تفسير الإمام الحسين عليه السلام

تفسير الإمام الحسين عليه السلام

المؤلف:


المحقق: السيد محمد علي الحلو
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة الحسينيّة المقدّسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٩

تفسير سورة التّوبة

قوله تعالى :

(وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ.)

التوبة الآية : ٣.

عن الحسين بن علي عليهما‌السلام في أن عليا هو المبلغ عن الله وعن رسوله وهو وزير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقاضي دينه والمؤدي عنه وهو بمنزلة هارون من موسى وهو رابع الخلفاء كما في تفسير النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقول الخضر عليه‌السلام حين سلّم على أمير المؤمنين بقوله : السلام عليك يا رابع الخلفاء ، والرواية أثبتناها في تفسيرقوله تعالى : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) فراجع.

قوله تعالى :

(وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ.)

التوبة الآية : ٣٠.

١٦١

عن أبي محمّد العسكري : عليه‌السلام قال الصادق عليه‌السلام ولقد حدثني أبي عن جدي ، علي بن الحسين زين العابدين ، عن الحسين بن علي سيد الشهداء ، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم ـ : أنه اجتمع يوما عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أهل خمسة أديان ، اليهود والنصارى والدهرية والثنوية ومشركو العرب. فقالت اليهود : نحن نقول عزير ابن الله. وقد جئناك يا محمّد لننظر ما تقول فإن اتبعتنا ، فنحن أسبق إلى الصّواب منك وأفضل ، وإن خالفتنا ، خصمناك. وقالت النصارى. نحن نقول المسيح ابن الله اتحد به ، وقد جئناك لننظر ما تقول. فإذا اتبعتنا فنحن أسبق إلى الصواب منك وأفضل. وإن خالفتنا. خصمناك ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لليهود ـ أجئتموني لأقبل قولكم بغير حجة؟ قالوا : لا قال ، فما الذي دعاكم إلى القول بأن عزيرا ابن الله؟ قالوا : لأنه أحيا لبني إسرائيل التوراة بعد ما ذهبت ولم يفعل بها هذا إلا لأنّه ابنه. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فكيف صار عزير ابن الله دون موسى وهو الذي جاءهم بالتوراة ورأوا منه المعجزات ما قد علمتم؟ فان كان عزير ابن الله لما ظهر من إكرامه من إحياء التوراة فلقد كان موسى بالنبوة أحق وأولى ولئن كان هذا المقدار من إكرامه لعزير يوجب له أنه ابنه؟ هذه كرامة لموسى توجب له منزلة أجل من النبوة. لأنكم إن كنتم إنما تريدون بالنبوة الدلالة على سبيل ما تشاهدونه في دنياكم هذه من ولادة الأمهات الأولاد بوطء آبائهم لهن فقد كفرتم بالله

١٦٢

وشبهتموه بخلقه وأوجبتم فيه صفات المحدثين ووجب عندكم أن يكون محدثا مخلوقا وأن يكون له خالق صفة وابتدعه قالوا : لسنا نعني هذا فإن هذا كفر كما ذكرت ولكنّا نعني أنه ابنه ، على معنى الكرامة وإن لم يكن هناك ولادة ؛ كما قد يقول علماؤنا لمن يريد إكرامه وإبانته بالمنزلة عن غيره : يا بني ، إنه ابني لا على إثبات ولادته منه ولأنه قد يقول أتخذه ابنا على الكرامة لا على الولادة. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهذا ما قلته لكم ، إنه أوجب على هذا الوجه أن يكون عزير ابنه. فإن هذه المنزلة لموسى أولى وأن الله يفضح كل مبطل بإقراره ويقلب عليه حجته لأن ما احتججتم به يؤديكم إلى ما هو أكبر مما ذكرته لكم لأنكم قلتم إن عظيما من عظمائكم قد يقول لأجنبي لا نسب بينه وبينه : يا بني وهذا. ابني لا على طريق الولادة ، فقد تجدون ـ أيضا ـ هذا العظيم يقول لأجنبي آخر : هذا أخي. ولآخر : هذا شيخي ، وأبي ولآخر هذا سيدي ، ويا سيدي. على سبيل الإكرام. وإنّ من زاده في الكرامة ، زاده في مثل هذا القول. فإذا يجوز عندكم أن يكون موسى أخا لله أو شيخا أو أبا أو سيدا لأنه قد زاده في الكرامة ممّا لعزير ، كما أنّ من زاد رجلا في الإكرام فقال له : يا سيدي ويا شيخي ، ويا عمي ، ويا رئيسي. على طريق الإكرام وأن من زاده في الكرامة زاده في مثل هذا القول. أفيجوز عندكم أن يكون موسى أخا لله ، أو شيخا ، أو عما ، أو رئيسا ، أو سيدا أو أميرا. لأنه قد زاده في الإكرام على من قال له : يا شيخي أو يا سيدي ، أو يا عمي ،

١٦٣

أو يا رئيسي [أو يا أميري] قال : فبهت القوم وتحيروا ، وقالوا : يا محمّد ، أجلنا نتفكر فيما قد قلته لنا فقال : أنظروا فيه بقلوب معتقدة للإنصاف ، يهدكم الله عزوجل ثم أقبل صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على النصارى ، فقال وأنتم قلتم : إن القديم ـ عزوجل ـ اتحد بالمسيح عليه‌السلام ابنه ـ فما الذي أردتموه بهذا القول؟ أردتم أن القديم صار محدثا لوجود هذا المحدث الذي هو عيسى ، أو المحدث الذي هو عيسى صار قديما لوجود القديم الذي هو الله ـ عزوجل ـ أو معنى قولكم أنه اتحد به أنه اختصه بكرامة لم يكرم بها أحد سواه؟ فإن أردتم أن القديم صار محدثا ، فقد أبطلتم ، لان القديم محال أن ينقلب فيصير محدثا ، وإن أردتم أن المحدث صار قديما ، فقد أحلتم ، لان المحدث ـ أيضا ـ محال أن يصير قديما وإن أردتم أنه اتحد به بان اختصه واصطفاه على سائر عباده ، فقد أقررتم بحدوث عيسى وبحدوث المعنى الذي اتحد من أجله لأنه إذا كان عيسى محدثا وكان الله قد اتحد به بأن أحدث به معنى صار به أكرم الخلق عنده ، فقد صار عيسى وذلك المعنى محدثين. وهذا خلاف ما بدأ ثم تقولونه. فقالت النصارى : يا محمّد إن الله لمّا أظهر على يد عيسى من الأشياء العجيبة ما أظهر ، فقد اتخذه ولدا على جهة الكرامة. فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقد سمعتم ما قلته لليهود في هذا المعنى الذي ذكرتموه ثم أعاد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك كله. فسكتوا إلّا رجلا واحدا منهم قال له : يا محمّد أو لستم تقولون : إن إبراهيم خليل الله قال : قد قلنا ذلك.

١٦٤

فقال : إذا قلتم ذلك ، فلم منعتمونا من أن نقول : إنّ عيسى ابن الله؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنما [لن يثبتها] لان قولنا : إن إبراهيم خليل الله ، فإنّما هو مشتق من الخلّة والخلة إنما معناها : الفقر والفاقة فقد كان خليلا إلى ربه فقيرا ، وإليه منقطعا ، وعن غيره متعففا معرضا مستغنيا. وذلك لما أريد قذفه في النار ، فرمي به في المنجنيق ، فبعث الله جبرائيل عليه‌السلام وقال له أدرك عبدي. فجاءه فلقيه في الهواء ، فقال كلفني ما بدا لك فقد بعثني الله لنصرتك فقال : بل حسبي الله ونعم الوكيل إني لا أسال غيره ولا حاجة لي إلا إليه فسمّاه خليله ؛ أي فقيره ومحتاجه والمنقطع إليه عمن سواه. وإذا جعل معنى ذلك من الخلة وهو أنه قد تخلل معانيه ووقف على أسرار لم يقف عليها غيره كان [الخليل] معناه ، العالم به وبأموره ولا يوجب ذلك تشبيه الله بخلقه ألا ترون أنه إذا لم ينقطع إليه لم يكن خليله ، وإذا لم يعلم بأسراره لم يكف خليله؟ وإن من يلده الرجل ـ وإن أهانه وأقصاه ـ لم يخرج عن أن يكون ولده. لان معنى الولادة قائم به.

ثم [إن وجب لأنه قال لإبراهيم : خليلي ، أن تقيسوا أنتم فتقولوا بأن] عيسى ابنه ، وجب ـ أيضا ـ [كذلك أن تقولوا لموسى : إنه ابنه. فان] الذي معه من المعجزات لم يكن بدون ما كان مع عيسى. فقولوا إن موسى ـ أيضا ـ ابنه. وإنه يجوز أن تقولوا على هذا المعنى : إنه شيخه وسيّده وعمّه ورئيسه وأميره ، كما ذكرته اليهود فقال بعضهم لبعض : وفي الكتب المنزلة أن عيسى قال : أذهب إلى أبي

١٦٥

[وأبيكم] فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإن كنتم بذلك الكتاب تعملون. فإن فيه أذهب إلى أبي وأبيكم فقولوا : إن جميع الذين خاطبهم عيسى كانوا أبناء الله ، كما كان عيسى ابنه من الوجه الذي كان عيسى ابنه ثم إن ما في هذا الكتاب يبطل عليكم هذا الذي زعمتم أن عيسى من جهة الاختصاص كان ابنا له. لأنكم قلتم : إنما قلنا : إنه ابنه ، لأنه اختصه بما لم يختص به غيره ، وأنتم تعلمون أن الذي خص به عيسى لم يخص به هؤلاء القوم الذين قال لهم عيسى أذهب إلى أبي وأبيكم فبطل أن يكون الاختصاص بعيسى ، لأنه قد ثبت عندكم بقول عيسى لمن لم يكن له مثل اختصاص عيسى. وأنتم إنما حكيتم لفظة عيسى وتأولتموها على غير وجهها لأنه إذا قال [أذهب إلى] أبي وأبيكم فقد أراد غير ما ذهبتم إليه وتخيلتموه. وما يدريكم لعله عنى : أذهب إلى آدم أو إلى نوح عليه‌السلام لأن الله يرفعني إليهم ويجمعني معهم وآدم أبي وأبيكم وكذلك نوح. بك ما أراد غير هذا. قال فسكت النصارى. وقالوا : ما رأينا كاليوم مجادلا ولا مخاصما مثلك وسننظر في أمورنا ...) الحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة وتتمته ، وهو الرد على الفرق الثلاث الباقية ، مضى في أول سوره الأنعام. وفي آخر الحديث قال الصادق عليه‌السلام فو الذي بعثه بالحق نبيا ما أتت على جماعتهم إلا ثلاثة أيام حتى أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأسلموا وكانوا خمسة وعشرين رجلا من كلّ فرقة خمسة : وقالوا ما رأينا مثل حجتك ، يا محمّد نشهد أنك رسول الله (١).

__________________

(١) تفسير كنز الدقائق وعبر الغرائب : ٤٣٤.

١٦٦

قوله تعالى :

(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ.)

التوبة الآية : ٣٣.

الصدوق : حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال أخبرنا وكيع عن الربيع بن سعد عن عبد الرحمن بن سليط قال : قال الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام : منا اثنا عشر مهديا أو لهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وآخرهم التاسع من ولدي ، وهو القائم بالحق ، يحيي الله تعالى به الأرض بعد موتها ويظهر به دين الحق (عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) له غيبة يرتد فيها قوم ويثبت على الدين فيها آخرون (١).

قوله تعالى :

(إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا ....)

التوبة الآية : ٤٠.

__________________

(١) عيون الأخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٦٨ ، ب ٦ ح ٣٦ ، كلمة الإمام الحسين عليه‌السلام : ٨٩.

١٦٧

عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام : عن الحسين بن علي عليهما‌السلام : أن عليا قال ليهودي في أثناء كلام طويل : ولئن كان يوسف ألقي في الجب فلقد حبس محمّد نفسه مخافة عدوه في الغار حتى قال لصاحبه (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) ومدحه الله في كتابه (١).

قوله تعالى :

(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ.)

التوبة الآية : ٧١.

من خطبة للإمام الحسين عليه‌السلام في من قال فيها بعد ذكره لهذه الآية.

فبدأ الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه لعلمه بأنها إذا أديت وأقيمت استقامت الفرائض كلها هينها وصعبها ، وذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الإسلام مع رد المظالم ومخالفة الظالم ، وقسمة الفيء والغنائم وأخذ الصدقات عن مواضعها ووضعها في حقها ... إلى آخر خطبته الشريفة (٢).

__________________

(١) الاحتجاج ١ : ٥٠٨. تفسير نور الثقلين ٣ : ١١٧.

(٢) لمعة من بلاغة الحسين عليه‌السلام لسيد مصطفى الموسوي : ص ٥٢.

١٦٨

تفسير سورة يونس

قوله تعالى :

(دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.)

يونس الآية : ١٠.

في الاختصاص للمفيد بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جده الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث طويل مع يهودي سأله عن مسائل قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

إذا قال العبد سبحان الله سبّح كل شيء معه ما دون العرش فيعطي قائلها عشر أمثالها.

وإذا قال : الحمد لله ، أنعم الله عليه بنعيم الدنيا حتى يلقاه بنعيم الآخرة ، وهي الكلمة التي يقولها أهل الجنة إذا دخلوها ، والكلام ينقطع في الدنيا [ما خلا الحمد / خ] وذلك قوله تعالى : (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ)(١).

__________________

(١) الاختصاص : ٣٤ عنه البيان في الواقعة بين الحديث والقرآن للسيد الطباطبائي : ٥ ، ٢١٧.

١٦٩

قوله تعالى :

(لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ.)

يونس الآية : ٤١.

قال أبو مخنف حدثني الحارث بن كعب الوالي عن عقبة بن سمعان قال : لما خرج الحسين من مكة اعترضه رسل عمرو بن سعيد بن العاص عليهم يحيى ابن سعيد ، فقالوا له : انصرف ؛ أين تذهب ، فأبى عليهم ومضى ، وتدافع الفريقان فاضطربوا بالسياط ، ثم ان الحسين وأصحابه امتنعوا امتناعا قويا ، ومضى الحسين عليه‌السلام على وجهه فنادوه : يا حسين ألا تتقي الله ، تخرج من الجماعة ، وتفرّق بين هذه الأمة ، فتأول حسين قول الله عزوجل (لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ)(١).

قوله تعالى :

(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ.)

يونس الآية : ٤٨.

عن الحسين بن علي عليهما‌السلام قال : منا اثنا عشر مهديا أو لهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وآخرهم التاسع من ولدي وهو القائم بالحق ، يحيى

__________________

(١) موسوعة مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام / مقتل أبي مخنف : ٦٧.

١٧٠

الله تعالى به الأرض بعد موتها ويظهر به دين الحق (عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) له غيبة يرتد فيها قوم ويثبت على الدين فيها آخرون ، فيؤذن فيقال لهم (مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) اما ان الصابر في غيبة على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١).

قوله تعالى :

(قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ.)

يونس الآية : ٥٨.

ابن بابوية بسنده عن الحسين بن علي عليهما‌السلام قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي عليه‌السلام : الذي بعث محمّدا نبيا ما آمن بي من أنكرك ، ولا أقرّ بي من جاهدك ، ولا آمن بي من كفرك بك ، وان فضلك لمن فضلي ، وان فضلي لفضل الله وهو قول الله عزوجل (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يعني فضل الله بنبوة نبيكم ، ورحمته ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام (فَبِذلِكَ) قال : النبوة والولاية (فَلْيَفْرَحُوا) يعني الشيعة (هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا (٢).

__________________

(١) عيون الأخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٦٨ ـ ٦ ح ٣٦ ، كلمة الإمام الحسين عليه‌السلام : ٨٩.

(٢) الهداية القرآنية للسيد هاشم البحراني ١ : ١٩٠.

١٧١

قوله تعالى :

(فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ.)

يونس الآية : ٧١.

قال أبو مخنف : فحدثني عبد الله بن عاصم ، قال : حدثني الضحاك المشرقي ، قال : لما أقبلوا نحونا فنظروا إلى النار تضطرم في السطب والقصب الذين كنا ألهبنا فيه النار من ورائنا لئلا يأتونا من خلفنا. إذ أقبل إلينا منهم رجل يركض على فرس كامل الإرادة ، فلم يكلمنا حتى مر على أبياتنا ، فنظر إلى أبياتنا فإذا هو لا يرى إلا حطبا تلتهب النار فيه فرجع راجعا فنادى بأعلى صوته : يا حسين ، استعجلت النار في الدنيا قبل يوم القيامة.

فقال الحسين عليه‌السلام من هذا كأنه شمر بن ذي الجوشن فقالوا نعم ، أصلحك الله هو هو ، فقال : يابن راعية المعزى ، أنت أولى بها صليا ، فقال له مسلم بن عوسجة : يا ابن رسول الله ، جعلت فداك ألا أرميه بسهم؟ فإنه قد أمكنني ، وليس يسقط [مني] سهم ، فالفاسق من أعظم الجبارين ، فقال له الحسين : لا ترمه فاني أكره أن أبدأهم وكان مع الحسين فرس له يدعى لا حقا حمل عليه ابنه علي بن الحسين قال : فلما دنا منه القوم عاد براحلته فركبها ، ثم نادى بأعلى صوته وعاد يسمع جل الناس.

١٧٢

أيها الناس ؛ اسمعوا قولي ، ولا تعجلوني حتى أعظكم بما لحق لكم عليّ وحتى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم فإن قبلتم عذري ، وحدّقتم قولي ، وأعطيتموني النصف كنتم بذلك أسعد ولم يكن لكم عليّ سبيل وإن لم تقبلوا مني العذر ولم تعطوا النصف من أنفسكم.

(فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ)(١).

(إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)(٢) إلى آخر خطبته ... (٣).

ومن خطبة للإمام الحسين عليه‌السلام في كربلاء قال :

ألا وإن البغي [ابن البغي] قد ركن بين اثنتين بين الله والذلّة وهيهات منا الدنية [الذلة] أبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وبطون طهرت وأنوف حمية ونفوس أبية [أن] تؤثر مصارع الكرام على طائر اللئام. ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلّة العدد وكثرة العدو ، وخذله الناصر [ثم تمثل عليه‌السلام بقول الشاعر] :

__________________

(١) يونس الآية : ٧١.

(٢) الأعراف الآية : ١٩٦.

(٣) موسوعة مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام صفحة ٩٦.

١٧٣

فإن نهزم فهزّامون قدما

وإن نهزم فغير مهزّمينا

وما أن طبّنا جبن ولكن

منايانا وطعمة آخرينا

ألا ثم لا تلبثون إلا ريث ما يركب فرس حتى تداربكم دور الرحا ويفلق بكم فلق المحور عهدا عهده النبي إلى أبي (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ) [يونس : ٧١](إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) [هود : ٥٦](١).

قوله تعالى :

(وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٩٩) وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ.)

يونس الآية : ٩٩ ـ ١٠٠.

في عيون الأخبار ، في باب ما جاء عن الرضا من الأخبار في التوحيد عن أبي الصلت ، عبد السلام ـ عن قول الله ـ جل ثناؤه ـ (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ) ـ إلى قوله ـ (إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) فقال الرضا عليه‌السلام حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه ، جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عن

__________________

(١) موسوعة مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام ص ١٢٠.

١٧٤

علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال إن المسلمين قالوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو أكرهت ، يا رسول الله ، من قدرت عليه من الناس على الإسلام لكثر عددنا وقوتنا على عدونا. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما كنت لألقى الله ـ تعالى ـ ببدعة لم يحدث إليّ فيها شيئا وما أنا من المتكلفين فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ عليك يا محمّد (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً)(١) على سبيل الإلجاء والاضطرار في الدنيا ؛ كما يؤمنون عند المعاينة ورؤية البأس في الآخرة ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقوا مني ثوابا ولا مدحا. ولكني أريد منكم أن تؤمنوا مختارين غير مضطرين ، لتستحقوا مني الزلفى والكرامة ودوام الخلود في جنة الخلد. (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)(٢) وأما قوله : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ)(٣) فليس ذلك على سبيل تحريم الإيمان عليها ولكن على معنى : أنها ما كانت لتؤمن إلا بإذن الله و «إذنه» أمره لها بالإيمان ما كانت مكلّفة متعبدة ، وإلجاؤه إيّاها إلى الإيمان عند زوال [التكليف] التعبد عنها. فقال المأمون : فرجت عني [يا أبا الحسن] فرج الله عنك (٤).

__________________

(١) يونس الآية : ٩٩.

(٢) يونس الآية : ٩٩.

(٣) يونس الآية : ١٠٠.

(٤) تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب : ١١٢ ، التوحيد للصدوق : ٣٤١ ، مسند الإمام الحسين عليه‌السلام ٣ : ٥٤.

١٧٥

تفسير سورة هود

قوله تعالى :

(أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ.)

هود الآية : ١٧.

في مجمع البيان عن الحسين بن علي عليهما‌السلام قال : شاهد من الله ، محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قوله تعالى :

(وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ (٤٥) قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ.)

هود الآية : ٤٥ ـ ٤٦.

روي عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم‌السلام قال (١) :

__________________

(١) تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب صفحة ١٧٦ ـ ١٧٧.

١٧٦

إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين فهذا نوح عليه‌السلام صبر في ذات الله ـ عزوجل ـ وأعذر قومه إذ كذّب.

قال له عليّ عليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صبر في ذات الله فأعذر قومه إذ كذّب وشرّد وحصب بالحصا ، وعلاه أبو لهب بسلا ناقة [وشاة] فأوحى الله ـ تبارك وتعالى ـ إلى جابيل ملك الجبال : أن شق الجبال وأنته إلى أمر محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأتاه فقال له : إني أمرت لك بالطاعة ، فإن أمرت أن طبقت عليهم الجبال فأهلكتهم بها.

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنما بعثت رحمة ، رب أهد أمتي فإنهم لا يعلمون.

ويحك يا يهودي ، إن نوحا لما شاهد غرق قومه رق عليهم رقة القرابة وأظهر عليهم شفقة فقال «إن ابني من أهلي».

فقال الله ـ تبارك وتعالى ـ اسمه ـ : «إنه ليس من أهلك إنه عملك غير صالح». أراد ـ جل ذكره أن يسليه بذلك.

ومحمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما غلبت عليه من قومه المعاندة ، شهر عليه سيف النقمة ولم تدركه فيهم رقة القرابة ولم ينظر إليهم بعين رحمة ... والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (١).

__________________

(١) تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب : ١٧٦ ـ ٧٧.

١٧٧

قوله تعالى :

(ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ.)

هود الآية : ١٠٣.

عن الحسين بن علي عليهما‌السلام (١) قوله تعالى : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)(٢) قال :

الشاهد جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمشهود يوم القيامة ثم تلا هذه الآية (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً)(٣) وتلا (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ)(٤)(٥).

قوله تعالى :

(يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (١٠٥) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦) خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (١٠٧) وَأَمَّا الَّذِينَ

__________________

(١) مجمع الزوائد ٧ : ١٣٥.

(٢) البروج الآية ٣.

(٣) الأحزاب الآية : ٤٥.

(٤) هود : ١٠٣.

(٥) تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب : ١٧٦ ـ ٧٧.

١٧٨

سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ.)

هود الآية : ١٠٥ ـ ١٠٨.

عن الحسين بن علي عليهما‌السلام قال :

قيل لأمير المؤمنين عليه‌السلام : صف لنا الموت.

فقال علي عليه‌السلام : على الخبير سقطتم.

هو أحد أمور ثلاثة يرد عليها ...

إما بشارة بنعيم أبدا.

وإما بشارة بعذاب أبدا ...

وإما تخويف وتهويل وأمر مبهم لا يدري من أي الفريقين هو ...

فأما ولينا المطيع لأمرنا فهو المبشر بنعيم الأبد ...

وأما عدونا المخالف علينا فهو المبشر بعذاب الأبد ...

وأما المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله فهو المؤمن المسرف على نفسه لا يدري ما يؤول إليه حاله ، يأتيه الخير مبهما محزنا ثم لن يسويه الله عزوجل بأعدائنا لكن يخرج من النار بشفاعتنا.

فاعملوا وأطيعوا ولا تتكلموا ولا تستصغروا عقوبة الله عزوجل ، فان من

١٧٩

المسرفين من لا يلحق بشفاعتنا إلا بعد عذاب ثلاثمائة ألف سنة (١).

وفي كتاب معاني الأخبار عن محمّد بن علي عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عليهم‌السلام قال : قيل لأمير المؤمنين عليه‌السلام صف لنا الموت.

فقال : على الخبير سقطتم.

هو أحد ثلاثة يرد عليها :

إما بشارة بنعيم الأبد وإما بشارة بعذاب الأبد وإما تخويف وتهويل وأمره مبهم لا يدري من أي الفريقين هو.

فأما ولينا المطيع لأمرنا فهو المبشر بنعيم الأبد.

وأما عدونا المخالف علينا فهو المبشر بعذاب الأبد.

وأما المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله فهو المؤمن المسرف على نفسه لا يدري ما يؤول إليه حاله ، يأتيه الخبر مبهما محزنا ثم لن يسويه الله عزوجل بأعدائنا لكن يخرجه من النار بشفاعتنا.

فاعملوا وأطيعوا ولا تتكلموا ولا تستصغروا عقوبة الله عزوجل فان من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا إلا بعذاب ثلاثمائة ألف سنة (٢).

__________________

(١) تفسير نور الثقلين ٣ : ٣٢٠.

(٢) تفسير كنز الدقائق ٦ : ٢٤٥.

١٨٠