أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ٣

جواد شبّر

أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ٣

المؤلف:

جواد شبّر


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: دار المرتضى
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٧

أمر الفتوى بها وذكره العماد الاصفهاني في كتاب الخريدة. اقول ثم ذكر له قطعاً شعرية مستملحة.

قال الشيخ القمي في الكنى : وقد يطلق الحصكفي على علاء الدين محمد بن علي بن محمد الحصكفي الدمشقي العالم المحدث النحوي كان يدرس ويفتي بدمشق وله شرح على المنار للنسفي وشرح على ملتقى الابحر في الفروع الخفية لابراهيم الحلبي المتوفي سنة ٩٥٦ وغير ذلك توفي سنة ١٠٨٨ انتهى.

وقال ابن الجوزي في المنتظم : هو إمام فاضل في علوم شتى وكان يفتى ويقول الشعر اللطيف والرسائل المعجبة المليحة الصناعة وكان ينسب الى الغلو في التشيّع ومن لطيف قوله :

جدّ ففي جدّك الكمال

والهزل مثل اسمه هزال

فما تنال المراد حتى

يكون معكوس ما تنال

وقوله : أي لا تنام

اذا قلّ ما لي لم تجدني ضارعا

كثير الاسى مغرىً بعضِّ الانامل

ولا بطراً إن جدد الله نعمة

ولو أنّ ما آوى جميع الانام لي

قال السمعاني في الانساب ص ١٨٤ :

الحَصكفي بفتح الحاء المهملة وسكون الصاد المهملة وفتح الكاف وفي آخرها الفاء ، هذه النسبة إلى ( حصن كيفا ) وهي مدينة من ديار بكر ويقال لها بالعجمية حصن كيبا ، والمشهور بالنسبة إليها أبوالفضل يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد الحصكفي الخطيب بميافارقين أحد أفاضل الدنيا ، وكان إماماً بارعاً في قول الشعر جواد الطبع رقيق القول ، اشتهر ذكره في الآفاق بالنظم والنثر والخطب ، وعمرّ العمر الطويل ، وكان غالياً في التشيع ويظهر ذلك في شعره ، كتب إليّ الإجازة بجميع مسموعاته بخطه في سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ، وروى لى عنه أبو عبدالرحمن عسكر بن أسامة النصيبي ببغداد وأبو الحسن علي بن مسعود الإسعردي بالرقة ، وأبو الخير سلامة بن قيصر الضرير بقلعة جعبر ، والخضر بن ثروان الضرير الأديب ببلخ ، وساعد بن

٦١

فضائل المنبجي بنيسابور وغيرهم ، وكانت ولادته في حدود الستين والاربعمائة وتوفي بعد سنة ٥٥١ بميافارقين.

فمن شعره ، كما في المنتظم لابن الجوزي ج ١٠ ص ١٨٧ وفي خريدة القصر ص ٤٩٠.

حنت فاذكت لوعتي حنينا

أشكو من البين وتشكو البينا

قد عاث في أشخاصها طول السرى

بقدر ما عاث الفراق فينا

فخلَّها تمشي الهُوينا طالما

أضحت تبارى الريح في البرينا

وكيف لا نأوي لها وهي التي

بها قطعنا السهل والحزونا

ها قد وجدنا البرَّ بحراً زاخراً

فهل وجدنا غيرها سفينا

إن كنَّ لا يُفصحن بالشكوى لنا

فهنَّ بالإرزام يشتكينا

قد عذبت لها دموعي لم تبت

هيماً عطاشا وترى المعينا

وقد تياسرتَ بهنَّ جائرا

عن الحمى فاعدل بها يمينا

تحن اطلالا عفا آياتها

تعاقب الايام والسنينا

يقول صحبي أترى آثارهم

نعم ولكن لا ترى القطينا

لو لم تجد ربوعهم كو جدنا

للبين لم تبل كما بَلينا

ما قدر الحي على سفك دمي

لو لم تكن أسيافهم عيونا

أكلما لاح لعيني بارق

بكت فابدت سرّي المصونا

لا تأخذوا قلبي بذنب مقلتي

وعاقبوا الخائن لا الأمينا

ما استترت بالورق الورقاء كي

تصدق لما علت الغصونا

قد وكلت بكل باك شجوه

تعينه إذ عدم المعينا

هذا بكاها والقرين حاضرٌ

فكيف من قد فارق القرينا

أقسمت ما الروض اذا ما بعثت

أرجاؤه الخيري والنسرينا

وأدركت ثماره وعذبت

أنهاره وأبدت المكنونا

وقابلته الشمس لما أشرقت

وانقطعت أفنانه فنونا

أذكى ولا أحلى ولا أشهى ولا

أبهى ولا أوفى بعيني لينا

٦٢

من نشرها وثغرها ووجهها

وقدّها فاستمع اليقينا

يا خائفا علي أسباب العدى

أما عرفتَ حِصني الحصينا

إني جعلتُ في الخطوب موئلي

محمداً والانزع البطينا

أحببتُ ياسين وطاسين ومن

يلوم في ياسين أوطاسينا

سر النجاة والمناجاة لمن

أوى الى الفلك وطور سينا

وظن بي الاعداء إذ مدحتهم

ما لم أكن بمثله قمينا

يا ويحهم وما الذي يريبهم

مني حتى رجموا الظنونا

رفد مديح قدر وافى رافد

فلم يجنوا ذلك الجنونا

وإنما أطلب رفداً باقياً

يوم يكون غيري المغبونا

يا تائهين في أضاليل الهوى

وعن سبيل الرشد ناكبينا

تجاهكم دار السلام فابتغوا

في نهجها جبريلها الأمينا

لجوامعي الباب وقولوا حطة

تغفر لنا الذنوب أجمعينا

ذروا العنا فان أصحاب العبا

هم النبا إن شئتم التبيينا

ديني الولاء لست أبغى غيره

ديناً وحسبي بالولاء دينا

هما طريقان فاما شأمة

أو فاليمين ( فاسلكوا ) اليمينا

سجنكم سجّين إن لم تتبعوا

عَلينا دليل عِليينا

قال العماد الاصفهاني في الخريدة : وأنشدني الفقيه عبدالوهاب الدمشقي الحنفي ببغداد سنة خمسين وخمسمائة قال : أنشدني الخطيب يحيى بن سلامة بميافارقين لنفسه من قصيدة شيعية شائعة ، رائقة رائعة ، أولها :

حنّت فأذكت لوعتي حنينا

أشكو من البَين وتشكو البَينا

ومنها في مدح أهل البيت عليهم‌السلام. أقول وذكر أربعة أبيات ثم أورد أكثرها في آخر الترجمة وذكر له من الشعر والنثر شيئاً كثيراً.

وكتب الى ابي محمد الحسن بن سلامة يعزيه عن أبيه أبي نصر :

لما نعى الناعي أبا نصر

سدَّت عليَّ مطالع الصبرِ

وجرت دموع العين ساجمة

منهلة كتتابع القطر

٦٣

ولزمت قلباً كاد يلفظه

صدري لفرقة ذلك الصدر

ولّى فأضحى العصر في عطل

منه وكان قلادة العصر

حفروا له قبراً وما علموا

ما خلّفوا في ذلك القبر

ما أفردوا في الترب وانصرفوا

إلا فريد الناس والدهر

تطويه حفرته فينشره

في كل وقت طيب النشر

يبديه لي حُّباً تذكره

حتى أخطاه وما أدري

تبَّاً لدار كلها غصص

تأتي الوصال بنية الهجر

تنسي مرارتها حلاوتها

وتكرُّ بعد العرف بالنكر

وللخطيب المذكور الخطب المليحة والرسائل المنتفاة ولم يزل على رياسته وجلالته وإفادته إلى أن توفي سنة احدى وقيل ثلاث وخمسين وخمسمائة ، وكانت ولادته في حدود سنة ستين واربعمائة رحمه الله تعالى.

قال العماد الاصبهاني في حقه : كان علامة الزمان في علمه ، ومعرّي العصر في نثره ونظمه ، له الترصيع البديع ، والتجنيس النفيس ، والتطبيق والتحقيق ، واللفظ الجزل الرقيق ، والمعنى السهل العميق ، والتقسيم المستقيم ، والفضل السائر المقيم.

ثم قال العماد بعد كثرة الثناء عليه وتعداد محاسنه : وكنت أحبّ لقاءه وأحدث نفسي عند وصولي إلى الموصل بالاتصال به ، وأنا شغف بالاستفادة كلف بمجالسة الفضلاء للاستزادة ، فعاق دون لقائه بعد الشقة وضعفي عن تحمل المشقة. ثم ذكر له عدة مقاطيع منها.

والله لو كانت الدنيا بأجمعها

تُبقي علينا ويأتي رزقها رغدا

ما كان من حق حرٍّ أن يذلَّ لها

فكيف وهي متاع يضمحلُّ غدا

ثم قال العماد الاصبهاني وانشدني له بعض الفضلاء ببغداد خمسة أبيات كالخمسة السيارات مستحسنات مطبوعات مصنوعات وهي :

٦٤

اشكو الى الله من نارين : واحدة

في وجنتيه ، وأخرى منه في كبدي

ومن سقامين : سقم قد أحلّ دمي

من الجفون وسقم حلَّ في جسدي

ومن نمومين : دمعي حين أذكره

يذيع سري ، وواشٍ منه بالرصد

ومن ضعيفين : صبري حين أذكره

ووده ويراه الناس طوع يدي

مهفهف رق حتى قلت من عجب

أخصره خنصري أم جلده جلدي

ومن مليح شعره أبيات في هجو مغن رديء وهي :

ومسمع غناؤه

يبدل بالفقر الغنى

شهدته في عصبة

رضيتهم لي قرنا

أبصرته فلم تخب

فراستي لما دنا

وقلت : مَن ذا وجهه

كيف يكون محسنا

ورمتُ أن أروح للـ

ـظن به ممتحنا

فقلت من بينهم

هات أخى غَنَّ لنا

ويوم سلع لم يكن

يومي بسلع هينا

فانشال منه حاجب

وحاجب منه انحنى

وامتلأ المجلس من

فيه نسيما منتنا

أوقع إذ وقّع في الأ

نفس اسباب العنا

وقال لما قال من

يسمع في ظل الغنا

وما اكتفى باللحن والتـ

ـخليط حتى لحنا

هذا وكم تكشخنَ الو

غد وكم تقرننا

يوهم زمراً انه

قطعه ودندنا

وصاح صوتاً نافراً

يخرج من حدِّ البنا

وما درى محضره

ماذا على القوم جنى

فذا يسدّ أنفه

وذا يسد الاذنا

ومنهمو جماعة

تستر عنه الاعينا

٦٥

فاغتظت حتى كدت من

غيظي أبث الشجنا

وقلت يا قوم اسمعوا

إما المغني أو أنا

أقسمت لا أجلس أو

يخرج هذا من هنا

جرُوا برجل الكلب إن

السقم هذا والضنا

قالوا لقد رحمتنا

وزلت عنا المحنا

فحزت في اخراجه

راحة نفسي والثنا

وحين ولى شخصه

قرأتُ فيهم معلنا

الحمد لله الذي

أذهب عنا الحزنا

ولم اسمع مع كثرة ما قيل في هذا الباب مثل هذا المقطوع في هذا المعنى وللخطيب المذكور ايضاً في هذا المعنى وهو :

ومسمع قوله بالكره مسموعُ

محجّب عن بيوت الناس ممنوعُ

غنَّى فبرَّق عينيه وحرك لحييه

فقلنا الفتى لا شك مصروع

وقطَّع الشعر حتى ودّ اكثرنا

أن اللسان الذي في فيه مقطوع

لم يأتِ دعوة أقوام بأمرهم

ولا مضى قَطُّ إلا وهو مصفوع

قال العماد الاصبهاني : وله بيتان كأنهما درَّتان او كوكبان دريان وهما :

ما لطرفي وما لذا السهر الدا

ثم فيه وما لليلي ولَيلي

هجرتني وفاز بالوصل أقوا

مٌ فطوبى لواصليها وويلي

قال : وأنشدني بعض الاصدقاء له من أول كلمة.

هل من سبيل إلى ريق المريق دمي

فليس يشفي سوى ذاك السّلمي ألمي

وله من قصيدة :

جلَّ مَن صوَّر من ماءٍ مَهين

صوراً تسبي قلوب العالمين

وأرانا قُضُباًُ في كثبٍ

تخجلُ الاغصان في قدٍّ ولين

٦٦

وله :

مَن كان مرتدياً بالعقل متزراً

بالعلم ملتفعاً بالفضل والأدب

فقد حوى شرف الدنيا وإن صَفِرت

كفَّاه من فضة فيها ومن ذهب

هو الغنيّ وِإن لم يمس ذا نشبٍ

وهو النسيب وإن لم يمس ذا نسب

وله :

غريق الذنوب أسير الخطايا

تنبَّه فدنياك أمُّ امدنايا

تَغرُّ وتعطي ولكنها

مكدِّرة تستردُّ العطايا

وفي كل يوم تُسرِّي اليك

داءً فجسمك نهب الرزايا

أما وعظتك بأحدثها

وما فعلت بجميع البرايا

ترى المرء في أسر آفاتها

حبيساً على الهمَّ نصب الرزايا

وإطلاقه حين ترثي له

وحسبك ذا أن تلاقي المنايا

ويا راحلاً وهو ينوي المقام

تزوَّد فان الليالي مطايا

ومن شعره ما كتبه الى كمال الدين الشهرزوري بالموصل مشتملة على معاني أهل التصوف ـ كما في الخريدة :

أداروا الهوى صِرفاً فغادرهم صرعى

فلما صحوا من سكرهم شربوا الدمعا

وما علموا أن ألهوى لو تكلّفوا

محبة أهليه لصار لهم طبعا

ولما استلذوا موتهم بعذابه

وعيشهم في عدمه سألوا الرُجعى

إذا فقدوا بعض الغرام تولّهوا

كأنّ الهوى سنَّ الغرام لهم شرعا

وقد دفعوا عن وجدهم كل سلوةٍ

ولو وجدته ما أطاقت له دفعا

وطاب لهم وقع السهام فما جلواً

لصائبها بيضاً ولا نسَجوا درعا

فكيف يعدّ اللوم نصحاً لديهم

إذ كان ضُرُّ الحبَّ عندهم نفعا

٦٧

ومنها :

خلا الربع من أحبابهم وقلوبهم

ملاءٌ بهم فالربع من سأل الربعا

سل الورق عن يوم الفراق فإنه

بأيسر خطب منه علّمها السجعا

إذا صدحت فاعلم بأن كبُودها

مؤرثّة غماً تكابده صدعى

وذاك بأن البين بان بإلفها

وكيف ينال الوصل من وجد القطعا

وأهل الهوى إن صافحتهم يد النوى

رأوا نهيها أمراً وتفريقها جمعا

رعى وسقى الله القلوب التي رعت

فأسقت بما ألقت وأخرجت المرعى

وحيَّاً وأحيا أنفساً أحيت النهى

وحيت فاحيتنا مناقبها سمعاً

سحائب إن شيمت عن الموصل التي

بها حلَّت الانواء أحسنت الصنعا

أوائلها من شهرزور إذا اعتزت

جزى الله بالخير الأراكة والفرعا

وجدت الحيا عنها بنجعة غيره

فأعقبنا ريّا وأحسبنا شبعا

ونلنا به وتر العطاء وشفعه

كأنا أقمنا نحوه الوتر والشفعا

وللحصكفي من قصيدة :

أترى علموا لما رحلوا

ماذا فعلوا أم من قتلوا

خدعوا بالمين قتيل البـ

ـين فدمع العين لهم ذللُ

وبسمعي ثوّرَ حاديهم

وبعيني قربت البزل

فمتى وصلوا حتى قطعوا

ومتى سمحوا حتى بخلوا

قد زاد جنون النفس بمن

للعقل محاسنه عقل

إن قام أقام قيامتها

أو جال فجولته الأجل

كقضيب البان وفي الاجفا

ن من الغزلان له مثل

أشكوا زمناً أولى محناً

وجنى حزناً فعفت سُبُل

العلم يهان وليس يصا

ن فاي لسانٍ يرتجلُ

وفي سير النبلاء قال : العلامة الامام الخطيب ذو الفنون معين الدين ابوالفضل

٦٨

يحيى بن سلامه بن حسين بن أبي محمد عبدالله الديار بكري قال العماد الاصبهاني وله من قصيدة قصد فيها التجنيس الظريف :

ألبَّ داعي الهوى وهناً فلبّاها

قلب أتاها ولولا ذكرها تاها

تلت علينا ثناياها سطور هوىً

لم ننسها مذ وعيناها وعيناها

وعرفتنا معانيها التي بهرت

سبل الغرام فهمنا إذ فهمناها

عفتُ الأثام وما تحت اللثام لها

وما استبحتُ حماهابل ِحميّاها

يا طالبَ الحب مهلا إن مطلبه

ينسي بأكثره اللاهي به الله

ولا تمنَّ أموراً غبَّها عطبٌ

فربّ نفسٍ مناها في مناياها

فأنفع العدد التقوى وأرفعها

لأنفس إن وضعناها أضعناها

وفي اعيان الشيعة قال :

وكان بمدينة آمد شابان بينهما مودة أكيدة ومعاشرة كثيرة ، فركب أحدهما ظاهر البلد وطرد فرسه فتقنطر فمات وقعد الآخر يستعمل الشراب فشرق فمات في ذلك النهار فعمل فيهما بعض الادباء :

تقاسما العيش صفوا والردى كدراً

وما عهدنا المنايا قط تقتسم

وحافظا الود حتى في حمامها

وقلما في المنايا تحفظ الذمم

فقال المترجم له :

بنفسي أخيّان من آمدٍ

أصيبا بيوم شديد الاذاة

فهذا كميتٌ من الصافنات

وهاذا كميت من الصافيات

ومما نسب اليه ويقال انها للمرزوقي قال ابن شهراشوب في المناقب : المرزوقي ويقال للحصكفي :

يا ربِّ القدم التي أوطأتها

من قاب قوسين المحلَّ الاعظما

٦٩

وبحرمة القدم التي جعلت لها

كتفُ المؤيّد بالرسالة سُلما

اجعلهما ربي اليك وسيلتي

في يوم حشر أن ازور جهنما

اقول وانا أروي هذا الشعر وبعد البيتين الأولين :

ثبّت على متن الصراط تكرماً

قدمي وكن لي محسنا ومكرِّما

واجعلهما ذخري فمن كانا له

أمِنَ العذاب ولا يخاف جهنما

وقوله ملغزاً في نعش :

أتعرف شيئاً في السماء نظيره

اذا سار صاح الناس حيث يسير

فتلقاه مركوباً وتلقاه راكباً

وكل أمير يعتليه أسير

يحض على التقوى ويكره قربه

وتنفر منه النفس وهو نذير

ولم يستزر عن رغبة في زيارة

ولكن على رغم المزور يزور

وله :

يا بن ياسين وطاسين

وحاميم ونونا

يا بن من أنزل فيه

السابقون السابقونا

٧٠

الحسن بن علي الزبير

أبو محمد الحسن بن علي بن الزبير يرثي الحسين عليه‌السلام ويمدح الملك الصالح بن رزِّيك سنة ٥٥٣.

أعلمتَ حين تجاور الحيانِ

أنَّ القلوب مواقدُ النيران

وعرفتَ أن صدور ناقد أصبحت

في القوم وهي مرابض الغزلان

وعيوننا عوض العيون أمدَّها

ما غادروا فيها من الغدران

ما الوخدُ هزَّ قبابهم بل هزَّها

قلبي لما فيه من الخفقان

وتراه يكره أن يرى أضعانهم

فكأنما أضحت من الاضغان

وبمهجتي قمر إذا ما لاح للـ

ـساري تضاءَلَ دونه القمران

قد ابان للعشاق أن قوامه

سرقت شمائِلهُ غصون البان

وأراك غصناً في النعيم يميل إذ

غصن الأراك يميل في نعمان (١)

للرمح نَصلٌ واحدٌ ولقدَّه

من ناظريه إذا رنا نصلان

والسيف ليس له سوى جفنٍ وقد

اضحى لصارم طرفه جفنان

والسهم تكفي القوسُ فيه وقد غدا

من حاجبيه للحظه قوسان

ولرُبَّ ليل خلتُ خاطفَ برقه

ناراً تلفّعُ للدجى بدخان

كالمايل الوسنان من طول السرى

جوزاؤه والراقصِ السكران

__________________

١ ـ نعمان : واد وراء عرفة.

٧١

ما بان فيه من ثرياه سوى

إعجامها والدال في الدبران (١)

وترى المجرَّة في النجوم كأنما

تسقي الرياض بجدول ملآن

لو لم تكن نهراً لما عامت به

أبداً نجوم الحوت والسرطان

نادمت فيه الفرقدين كأنني

ـ دون الورى ـ وجذيمة أخوان (٢)

وترفَّعت هِممي فما أرضى سوى

شهبِ الدجى عِوضاً من الخلان

وأنفتُ حين فجعتُ بالأحباب أن

ألهو عن الإخوان بالخوَّان

وهجرت قُوماً ما استجاز سواهم

قدماً قرى الضيفان بالذيفان

إلا الأولى نزل الحسينُ بدارهم

واختار أرضهم على البلدان

فجنوا على الإسلام والإيمان إذ

أجنوه مرَّ جناً من المران

جعلوا الجفان المترعات لغيره

وقروه ما سلِّوا من الاجفان

وسقوه إذ منعوا الشريعة بعدما

رفضوا الشريعة ماء كان يمان

حتى لقد ورد الحمام على الظما

أكرم به من وارد ظمآن

لا الدين راعوه ولا فعلوا به

ما يفعل الجيران بالجيران

تالله ما نقضوا هناك بقتله

الايمان بل نقضوا عرى الإيمان

فثوى وآل المصطفى من حوله

يكبون للجبهات والأذقان

نزلوا على حكم السيوف وقد أبوا

في الله حكم بني أبي سفيان

وتخيروا عز الممات وفارقوا

فيه حياة مذلة وهوان

يا لهفتي لمصرعّين قبورهم

ـ في كربلاء ـ حواصل العقبان

بزّت سوابغ عنهم وتمزقت

أشلاؤهم بسواغب الذؤبان

وأنيخ في تلك القفار حمامهم

فأتيح لحم الليث للسرحان

إن لم تجن جسومهم في تربها

فلأنها اعتاضت بخير جنان

كم روح ثاوٍ منهم قد أصبحت

تختال في روح وفي ريحان

__________________

١ ـ الدبران : منزل للقمر.

٢ ـ كان جذيمة الابرش ملك الحيرة لا ينادم الا الفرقدين تكبراً عن منادمة الناس.

٧٢

ما ضرّهم والخلد من أوطانهم

أذ أزعجوا كرهاً عن الاوطان

ولقد دنا بهم التقى من ربهم

ونأت رؤسهم عن الابدان

وأتى اليهم قومهم ما لم يكن

يأتيه اهل الكفر والطغيان

لم يتركوا لهم قتيلاً واحداً

إلا له رأس برأس سنان

حتى غدت لمسامع الاطفال فو

ق السمر اخراصٌ من الخرصان

عجباً لهم نقلوا رؤسهم وقد

نقلوا فضائلهم عن القرآن

وتفرقوا في بغضهم فرقاً وهم

يروون معجزهم عن الفرقان

الجاهلية قبلهم لم يغدروا

بهم وكانوا عابدي أوثان

أيخاف آل محمد في أمة

شهدت له بالصدق والبرهان

ومحمد في قومه مع كفرهم

لما يزل في منعة وأمان

فالمشركون أخف جرماً منهم

وأشف يوم الحشر في الميزان

ومن العجائب انهم عدّوا الذي

فعلوه قرباناً من القربان

ورجوا به الزلفى كما زعموا ونَـ

ـيل ألمن عند الواحد المنان

واحق من خابت مطامع جهله

من يرتجي الغفران بالكفران

أبني أمية خاب مؤتم بكم

فيما مضى من سالف الازمان

سقطت غداة وليتموها جهزة

بالغصب هاء خلافة الرحمان

وغدت أمارتكم دماراً يستعاذ

الله إن ذكرت من الشيطان

لو كان في عصر ملكتم أمره

وقضيتم بالجور والعدوان

الصالح المردى الجبابرة الأولى

قدماً عشوا في البغى والعصيان

ومبيد أحزاب النفاق بصارم

هو في الحروب وعزمه سيان

لأذال أهل الحق من طلقائكم

بشبا سنان قاطع ولسان

ولأصبح المختار معدودا له

في جملة الاتباع والاعوان

ما مالك النخعى في أفعاله

أبداً كذا الملك العظيم الشان

كلا ولا قيس يقاس به إذا

ما عد في الحلماء والشجعان

٧٣

ان فاته بالطف يومٌ أوَّلُ

فله بنصر القصر يوم ثان

لولاه اذ بسط العدى أيديهم

لم يثنها عن أهله يد ثان

والخيل تعلم في الكريهة أنه

إن شاء أثكلها على الفرسان

عجباً لجود يديه إذ يبني العُلى

والسيل يهدم شامخ البنيان

وَلَنار فطنته تريك لشعره

عذباً يروي غُلَّةَ العطشان

وعقود دُرٍ لو تجسّم لفظها

ما رُصعت إلا على التيجان

وتنزهت عن أن ترى أفرادُها

بمواضع الاقراط في الآذان

من كل رائقة الجمال زهت بها

بين القصائد غُرَّة السلطان

سيارة في الأرض لا تعتاقها

في سيرها قَيدٌ من الاوزان

يا منعماً ما للثناء ولو غلا

يوماً بما تولي يداه يدان

قلَّدت أعناق البرية كلَّها

مننا تحمل ثقلها الثقلان

حق تساوى الناس فيك واصبح

القاصي بمنزلة القريب الداني

ورحمت أهل العجز منهم مثلما

أصبحت تغفر للمسيء الجاني

ومنها يحثه على قصد شام الفرنج

يا كاسر الأصنام قم فانهض بنا

حتى تصير مكسِّر الصُلبان

فالشام ملكك قد ورثت تراثه

عن قومك الماضين من غسان

فإذا شككت بأنها أوطانهم

قدماً فسل عن حادث الجولان (١)

أورمت أن تتلو محاسن ذكرهم

فاسند روايتها إلى حسّان

ومنها في وصف الزلزلة

ما زلزلت ارض العدا بل ذاك ما

بقلوب أهليها من الخفقان

وأقول إن حصونهم سجدت لما

أوتيت من ملكٍ ومن سلطان

__________________

١ ـ اسم اقليم في شمال شرقي الاردن.

٧٤

والناس أجدر بالسجود إذا غدا

لعلاك يسجد شامخ البنيان

ولقد بعثت الى الفرنج كتائباً

كالاسد حين تصول في خفان

لبسوا الدروع ولم نخل من قبلهم

أن البحار تحل في غدران

وتيمموا أرض العدو بقفرة

جرداء خالية من السكان

عشرين يوماً في المغار وليلة

يسيرون تحت كواكب الخرصان

حتى إذا قطعوا الجفار بجحفل

هو في العديد ورمله سيان

أغريتهم بحمى العدا فجعلته

بسطاك بعد العز دار هوان

عجلت في تلك العجول قراهم

ـ وهم لك الضيفان ـ بالذيفان

لما أبوا ما في الجفان قريتهم

بصوارم سلت من الأجفان

وثللت في يوم العريش عروشهم

بشبا ضراب صادق وطعان

ألجأتهم للبحر لما أن جرى

منه ومن دمهم معاً بحران

مدح الورى بالبأس إذ خضبوا الظبا

في يوم حربهم من الأقران

ولأنت تخضب كل بحر زاخر

ممن تحارب بالنجيع القاني

حتى ترى دمهم وخضرة مائة

كشقائق نثرت على الريحان

ومنها في وصف الإسطول ونصرته في البحر على الروم :

وكأن بحر الروم حلّقَ وجهه

وطفت عليه منابت المرجان

ولقد أتى الأسطول حين غزابما

لم يأتِ في حينٍ من الأحيان

أحبب إليَّ بها شواني أصبحت

من فتكها ولها العداة شواني

شُبَّهنَ بالغربان في ألوانها

وفعلنَ فعل كواسر العقبان

أوقرتها عدد القتال فقد غدت

فيها القنا عوضاً من الأشطان

فأتتك موقرة بسبيٍ بينه

أسراهم مغلولة الأذقان

حرب عوان حكمتك من العدا

في كل بكر عندهم وعوان

وأعدت رسل ابن القسيم اليه في

شعبان كي يتلاءم الشعبان

والفال يشهد باسمه أن سوف يغـ

ـدو الشام وهو عليكما قسمان

٧٥

منها في مدح نور الدين :

وأراك من بعد الشهيد أباً له

وجعلته من أقرب الإخوان

وهو الذي ما زال يفعل في العدا

ما لم يكن ليعدّ في الإمكان

ومنها في وصف قتله البرنس ويصف رأسه على الرمح بمعنى بديع :

قتل البرنس ومَن عساه أعانه

لما عتا في البغي والعدوان

وأرى البرية حين عاد برأسه

مرَّ الجنَى يبدو على المرَّان

وتعجبوا من زرقة في طرفه

وكأنَّ فوق الرمح نصلاً ثاني

فليهنه أن فاز منك بسيدٍ

أوفى برتبته على كيوان

قد صاغ من أرماحه لمسامع الـ

أملاك أقراطاً من الخرصان

٧٦

الحسن بن علي بن ابراهيم بن الزبير.

جاء في معجم الادباء : ابو محمد المصري اخو الرشيد احمد بن علي ، من أهل اسوان من غسان. وكان يلقب بالقاضي المهذب ، مات في ربيع الآخر سنة احدى وستين وخمسمائة بمصر ، وكان كاتباً مليح الخط فصيحاً جيد العبارة ، وكان أشعر من أخيه الرشيد ، وكان قد اختص بالصالح بن رزيك (١) وزير المصريين وحصل له من الصالح مال جم.

وصنف المهذّب كتاب الانساب وهو كتاب كبير اكثر من عشرين مجلداً كل مجلد عشرون كراساً ، رأيت بعضه فوجدته مع تحققي هذا العلم وبحثي عن كتبه غاية في معناه لا مزيد عليه ، يدل على جودة قريحة مؤلفه وكثرة اطلاعه.

وقال العماد الاصبهاني ،

المهذب ابو محمد الحسن بن علي بن الزبير.

هو أخو الرشيد محكم الشعر كالبناء المشيد ، وهو أشعر من أخيه وأعرف بصناعته وإحكام معانيه. توفي قبل أخيه بسنة ، لم يكن في زمانه أشعر منه أحد وله شعر كثير ، ومحل في الفضل أثير. انشدني له نجم الدين

__________________

١ ـ تأتي ترجمة الصالح وزير مصر في ايام الفائز الفاطمي والعاضد من بعده والذي استقل في مصر بالامور وتدبير أحوال الدولة ، وكانت ولايته سنة ٤٩ هـ.

٧٧

ابن مصال ببعلبك في رمضان سنة سبعين من قصيدة في الصالح بن رزَّيك يعرض بشاعره المعروف بالمفيد (١) :

لقد شك طرفي والركائب جنح

أأنت أم الشمس المنيرة أملح

ومنها في الغزل :

يظلُّ جنى العناب في صحن خده

عن الورد ماء النرجس الغض يمسح

ومنها :

فيا شاعراً قد قال ألف قصيدة

ولكنها من بيته ليس تبرح

ليهنك ـ لاهنئت ـ أن قصائدي

مع النجم تسرى أو مع الريح تسرح

أنشدني زين الحاج أبو القاسم قال : أرسلني نور الدين إلى مصر في زمان الصالح بن رزيك فلقيت المهذب بن الزبير فانشدني لنفسه :

وشادن ما مثله في الجنان

قد فاق في الحسن جميع الحسان

لم أرَ إلا عينه جعبة

للسيف والنصل وحد السنان

ووجدت في بعض الكتب له من قصيدة في مدح الصالح طلائع ابن رزيك بمصر :

وتلقى الدهَر منه بليث غابٍ

غدت سمرُ الرماح له عرينا

تخال سيوفه إمَّا انتضاها

جداولَ والرماحَ لها غصونا

وتحسبُ خيلَهُ عقبان دجنٍ

يرحن من الظلام ويغتدينا

إذا قدحت بجنح الليل أورت

سناً يُعشى عيونَ الناظرينا

وإن جنحت مع الإصباح عدواً

أثارت للعجاج به دجونا

كأن الشمس حين تثير نقعاً

تحاذر من سطاه أن تبينا

__________________

١ ـ المفيد هو ابن الصياد احد شعراء طلايع.

٧٨

وماكسف بدور الأفق إلا

أسىً إذ أبصرت منه الجبينا

وما اضطربت رماح الخطَّ إلا

مخافة أن يحطمها مُبينا

وما تندقُّ يوم الروع حتى

يدُقَّ بها الكواهل والمتونا

عجبتُ لها تصافح من يديه

ـ وتوصف بالظما ـ بحراً مَعينا

ويوردها ولا يحظى برأي

نطافاً من دروع الدار عينا

وهل يشفى لها أبداً غليل

وقد شربت دماء الكافرينا

إذ لقيت عيون الروم زرقاً

حسبت نصالها تلك العيونا

وقائع في العداة له تبارى

صنائع في العفاة المجتدينا

وإرغامٌ به أبكى عيوناً

وإنعامٌ أقرَّ به عيونا

وله فيه قصيدة :

أقصر ـ فديتك ـ عن لومي وعن عَذَلى

أو لا فخذ لي أماناً من يد (١) المقل

من كل طرفٍ مريض الجفن تنشدنا

ألحاظه « ربَّ رامٍ من بني ثُعل »

إن كان فيه لنا وهو السقيم شفاً

فربما صحّت الأجسام بالعلل

إن الذي في جفون البيض إذ نظرت

نظير ما في جفون البيض والخلل (٢)

كذاك لم يشتبه في القول لفظهما

إلا كما اشتبها في الفعل والعمل

وقد وقفت على الأطلال أحسبها

جسمي الذي بعدَ بُعدِ الظاعنين بُلى

أبكي على الرسم في رسم الديار فهل

عجبت من طلل يبكي على طلل

وكل بيضاء لو مسّت أناملها

قميص يوسف يوماً قدَّ من قُبُل

يغني عن الدر والياقوت مبسمها

لحسنها فلها حَلىٌ من العطل

بالخد مِنيّ آثار الدموع كما

لها على الخدّ آثارٌ من القُبُل

__________________

١ ـ في الفوات والطالع السعيد : ظبا.

٢ ـ لخلل جمع خلة وهي جفن السيف ، أو بطانة مطرزة بالذهب.

٧٩

كأن في سيف سيف الدين من خجل

من عزمه ما به من حمرة الخجل

هو الحسام الذي يسمو بحامله

زهواًً فيفتك بالأسياف والدول

إذا بدا عارياً من غمده خلعت

غمدَ الدماء عليه هامةُ البطل

وإن تقلد بحراً من أنامله

رأيت كيف اقتران الرزق بالأجل

من السيوف التي لاحت بوارقها

في أنملٍ هي سحب العارض الهطل

فجاءنا لبني رُزّيك مُعجزُها

بآية لم تكن في الأعصر الأول

تبدو شموساً هُم أقمارُها وترى

شهبَ القنا في سماء النقع لم تفل (١)

قد غايرت فيهم السمرَ الرقاق رقا

قُ البيض خلف سجوف النقع في الكلل

إن عانقوا هذه في يوم معركةٍ

لاحت لهم بتلظي تلك كالشعل

وقد لقوا كلَّ من غاروا بمشبهه

حتى لقوا النُجلَ عند العرض بالنُجُل (٢)

وضارب الروم رومٌ من سيوفهم

وطاعن العربَ أعرابٌ من الأسل

وهزَّهم لصهيل الخيل تحت صهيل

البيض ما هزَّ أعطاف القنا الخطل (٣)

فالدمُ خمرٌ وأصوات الجياد لهم

أصوات معبد في الأهزاج والرمل

والخيل قد أطربتها ـ مثلما طربوا ـ

أفعالهم فهي تمشي مشية الثمل

من كل أجرد مختالٍ بفارسه

إلى الطعان جريح الصدر والكفل

وكل سلهبة (٤) للريح نسبتها

لكنها لو بغتها الريح لم تُنَل

أفارس المسلمين أسمع فلا سميت

عداك غير صليل البيض في القلل

مقال ناءٍ غريب الدار قد عدم

الأنصار لولاك لم ينطق ولم يقل

يشكوا مصائب أيام قد اتسعت

فضاق منها عليه أوسع السبل

يرجوك في دفعها بعد الإله وقد

يرجى الجليل لدفع الحادث الجلل

وكيف ألقى من الأيام مرزئةً

جلَّت ولي من بني رزيك كلُّ ولى

__________________

١ ـ تفل : تأفل.

٢ ـ النجل الاولى : العيون. والثانية ، الطعنات.

٣ ـ الخطل : من الخطل ، وهو الاضطراب والتحرك.

٤ ـ السلهبة من الخيل ، ما عظم وطال عظامه.

٨٠