المحقق: السيد محمد علي الحلو
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة الحسينيّة المقدّسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٩
تفسير سورة الحديد
قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ.)
الحديد الآية : ١٩.
أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عن حمزة بن عبد الله الجعفري عن جميل بن دراج عن عمرو بن مروان عن الحارث بن حصيرة عن زيد بن أرقم عن الحسين بن علي عليهماالسلام قال : ما من شيعتنا إلا صديق شهيد قال قلت جعلت فداك أنى يكون ذلك وعامتهم يموتون على فرشهم؟ فقال : أما تتلو كتاب الله في الحديد (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) قال : فقلت كأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله عزوجل قط ، قال لو كان ليس إلا كما تقولون كان الشهداء قليلا (١). وروى المجلسي عن دعوات الراوندي قال زيد بن أرقم : قال الحسين بن علي عليهماالسلام : ما من شيعتنا إلا صديق شهيد ، قلت أنى يكون ذلك وهم يموتون على فرشهم؟ فقال : أما تتلو كتاب (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) ثم قال عليهالسلام : لو لم تكن الشهادة إلا لمن قتل بالسيف لأقل الله الشهداء (٢).
__________________
(١) البرهان ٢ : ٢٩٢.
(٢) البحار ٨٢ : ١٧٣ ، مسند الإمام الحسين عليهالسلام ٣ : ١٦٠.
تفسير سورة المجادلة
قوله تعالى :
(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٩) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ.)
المجادلة الآية : ١٩ ، ٢٠.
خطب الإمام الحسين بن علي عليهماالسلام في أهل الكوفة قائلا :
فنعم الرب ربنا وبئس العباد أنتم ، أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمّد ثم أنكم رجعتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم ، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم فتبا لكم ولما تريدون ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعدا للقوم الظالمين (١).
قوله تعالى :
(أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) الآية.
المجادلة الآية : ٢٢.
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ٧ : ٣٠١.
عن الحسين بن علي عليهماالسلام قال له أمير المؤمنين : التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق ، والمظهر للدين والباسط للعدل ، قال الحسين. فقلت له يا أمير المؤمنين وإن ذلك لكائن؟ فقال عليهالسلام : اي والذي بعث محمدا بالنبوة ، واصطفاه على البرية ، ولكن بعد غيبة وحيرة ولا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون الباشرون لروح اليقين ، الذين أخذ الله عزوجل ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الإيمان ، (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ.)
أقول : الروح بمعنى القوة والتأييد كما في قول الباقر عليهالسلام في رواية محمّد بن مسلم حين سأله فقال (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) أي قوة منه (١).
تفسير سورة الحشر
قوله تعالى :
(هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣) هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.)
الحشر الآية : ٢٣ ، ٢٤.
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ٧ : ٣٠٦ ، التوحيد الباب الأول حديث : ١٠٩ ص ٧٢.
عن الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
إن لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة وهي :
الله ، الإله ، الواحد ، الأحد ، الصمد ، الأوّل ، الآخر ، السميع ، البصير ، القدير ، القاهر ، العلي ، الأعلى ، الباقي ، البديع ، البارئ ، الأكرم ، الظاهر ، الباطن ، الحيّ ، الحكيم ، العليم ، الحليم ، الحفيظ ، الحقّ الحسيب ، الحميد ، الحفي ، الربّ ، الرّحمن ، الرحيم ، الذاري ، الرازق ، الرقيب ، الرؤوف ، الرائي ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، السيد ، السبّوح ، الشهيد ، الصادق ، الصانع ، الظاهر ، العدل ، العفو ، الغفور ، الغني ، الغياث ، الفاطر ، الفرد ، الفتاح ، الفالق ، القديم ، الملك ، القدّوس ، القوي ، الغريب ، القيوم ، القابض ، الباسط ، قاضي الحاجات ، المجيد ، الولي ، المنان ، المحيط ، المبين ، المقيت ، المصور ، الكريم ، الكبير ، الكافي ، كاشف الضرّ ، الوتر ، النور ، الوهاب ، الناصر ، الواسع ، الودود ، الهادي ، الوفي ، الوكيل ، الوارث ، البرّ ، الباعث ، التواب ، الجليل ، الجواد ، الخبير ، الخالق ، خير الناصرين ، الديان ، الشكور ، العظيم ، اللطيف ، الشافي (١).
__________________
(١) تفسير نور الثقلين : ٧ : ٣٣٥.
تفسير سورة الصّفّ
قوله تعالى :
(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ.)
الصف : ٤.
عن الإمام الحسين عن علي عليهماالسلام في خطبة له قال : واعلموا أيها المؤمنون أن الله عزوجل قال (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) أتدرون ما سبيل الله؟ ومن سبيله؟ ومن صراط الله؟ ومن طريقه؟.
أنا صراط الله الذي من لم يسلكه بطاعة الله فيه هوى به إلى النار ، وأنا سبيله الذي نصبني للاتباع بعد نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنا قسيم النار ، أنا حجته على الفجار ، أنا نور الأنوار (١).
قوله تعالى :
(وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ.)
الصف : ٨.
__________________
(١) بحار الأنوار ٩٧ : ١١٢ ـ ١١٨ عنه كلمة الإمام الحسين عليهالسلام : ٧٧.
قال الإمام الحسين عليهالسلام بعد أن جمع من بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم وشيعتهم ومن أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبنائهم والتابعين ومن الأنصار المعروفين ... قام خطيبا في سرادقة عامتهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
«أما بعد فان هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم ، واني أريد أن أسألكم عن شيء فإن صدقت فصدقوني وإن كذبت فكذبوني : اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم فمن آمنتم من الناس ووثقتم به فأدعوهم إلى ما تعلمون من حقنا ، فإني أتخوف أن يدرس هذا الأمر ويذهب الحق ويغلب (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ)(١).
تفسير سورة المنافقون
قوله تعالى :
(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ.)
المنافقون الآية : ٨.
من مواعظ الإمام الحسين عليهالسلام أنه قال : كلّ الكبر لله وحده ولا يكون في غيره قال الله تعالى : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ.)
__________________
(١) لمعة من بلاغة الحسين عليهالسلام لسيد مصطفى آل اعتماد : ص ٤٦.
تفسير سورة التّحريم
قوله تعالى :
(فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ.)
التحريم الآية : ٤.
روى الحاكم النيسابوري بسنده عن علي بن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده الحسين بن علي عليهمالسلام قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في قول الله (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال : ذاك علي بن أبي طالب (١).
تفسير سورة القلم
قوله تعالى :
(ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ.)
القلم : ١.
عن زيد بن علي عن أبيه عن جده [الحسين بن علي] عن علي عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أول ما خلق الله القلم ثم خلق
__________________
(١) شواهد التنزيل للحاكم النيسابوري ٢ : ٣٤٥.
الدواة وهوقوله تعالى : (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ.) ثم قال له : لتخطّ كل شيء هو كائن إلى يوم القيامة من خلق أو أجل أو رزق أو عمل إلى ما هو صائر إليه من جنة أو نار ، ثم خلق العقل فاستنطقه فأجابه فقال وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إليّ منك بك آخذ وبك أعطي ، أنا وعزتي لأكملنّك فيمن أحببت ، ولأنقصنّك فيمن أبغضت ، فأكمل الناس عقلا أخوفهم لله عزوجل وأطوعهم له ، وأنقص الناس عقلا أخوفهم للشيطان وأطوعهم له (١).
تفسير سورة المعارج
قوله تعالى :
(سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (١) لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (٢) مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ.)
المعارج : ١ ، ٣.
عن الحسين بن علي عليهماالسلام عن بن عباس رضي الله قال : لما كان يوم الغدير قام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خطيبا فأوجز في خطبته ثم دعا علي بن أبي طالب عليهالسلام فأخذ بضبعيه ثم رفع [أخذ بيده حتى رئي بياض أبطيهما وقال : ألم أبلغكم الرسالة؟ ألم أنصح لكم؟ قالوا : اللهم نعم.
__________________
(١) مسند زيد بن علي : ٤٠٩.
فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. ففشت في الناس فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري فرحل راحلته ثم استوى عليها ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ ذاك بمكة حتى انتهى إلى الأبطح فأناخ ناقته ثم عقلها ثم جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فسلم فرد عليه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا محمّد إنك دعوتنا أن نقول (لا إله إلا الله) فقلنا ثم دعوتنا أن نقول إنك رسول الله فقلنا وفي القلب ما فيه ، ثم قلت : صلوا فصلينا ، ثم قلت : صوموا فصمنا نهارنا وأتعبنا أبداننا ، ثم قلت : حجوا فحججنا ، ثم قلت إذا رزق أحدكم مائتي درهم فليتصدق بخمسه كل سنة ففعلنا ، ثم أنك أقمت ابن عمك فجعلته علما وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، أفعنك أم عن الله؟.
قال : بل عن الله ـ قال فقالها ثلاثا ـ قال : فنهض وانه لغضب وانه ليقول : اللهم إن كان ما قال محمّد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء تكون نقمة في أولنا وآية في آخرنا ، وإن كان ما قال محمّد كذبا فأنزل به نقمتك.
ثم أثار ناقته فحل عقالها ثم استوى عليها فلما خرج من الأبطح رماه الله تعالى بحجر من السماء فسقط على رأسه وخرج من دبره وسقط ميتا فأنزل الله فيه (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (١) لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (٢) مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ)(١).
__________________
(١) تفسير فرات الكوفي : ٥٠٥.
تفسير سورة الجنّ
قوله تعالى :
(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً.)
الجن الآية : ١ ، ٢.
عن موسى بن جعفر عن آبائه عن الحسين بن علي عليهمالسلام : [إن] عليا عليهالسلام قال لبعض اليهود :
إن الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها وقد سخرت لنبوة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم الشياطين بالإيمان فأقبل إليه من الجن التسعة من أشرافهم واحد من جن نصيبين والثمان من بني عمرو بن عامر من الأحجة ، منهم شضاة ومضاة والهملكان والمرزبان والمازمان ونضاة وهاصب وهاضب وعمرو وهم الذين يقول الله تبارك وتعالى اسمه فيهم :
(وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ) الأحقاف : ٢٩ ، وهم التسعة (يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ)(١).
__________________
(١) الاحتجاج ١ : ٥٢٧.
تفسير سورة المزّمّل
قوله تعالى :
(إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ.)
المزمل الآية : ٦.
أخرج ابن المنذر عن الحسين بن علي عليهماالسلام أنه روي يصلي فيما بين المغرب والعشاء ، فقيل له في ذلك فقال : «إنهما من الناشئة» (١).
تفسير سورة الإنسان
قوله تعالى :
(إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (٥) عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (٦) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (٧) وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (٨) إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً (٩) إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (١٠) فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (١١) وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (١٢) مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (١٣) وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها
__________________
(١) الدرّ المنثور ٦ : ٢٧٦. البحار ٨٧ : ١٣٢.
وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً (١٤) وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا (١٥) قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً (١٦) وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً (١٧) عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (١٨) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً (١٩) وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (٢٠) عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً (٢١) إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً :)
سورة الإنسان الآيات : ٥ إلى ٢٢.
عن الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : لما مرض الحسن والحسين عادهما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال لي : يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك لله نذرا أرجو أن ينفعهما الله به. فقلت : عليّ لله نذر لئن برئ حبيباي من مرضهما لأصومنّ ثلاثة أيام. فقالت فاطمة : وعليّ لله نذر لئن برئ ولداي من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام. وقالت جاريتهم فضة : وعليّ لله نذر لئن برئ من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام.
فألبس الله الغلامين العافية فأصبحوا وليس عند آل محمّد قليل ولا كثير ، فصاموا يومهم وخرج عليّ إلى السوق فإذا شمعون اليهودي [في السوق] وكان له صديقا ، فقال له : يا شمعون اعطني ثلاثة أصوع شعيرا وجزة صوف تغزله فاطمة فأعطاه [شمعون] ما أراد.
فأخذ الشعير وألقى الصوف فقامت فاطمة إلى صاع من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص.
وصلى عليّ مع رسول الله المغرب ، ودخل منزله ليفطر ، فقدمت إليه فاطمة خبز شعير وملحا جريشا وماء أقراحا فلما دنوا ليأكلوا وقف مسكين بالباب فقال : السلام عليكم أهل بيت محمّد ، مسكين من أولاد المسلمين ، أطعمونا أطعمكم الله من موائد الجنة. فقال علي :
فاطم ذات الرشد واليقين |
|
يا بنت خير الناس أجمعين |
أما ترين البائس المسكين |
|
جاء إلينا جائع حزين |
قد قام بالباب له حنين |
|
يشكو إلى الله ويستكين |
كل امرئ بكسبه رهين
فأجابته فاطمة وهي تقول :
أمرك عندي يا ابن عم طاعة |
|
ما بي لؤم لا ولا ضراعة |
فأعطه ولا ترعه ساعة |
|
نرجو له الغياث في المجاعة |
ونلحق الأخيار والجماعة |
|
وندخل الجنة بالشفاعة |
فدفعوا إليه أقراصهم وباتوا ليلتهم لم يذوقوا إلّا الماء القراح ، فلما أصبحوا عمدت فاطمة إلى الصاع الآخر فطحنته وعجنته وخبزت خمسة أقراص وصاموا يومهم ، وصلى علي مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المغرب ودخل منزله ليفطر فقدمت إليه فاطمة خبز شعير وملحا جريشا وماء قراحا ، فلما دنوا ليأكلوا
وقف يتيم بالباب فقال : السلام عليكم (يا) أهل بيت محمد (أنا) يتيم من أولاد المسلمين استشهد والدي مع رسول الله يوم أحد أطعمونا أطعمكم الله على موائد الجنة ، فدفعوا إليه أقراصهم وباتوا يومين وليلتين لم يذوقوا إلا الماء القراح.
فلما أن كان في اليوم الثالث عمدت فاطمة إلى الصاع الثالث وطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص وصاموا يومهم وصلى علي مع النبي المغرب ثم دخل إلى منزله ليفطر فقدمت فاطمة إليه خبز شعير وملحا جريشا وماء قراحا فلما دنوا ليأكلوا وقف أسير بالباب فقال :
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة أطعمونا أطعمكم الله ، فأطعموه أقراصهم فباتوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلا الماء القراح.
فلما كان اليوم الرابع عمد علي والحسن والحسين يرعشان كما يرعش الفرخ وفاطمة وفضة معهم فلم يقدروا على المشي من الضعف فأتوا رسول الله فقال : إلهي هؤلاء أهل بيتي يموتون جوعا فارحمهم يا رب واغفر لهم إلهي هؤلاء أهل بيتي فأحفظهم ولا تنسهم.
فهبط جبرائيل وقال : يا محمّد إن الله يقرأ عليك السلام ويقول : قد استجبت دعاءك فيهم وشكرت لهم ورضيت عنهم واقرأ (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) إلى قوله (إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً)(١).
__________________
(١) شواهد التنزيل : ٢٩٢.
تفسير سورة النّبإ
قوله تعالى :
(عَمَّ يَتَساءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ.)
النبأ الآية : ١ ، ٢.
عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهمالسلام قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي :
يا علي أنت حجة الله وأنت باب الله وأنت الطريق إلى الله وأنت النبأ العظيم وأنت الصراط المستقيم وأنت المثل الأعلى ... إلى آخر الحديث (١).
تفسير سورة عبس
قوله تعالى :
(يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ.)
عبس الآية : ٣٤ ـ ٣٧.
__________________
(١) عيون الأخبار ٢ : ٦ ن ٣ ح ١٣ ، تفسير نور الثقلين ٨ : ٩٢.
عن علي بن موسى الرضا عليهالسلام قال حدثنا أبي موسى بن جعفر قال : حدثنا أبي جعفر بن محمّد قال حدثنا أبي محمّد بن علي قال حدثنا أبي علي بن الحسين قال حدثنا أبي الحسين بن علي عليهمالسلام : في سؤال الشامي لأمير المؤمنين عليهالسلام عن (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ؟)
فقال عليهالسلام : قابيل يفر من هابيل ، والذي يفر من أمه موسى ، والذي يفر من أبيه إبراهيم يعني الأب المربي لا الوالد ، والذي يفر من صاحبته لوط ، والذي يفر من ابنه نوح يفر من ابنه كنعان (١).
تفسير سورة البروج
قوله تعالى :
(وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ.)
البروج : ٣.
عن الحسين بن علي عليهماالسلام في قوله تعالى : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) قال : الشاهد جدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والمشهود يوم القيامة ، ثم تلا هذه الآية (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) وتلا (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ)(٢).
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ١ : ٢٢٢.
(٢) مجمع الزوائد ٧ : ١٣٥ ، مسند الإمام الحسين عليهالسلام ٣ : ١٦١.
تفسير سورة الأعلى
قوله تعالى :
(إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى.)
الأعلى الآية : ١٨ ، ١٩.
عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهمالسلام :
قال علي لبعض أحبار اليهود وقد ذكر النبي ومناقبه : وأعطي سورة بني إسرائيل وبراءة وصحف إبراهيم وصحف موسى عليهمالسلام (١).
تفسير سورة الفجر
قوله تعالى :
(كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا.)
الفجر الآية : ٢١.
عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هل تدرون ما تفسير هذه الآية (كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) قال : إذا
__________________
(١) الاحتجاج ١ : ٥٠٩ ، تفسير نور الثقلين ٨ : ١٧٩.
كان يوم القيامة تقاد جهنم بسبعين ألف زمام بيد سبعين ألف ملك ، فتشرد شردة لو لا أن الله تعالى حبسها لأحرقت السماوات والأرض (١).
تفسير سورة الشمس
قوله تعالى :
(وَالشَّمْسِ وَضُحاها (١) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (٢) وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها.)
الشمس : ١ ـ ٣.
عن فرات قال : حدثني علي بن محمّد بن عمر الزهري معنعنا عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال الحارث الأعور للحسين عليهالسلام : يا ابن رسول الله :
جعلت فداك أخبرني عن قول الله في كتابه (وَالشَّمْسِ وَضُحاها.)
قال : ويحك يا حارث ذلك محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال : قلت! جعلت فداك قوله : (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها.)
قال : ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام يتلو محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم. قال : قلت قوله (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها.) قال : ذلك القائم من آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم يملأ الأرض قسطا وعدلا (٢).
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ٨ : ١٩٧.
(٢) تفسير فرات : ٢١٢ ، مسند الإمام الحسين عليهالسلام ٣ : ١٦٢.
قوله تعالى :
(وَالشَّمْسِ وَضُحاها (١) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (٢) وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها.)
الشمس : ١ ـ ٤.
عن فرات بن إبراهيم قال : حدثني علي بن محمّد بن عمر الزهري معنعنا عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال الحارث بن عبد الله الأعور للحسين بن علي عليهماالسلام : يابن رسول الله جعلت فداك أخبرني عن قول الله في كتابه المبين : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها.)
قال : ويحك يا حارث ذلك محمّد رسول الله.
قال قلت :
(وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها.)
قال : ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام يتلو محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : قلت : وقوله :
(وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها) قال : ذلك القائم عليهالسلام من آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم يملأ الأرض عدلا وقسطا (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) قال : بنو أمية (١).
__________________
(١) بحار الأنوار ٢٤ : ٧٩.
تفسير سورة الضّحى
قوله تعالى :
(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ.)
الضحى الآية : ١١.
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي المكنى بأبي جعفر عن الوشاء عن عاصم بن حميد عن عمر وأبي نصير قال حدثني رجل من أهل البصرة قال :
رأيت الحسين بن علي عليهماالسلام وعنده ابن عمر يطوفان بالبيت فسألت ابن عمر فقلت :
قول الله (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ.)
قال : أمره أن يحدّث بما أنعم الله عليه ، ثم أني قلت للحسين بن علي عليهماالسلام قول الله (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) قال : «أمره أن يحدّث بما أنعم الله عليه من دينه» (١).
الإمام الحسين عليهالسلام : سأله رجل عن معنى قول الله (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) ، قال عليهالسلام : أمره أن يحدّث بما أنعم الله به عليه في دينه (٢).
__________________
(١) المحاسن ١ : ٣٤٤ حديث ١١ ، تحف العقول : ١٧٦.
(٢) تحف العقول : ٢٤٦ ، كلمة الإمام الحسين عليهالسلام : ١٥٤.