفر عليه‌السلام فقال أبو جعفر عليه‌السلام : يا جابر والله لو سبقت الدعوة من الحسين وأصلح لي ذرّيتي لكانت ذرّيّته كلّهم أئمّة طاهرين ، ولكن سبقت الدعوة وأصلح لي في ذرّيّتي فمنهم الأئمّة واحد فواحد ، فثبت الله بهم حجّته.

ثانيا :

(إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٣) أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٤) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (١٥) أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ)

__________________

(١) الأحقاف الآية : ١٧.

٥٥

(عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (١٦) وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٧) أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (١٨) وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)(١).

في تفسير عليّ بن إبراهيم : وقوله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) قال : استقاموا على ولاية عليّ أمير المؤمنين ، وقوله : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً) قال الإحسان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقوله : (بِوالِدَيْهِ) إنّما عنى الحسن والحسين صلوات الله عليهما ، ثمّ عطف على الحسين صلوات الله عليه فقال : (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً) وذلك أنّ الله أخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبشره بالحسين قبل حمله ، وأن الإمامة تكون في ولده إلى يوم القيامة ، ثمّ أخبره بما يصيبه من القتل والمصيبة في نفسه وولده ، ثمّ عوضه بأن جعل الإمامة في عقبه ، وأعلمه أنّه يقتل ثمّ يرده إلى الدنيا وينصره حتّى يقتل أعداءه ، ويملكه الأرض وهو قوله : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) [سورة القصص : الآية ٥]. وقوله :

__________________

(١) الأحقاف الآية : ١٣ ـ ١٩.

٥٦

(وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) [سورة الأنبياء : الآية ١٠٥]. فبشر الله نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن أهل بيته يملكون الأرض ويرجعون إليها ويقتلون أعداءهم ، فأخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة عليها‌السلام بخبر الحسين عليه‌السلام وقتله ، فحملته كرها ، ثمّ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : فهل رأيتم أحدا يبشر بولد ذكر فتحمله كرها؟ أي أنها اغتمت وكرهت لما أخبرها بقتله (وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً) لما علمت من ذلك ، وكان بين الحسن والحسين عليهم‌السلام طهر واحد ، وكان الحسين عليه‌السلام في بطن أمّه ستّة أشهر ، وفصاله أربعة وعشرون شهرا وهو قوله : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً)(١).

وفي كتاب علل الشرائع : بإسناده إلى عبد الرّحمن بن المثنى الهاشمي ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : جعلت فداك من أين جاء لولد الحسين عليه‌السلام الفضل على ولد الحسن عليه‌السلام وهما يجريان في شرع واحد؟ فقال : لا أراكم تأخذون به ، إن جبرائيل عليه‌السلام نزل على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما ولد الحسين بعد ، فقال له : يا محمّد يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك ، فقال : يا جبرائيل لا حاجة لي فيه فخاطبه ثلاثا ، ثمّ دعا عليا عليه‌السلام فقال له : إنّ جبرائيل يخبرني عن الله عزوجل أنّه يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك ، فقال :

__________________

(١) تفسير القمي ٢ : ٢٩٧.

٥٧

لا حاجة لي فيه يا رسول الله ، فخاطب عليا عليه‌السلام ثلاثا ، ثمّ قال : إنّه يكون فيه وفي ولده الإمامة والوراثة والخزانة ، فأرسل إلى فاطمة عليها‌السلام فقال إن الله يبشرك بغلام تقتله أمّتي من بعدي ، فقالت فاطمة عليها‌السلام : ليس لي حاجة فيه يا أبه ، فخاطبها ثلاثا ، ثمّ أرسل إليها لا بدّ أن تكون فيه الإمامة والوراثة والخزانة ، فقالت له : رضيت عن الله عزوجل فعلقت وحملت بالحسين عليه‌السلام فحملت ستّة أشهر ، ثمّ وضعت ولم يعش مولود قط لستّة أشهر غير الحسين بن علي عليه‌السلام وعيسى ابن مريم عليه‌السلام فكفلته أمّ سلمة ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأتيه في كلّ يوم فيضع لسانه الشريف في فم الحسين عليه‌السلام فيمصه حتّى يروى ، فأنبت الله عزوجل لحمه من لحم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يرضع من فاطمة عليها‌السلام ولا من غيرها لبنا قط ، فلما أنزل الله تبارك وتعالى فيه : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) ، فلو قال : أصلح لي ذريتي كانوا كلّهم أئمّة لكن خصّ هكذا (١).

وعن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن الوشاء والحسين بن محمّد عن معلى بن محمّد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لمّا حملت فاطمة عليها‌السلام بالحسين عليه‌السلام جاء جبرائيل إلى

__________________

(١) علل الشرائع : ٢٠٦ / ب ١٥٦ / ح ٣.

٥٨

رسول الله فقال : إن فاطمة ستلد غلاما تقتله أمّتك من بعدك ، فلما حملت فاطمة بالحسين عليه‌السلام كرهت حمله ، وحين وضعته كرهت وضعه ، ثمّ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : لم تر في الدنيا أمّ تلد غلاما تكرهه ، ولكنها تكرهه لما علمت أنّه سيقتل ، قال : وفيه نزلت هذه الآية (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً)(١)(٢).

وقوله تعالى :

(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ)(٣).

وقوله تعالى :

(وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً (٤) فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً (٥) ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)(٤).

في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن ابن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم البطل عن أبي عبد

__________________

(١) الأحقاف ، الآية : ١٥.

(٢) أصول الكافي : ١ / ٤٦٤ / ح ٣.

(٣) الحج : ٤٠

(٤) الإسراء ، الآية : ٤ ـ ٦.

٥٩

الله عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) قال : قتل علي بن أبي طالب وطعن الحسن عليه‌السلام (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا) قال : قتل الحسين عليه‌السلام (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) فإذا جاء نصر دم الحسين (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وترا لآل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلّا قتلوه (وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً) خروج القائم عليه‌السلام (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) خروج الحسين عليه‌السلام في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدون إلى الناس أن هذا الحسين قد خرج لا يشك المؤمنون فيه وإنه ليس بدجال ولا شيطان ، والحجة القائم بين أظهرهم ، فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين عليه‌السلام جاء الحجة الموت فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي عليه‌السلام ، ولا يلي الوصي إلّا الوصي (١).

وفي تفسير العياشي بعد ان نقل هذا الحديث إلى آخره قال : وزاد إبراهيم في حديثه : ثم يملكهم الحسين عليه‌السلام حتى يقع حاجباه على عينيه.

وفي تفسير العياشي عن حمران عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان يقرأ : (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) ثم قال : وهو القائم وأصحابه أولي بأس شديد (٢).

__________________

(١) روضة الكافي : ٨ / ١٧٥ / ح ٢٥٠.

(٢) تفسير العياشي : ٢ / ٢٨١.

٦٠