المحقق: السيد محمد علي الحلو
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة الحسينيّة المقدّسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٩
وأما السادسة : فانه أول من يسكن معي في عليين ولا فخر.
وأما السابعة : فانه أول من يسقى (مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (٢٥) خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ)(١)(٢).
قوله تعالى :
(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ.)
الشورى الآية : ٢٥.
عن الإمام الرضا عليهالسلام عن آبائه عن الحسين بن علي عليهمالسلام قال اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : إن لك يا رسول الله مؤنة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود ، وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارّا مأجورا ، أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج قال : فأنزل الله تعالى إليه الروح الأمين فقال : يا محمّد (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [سورة الشورى : الآية ٢٣] يعني أن تودوا قرابتي من بعدي فخرجوا فقال المنافقون : ما حمل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده وإن هو إلا شيء افتراه في مجلسه ، وكان ذلك من قولهم
__________________
(١) المطففين : ٢٥ و ٢٦.
(٢) تفسير فرات الكوفي : ٣٩٣.
عظيما ، فأنزل الله عزوجل هذه الآية (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) فبعث إليهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : هل من حدث؟ فقالوا : إي والله يا رسول الله لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه ، فتلا عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الآية فبكوا واشتد بكاؤهم ، فأنزل الله تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ)(١).
قوله تعالى :
(وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ.)
الشورى الآية : ٣٠.
قال الحسين بن علي عليهماالسلام : لو لا التقية ما عرف ولينا من عدونا ، ولو لا معرفة حقوق الإخوان ما عرف من السيئات شيء إلا عوقب على جميعها ، لكن الله عزوجل يقول : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ)(٢).
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ٨ : ٧.
(٢) لمعة من بلاغة الحسين عليهالسلام لسيد مصطفى الموسوي آل اعتماد : ص ١١٠.
تفسير سورة الأحقاف
قوله تعالى :
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.)
الأحقاف الآية : ٨.
عن الإمام الرضا عليهالسلام عن آبائه عن الحسين بن علي عليهمالسلام قال : اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : إن لك يا رسول الله مؤنة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود ، وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارّا مأجورا ، أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج قال : فأنزل الله تعالى إليه الروح الأمين فقال : يا محمّد (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [سورة الشورى : الآية ٢٣] يعني أن تودّوا قرابتي من بعدي فخرجوا فقال المنافقون : ما حمل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده وإن هو إلا شيء افتراه في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيما ، فأنزل الله عزوجل هذه الآية : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) فبعث إليهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : هل من حدث؟ فقالوا : إي والله يا
رسول الله لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه ، فتلا عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الآية فبكوا واشتدّ بكاؤهم ، فأنزل الله تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ)(١).
قوله تعالى :
(وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ.)
الأحقاف الآية : ٢٩.
عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين عليهمالسلام حديث طويل يذكر فيه مناقب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفيه إن الشياطين سخرت وهي مقيمة على كفرها ، وقد سخرت لنبوة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم الشياطين بالإيمان فأقبل إليه من الجن التسعة من أشرافهم ، واحد من جن نصيبين واليمن من بني عمرو بن عامر من إلا حجة منهم شضاة ومضاة والهملكان والمرزبان والمازمان ووهاضب وهضب وعمر وهم الذين يقول الله تبارك اسمه فيهم (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ) وهم التسعة يستمعون القرآن فأقبل إليه الجنّ والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ببطن النخل ، فاعتذروا بأنهم ظنوا
__________________
(١) تفسير نور الثقلين : ٧ : ٨.
كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا ، لقد أقبل إليه واحد وسبعون ألفا منهم فبايعوه على الصوم والصلاة والزكاة والحجّ والجهاد ونصح المسلمين ، فاعتذروا بأنهم قالوا على الله شططا ، وهذا أفضل ممّا أعطي سليمان ، فسبحان من سخرها لنبوة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد أن كانت تتمرد وتزعم أن له ولدا ، فلقد شمل مبعثه من الجن والإنس ما لا يحصى (١).
تفسير سورة محمّد
قوله تعالى :
(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ.)
محمد الآية : ١ ، ٢.
روى الحاكم النيسابوري بسنده عن عبد الله بن حزن قال : سمعت الحسين بن علي بمكة وذكر (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) ثم قال : نزلت فينا وفي بني أمية (٢).
__________________
(١) تفسير نور الثقلين : ٧ : ١٩.
(٢) شواهد التنزيل للحاكم النيسابوري ٢ : ٢٤١.
تفسير سورة الفتح
قوله تعالى :
(إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٢) وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً.)
الفتح الآية : ١ ـ ٣.
عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهمالسلام قال :
إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلي عليهالسلام : فإن آدم عليهالسلام تاب الله عليه من خطيئته؟ قال له علي عليهالسلام لقد كان كذلك ومحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم نزل فيه ما هو أكبر من هذا من غير ذنب أتى ، قال الله ـ عزوجل ـ : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) إن محمّدا غير مواف يوم القيامة بوزر ولا مطلوب فيها بذنب ، وقال عليهالسلام : ولقد كان صلىاللهعليهوآلهوسلم يبكي حتى يغشى عليه ، فقيل له : يا رسول الله أليس الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال : بلى أفلا أكون عبدا شكورا؟. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (١).
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ٧ : ٥٩.
وعن حنان بن جابر ، عن محمّد بن علي الصيرفي ، عن الحسين بن الأشقر عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر الجعفي ، عن محمّد الباقر عليهالسلام قال : كنت عند الحسين بن علي عليهماالسلام إذ أتاه رجل من بني أمية ، من شيعتنا فقال له : يا ابن رسول الله ما قدرت أن أمشي إليك من وجع رجلي ، قال : فأين أنت من عوذة الحسن بن علي؟ قال : يا ابن رسول الله وما ذاك؟ قال : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ) ـ إلى قوله ـ (وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) قال : ففعلت ما أمرني به فما أحسست بعد ذلك بشيء منها بعون الله تعالى (١).
قوله تعالى :
(فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ.)
الفتح الآية : ١٠.
روى الخوارزمي في مقتله : ونزل الحسين في موضعه ذلك ونزل الحرّ حذاءه في ضده الذين هم ألف فارس ودعا الحسين بدواة وبياض وكتب إلى أشراف الكوفة ممن يظن أنه على رأيه «بسم الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن علي إلى سليمان بن صرد ؛ والمسيب بن نجبة ؛ ودفاعة بن شداد ؛ وعبد الله بن وال ؛ وجماعة المؤمنين ؛ أما بعد ـ فقد علمتم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد قال في حياته : من رأى
__________________
(١) طب الأئمّة : ص ٣٣ ، عنه تفسير نور الثقلين ٧ : ٥٤ ، ح ١١.
سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عبادة الله بالإثم والعدوان ، ثم لم يغير بقول ولا فعل كان حقيقا على الله أن يدخله مدخله ، وقد علمتم أن هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان ، وتولوا عن طاعة الرحمن ، وأظهروا في الأرض الفساد ، وعطلوا الحدود والأحكام ، واستأثروا بالفيء ، وأحلّوا حرام الله ، وحرّموا حلاله ، وإني أحق بهذا الأمر لقرابتي من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد أتتني كتبكم وقدمتم علي رسلكم ببيعتكم أنكم لا تسلموني أنفسكم وأهلي وولدي مع أهليكم وأولادكم ، فلكم فيّ أسوة وإن لم تفعلوا ونقضتم عهودكم ونكثتم بيعتكم ، فلعمري ما هي منكم بنكر لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي. والمغرور من اغتر بكم فحظكم أخطأتم ونصيبكم ضيّعتم (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ) وسيغني الله عنكم والسلام» (١).
قوله تعالى :
(سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً.)
الفتح الآية : ١٥.
__________________
(١) موسوعة مقتل الإمام الحسين عليهالسلام ص ٥١٦.
عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهمالسلام قال :
إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليهالسلام :
فإن موسى عليهالسلام قد أعطي المن والسلوى ، فهل فعل بمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم نظير هذا؟.
قال له علي عليهالسلام :
لقد كان كذلك ومحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أعطي ما هو أفضل من هذا إن الله عزوجل أحل له المغانم ولأمته ولم تحل الغنائم لأحد من قبله فهذا أفضل من المن والسلوى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (١).
قوله تعالى :
(لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً.)
الفتح الآية : ٢٧.
__________________
(١) تفسير نور الثقلين : ٧ : ٦٨ ـ ٦٩.
عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهمالسلام قال : إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليهالسلام هذا يوسف قاسى مرارة الغربة وحبس من السجن ترقبا للمعصية ، وألقي في الجب وحيدا ، قال له علي عليهالسلام : لقد كان كذلك ومحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم قاسى مرارة الغربة وفراق الأهل والأولاد ، مهاجرا من حرم الله تعالى وأمنه ، فلمّا رأى عزوجل كآبته واستشعاره الحزن أراه تبارك وتعالى اسمه رؤيا توازي رؤيا يوسف في تأويلها وأبان للعالمين صدق تحديثها فقال له (لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ)(١).
قوله تعالى :
(تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً.)
الفتح الآية : ٢٩.
عن الحسين بن علي عليهماالسلام في قوله (تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً) نزلت في علي بن أبي طالب عليهالسلام (٢).
__________________
(١) تفسير نور الثقلين : ٧ : ٨٠.
(٢) بحار الأنوار ٣٨ : ٢٠٣.
تفسير سورة الحجرات
قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (٢) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى.)
الحجرات الآية : ٢ ، ٣.
روي انه لما أقبلوا بالحسن بن علي ليدفن مع رسول الله فخرجت عائشة مبادرة على بغل ، فقالت : نحّوا ابنكم عن بيتي ، ولا يهتك على رسول الله حجابه ، فعند ذلك قال الحسين عليهالسلام :
قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأدخلت بيته من لا يجب رسول الله قربه ، وإن الله يسألك عن ذلك يا عائشة إن أخي أمرني أن أقربه من أبيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليحدث به عهدا واعلمي أن أخي أعلم الناس بالله ورسوله؟ وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله ستره ، لأن الله تبارك وتعالى يقول : (لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) ، وقد أدخلت أنت بيت رسول الله الرجال بغير إذنه ، وقد قال الله
عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ.)
ولعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند أذن رسول الله المعاول وقد قال الله عزوجل (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى.)
ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بقربهما منه الأذى ، وما رعيا من حقه ما أمرهما به على لسان رسول الله ، ان الله حرم على المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء ، وبالله يا عائشة لو كان هذا الذي كرهته من دفن الحسن عند أبيه جائزا فيما بيننا وبين الله ، لعلمت أنه سيدفن وان رغم معطسك (١).
قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ.)
الحجرات الآية : ٦.
عن الأمام الحسين بن علي عليهالسلام حديث طويل يقول فيه : وأمّا أنت يا
__________________
(١) البحار ٤٤ : ١٤٣. الكافي ٢ : ٣٠٢. عنه أدب الحسين وحماسته : ٦٩.
وليد بن عقبة فو الله ما ألو منّك أن تبغض عليا عليهالسلام وقد جلدك في الخمر ثمانين جلدة وقتل أباك صبرا بيده يوم بدر ، أم كيف تسبه فقد سمّاه الله مؤمنا في عشر آيات من القرآن وسماك فاسقا ، وهو قوله (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ)(١).
قوله تعالى :
(قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ.)
الحجرات : ١٤.
روى محمّد بن علي بن بابويه قال : حدثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام بقم في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة قال : حدثنا علي بن موسى الرضا قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمّد قال حدثني أبي محمّد بن علي الباقر قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني أبي أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الإيمان إقرار باللسان ومعرفة بالقلب وعمل بالأركان (٢).
__________________
(١) تفسير نور الثقلين : ٧ : ٨٩ ، ٩٠. الاحتجاج ١ : ٢٧٦.
(٢) البرهان ٢٦ : ٢١٤.
تفسير سورة ق
قوله تعالى :
(أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ.)
ق : ٢٤.
عن الفضل قال : سمعت الحسين بن علي عليهماالسلام فقلت : من الكفار؟ فقال الكافر بجدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن العنيد؟ قال : الجاحد حق علي بن أبي طالب عليهالسلام (١).
قوله تعالى :
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ.)
ق : ٤٠.
عن زيد بن علي عن أبيه عن جده [الحسين بن علي] عن علي عليهمالسلام قال : لا تدعن صلاة ركعتين بعد المغرب لا في سفر ولا في حضر فانها قول الله عزوجل (وَأَدْبارَ السُّجُودِ) ولا تدعن صلاة ركعتين بعد طلوع الفجر قبل أن تصلي الفريضة في سفر ولا حضر فهي قوله عز اسمه وجل ذكره (وَإِدْبارَ النُّجُومِ)(٢).
__________________
(١) البرهان ٢٧ : ٢٢٦.
(٢) مسند زيد بن علي : ١٣٠.
تفسير سورة النجم
قوله تعالى :
(ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (٨) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى.)
النجم الآية : ٨ ، ٩.
عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهمالسلام قال :
إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليهالسلام : فإن هذا سليمان قد سخرت له الرياح فسارت في بلاده غدوها شهر ورواحها شهر؟.
فقال له علي عليهالسلام :
لقد كان كذلك ومحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أعطي ما هو أفضل من هذا إنه أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتّى انتهى إلى ساق العرش ، فدنا بالعلم فتدلى ، فدلي له من الجنة رفرف أخضر ، وغشي النور بصره فرأى عظمة ربّه عزوجل بفؤاده ولم يرها بعينه ، فكان قاب قوسين بينها وبينه أو أدنى ، فأوحى إلى عبده ما أوحى ، فكان فيما أوحى إليه ألآية التي في سورة البقرةقوله تعالى : (لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي
أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة البقرة : الآية ٢٨٤] وكانت الآية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدم عليهالسلام إلى أن بعث الله تبارك اسمه محمّدا ، وعرضت على الأممّ فأبوا أن يقبلوها من ثقلها ، وقبلها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعرضها على أمته فقبلوها. وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (١) ...
قوله تعالى :
(عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى (١٤) عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى.)
النجم الآية : ١٤ ، ١٥.
عن موسى بن جعفر عن أبيه عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهمالسلام قال : إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليهالسلام : فإن موسى ناجاه الله عزوجل عند طور سيناء.
قال علي عليهالسلام : لقد كان كذلك ، ولقد أوحى الله عزوجل إلى محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم عند سدرة المنتهى ، فمقامه في السماء محمود وعند منتهى العرش مذكور ، الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجه (٢).
__________________
(١) تفسير نور الثقلين : ٧ : ١٨٦ ، ١٦٩.
(٢) تفسير نور الثقلين : ٧ : ١٧٢.
تفسير سورة القمر
قوله تعالى :
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٤٧) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ.)
سورة القمر : ٤٧ ـ ٤٩.
عن زيد بن علي عن أبيه عن جده [الحسين بن علي] عن علي عليهمالسلام قال : والله ما كذبت ولا كذبت ، ولا ابتدعت ، ما نزلت هذه الآية إلا في القدرية خاصة (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٤٧) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) ألا إنهم مجوس هذه الآية فإن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوا جنائزهم ، سبحان الله عما يقولون علوّا كبيرا (١).
قوله تعالى :
(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ.)
القمر الآية : ٤٩.
عن الحسين بن علي عن علي عليهماالسلام : انه سئل عن قول الله عزوجل (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) فقال : يقول عزوجل : إنا كل شيء خلقناه لأهل النار بقدر أعمالهم (٢).
__________________
(١) مسند زيد بن علي : ٤٠٩.
(٢) تفسير نور الثقلين ٧ : ٢٠٦.
تفسير سورة الرّحمن
قوله تعالى :
(هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ.)
الرحمن الآية : ٦٠.
عن الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهماالسلام قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : التوحيد ثمن الجنة والحمد لله وفاء شكر كل نعمة وخشية الله مفتاح كل حكمة والإخلاص ملاك كل طاعة (١).
تفسير سورة الواقعة
قوله تعالى :
(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ.)
الواقعة : ١٠ ـ ١١.
روى ابن بابويه قال حدثنا محمّد بن عمر الحافظ قال حدثنا الحسن بن عبد الله التميمي قال حدثني أبي قال حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه عن
__________________
(١) البرهان ٢٧ : ٢٧١.
الحسين بن علي عليهمالسلام قال : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) فيّ نزلت وقال علي عليهالسلام في قوله تعالى : (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) فيّ نزلت (١).
قوله تعالى :
(وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ.)
الواقعة : ٢٧.
أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرني المظفر بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج ، قال : حدثنا أحمد بن محمّد بن موسى الهاشمي ، قال :
حدثنا محمّد بن عبد الله الزراري ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي زكريا الموصلي ، عن جابر ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعلي :
أنت الذي احتج الله بك في ابتدائه الخلق حيث أقامهم أشباحا.
فقال لهم : ألست بربكم؟ قالوا : بلى.
قال : ومحمّد رسولي؟ قالوا : بلى.
__________________
(١) البرهان ١٨ : ١٠٩.
قال : وعلي بن أبي طالب وصيي؟ فأبى الخلق جميعا لا استكبارا وعتوا من ولايتك إلا نفر قليل ، وهم أقل القليل ، وهم أصحاب اليمين (١).
قال ابن طاووس : فيما نذكره عن محمّد بن العباس بن مروان من كتابه في تفسير قوله جل وعز : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى)(٢) وعلي أمير المؤمنين ، ما هذا لفظه : حدثنا أحمد بن محمّد بن موسى قال : حدثنا محمّد بن عبد الله الرازي عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبي زكريا الموصلي المعروف بكوكب الدم ، عن جابر الجعفي قال : حدثني وصي الوصيين ووارث علم النبيين وابن سيد المرسلين أبو جعفر محمّد بن علي باقر علم النبيين عن أبيه عن جده عليهمالسلام قال : إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعلي عليهالسلام : أنت الذي احتج الله بك في ابتداء الخلق حيث أقامهم فقال : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟) فقالوا : بلى. فقال : ومحمّد رسول الله فقالوا جميعا : بلى. فقال : وعلي أمير المؤمنين؟ فقال الخلق جميعا : لا ، استكبارا وعتوا عن ولايتك إلا نفر قليل ، وهم أقل القليل وهم أصحاب اليمين (٣).
__________________
(١) أصول الكافي : ج ١ ، ص ٤٦٨ ؛ أمالي الطوسي ، ص ١٤٦ عنه تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٥٣٤ ، ح ٣٥٦ ؛ بحار الأنوار ، ج ٢٤ ، ص ٢ ، ح ٤.
(٢) الأعراف : ١٧٢.
(٣) اليقين ، ص ٢٨٢ عنه بحار الأنوار ، ج ٣٧ ، ص ٣١٠ ، ح ٤١ وج ٢٦ ، ص ٢٧٢ ، ح ١٢ ؛ الجواهر السنية ، ص ٢٧٢ ؛ أمالي المفيد ، ص ٤٦.