أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ٣

جواد شبّر

أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ٣

المؤلف:

جواد شبّر


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: دار المرتضى
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٧

ابن العودي اسماعيل بن الحسين العودي العاملي المعروف بشهاب الدين ابن شرف الدين.

قال الشيخ محمد السماوي في ( الطليعة ) كان فاضلاً متضلعاً في العلم والفضل الجم ، وكان أديباً شاعراً. دخل العراق وزار المشاهد وحضر على علماء الحلة ثم رجع الى بلدة جزّين من بلاد عاملة وله نظم الياقوت ، ارجوزة نظم بها الياقوت لابن نوبخت في علم الكلام وله شعر كثير أورده معاصره ابن شهراشوب في مناقبه. توفّي في بلده سنة ٥٨٠ ثمانين بعد الخمسمائة وله ذرية بها. وقد أورد هذه القصيدة بتمامها السيد العالم الكامل المحدّذث العابد السيد هبة الله ابن ابي محمد الحسن الموسوي رحمه‌الله في كتابه ( المجموع الرائق ) الذي ألّفه سنة ٧٠٣ (١).

أما السيد الأمين رحمه‌الله فقد نسب هذه القصيدة الى الشيخ بها الدين فقال : الشيخ بهاء الدين محمد بن علي بن الحسن العودي العاملي الجزيني. كان حياً سنة ٩٧٥.

قرأ على الشهيد الثاني من عاشر ربيع الأول سنة ٩٤٥ الى أن سافر الى خراسان عاشر ذي القعدة سنة ٩٦٢.

والمعروف أنه هو المدفون فوق قرية ( كفر كلا ) في جبل عامل وعليه قبة في مكان نزه مشرف عال والناس يسمونه ( العويذي ) والصحيح العودي. له شعر في رثاء استاذه الشهيد الثاني.

__________________

١ ـ عن الشذور الذهبية مخطوط السيد صادق بحر العلوم ص ٢٢٥.

٢٢١

ابن التعاويدي

أرقتُ للمع برقٍ حاجريِّ

تألق كاليماني المشرفيّ (١)

أضاء لنا الاجارع مسبطراً

سناه وعاد كالنبض الخفيَّ

كأن وميضه لمع الثنايا

اذا ابتسمت ورقراق الحليّ

فاذكرني وجوه الغيد بيضاً

سوالفها ولم أكُ بالنسي

أتيه صبابة وتتيه حسنا

فويل للشجيّ من الخلي

وعصر خلاعة أحمدت فيه

شبابي صحبة العيش الرخي

وليلى بعدما مطلت ديوني

وقد حالت عن العهد الوفي

منعَّمة شقيت بها ولولا الـ

ـهوى ما كنتُ ذا بال شقي

تزيد القلب بلبالا ووجداً

اذا نظرت بطرف بابلي

إذا استشفيتها وجدي رمتني

بداء من لواحظها دوي

ولولا حبَّها لم يصب قلبي

سنا برق تألق في دجي

أجاب وقد دعاني الشوق دمعي

وقدماً كنتُ ذا دمع عصي

وقفتُ على الديار فما اصاخت

معالمها لمحزون بكي

أروي تربها الصادي كأني

نزحت الدمع فيها من ركي

ولو أكرمت دمعك يا شؤوني

بكيت على الامام الفاطميَّ

__________________

١ ـ عن الديوان المطبوع بمطبعة المقتطف بمصر سنة ١٩٠٣ م وذكرها صاحب نسمة السحر.

٢٢٢

على المقتول ظمآناً فجودي

على الظمآن بالدمع الرويّ

على نجم الهدى السناري وبحر الـ

ـعلوم وذروة الشرف العليّ

على الحامي بأطراف العوالي

حمى الاسلام والبطل الكميّ

على الباع الرحيب اذا ألمّت

يد الازمات والكف السخي

على أندى الانام يداً ووجهاً

وأرجحهم وقاراً في النديّ

وخير العالمين أباً واماً

وأطهرهم ثرى عرق زكيّ

فما دفعوه عن حسب كريم

ولا ذادوه عن خلق رضي

لئن دفعوه ظلماً عن حقوق الـ

ـخلافة بالوشيج السمهري

فما دفعوه عن حسب كريم

ولا ذادوه عن خلق رضي

لقد فصموا عرى الاسلام عودا

وبدأ في الحسين وفي علي

ويوم الطف قام ليوم بدر

بأخذ الثأر من آل النبي

فثنوا بالامام أما كفاهم

ضلالاً ما جنوه على الوصي

رموه عن قلوب قاسيات

بأطراف الاسنة والقسيّ

وأسرى مقدماً عمر بن سعد

اليه بكل شيطان غوي

سفوك للدماء على انتهاك الـ

ـمحارم جد مقدام جريّ

أتاه بمحنقين تجيش غيظاً

صدورهم بجيش كالآتي

أطافوا محدقين به وعاجوا

عليه بكل طرف أعوجي

وكل مثقف لدن وعضب

سريجيّ ودرع سابري

فأنحوا بالصوارم مشرعات

على البرّ التقي ابن التقي

وجوه النار مظلمة أكبَّت

على الوجه الهلاليَّ الوضي

فيا لك من إمام ضرَّ جوه الد

مَ القاني بخرصان القُني

بكته الارض إجلالاً وحزناً

لمصرعه وأملاك السميِّ

وغودرت الخيام بغير حام

يناضل دونهن ولا ولي

فما عطف البغاة على الفتاة الـ

ـحصان ولا على الطفل الصبيَّ

ولا بذلوا لخائفةٍ أماناً

ولا سمحوا لظمآن بري

٢٢٣

ولا سفروا لثاماً عن حياء

ولا كرم ولا أنف حمي

وساقوا ذود أهل الحق ظلماً

وعدواناً إلى الورد الوبي

تذودهم الرماح كما تذاد الر

كاب عن الموارد بالعصي

وساروا بالكرائم من قريش

سبايا فوق أكوار المطي

فيا لله يوم نعوه ماذا

وعى سمع الرسول من النعي

ولو رام الحياة سعى اليها

بعزمته نجاء المضرحي (١)

ولكنم المنية تحت ظلّ الر

قاق البيض أجدر بالأبي

فيا عصب الضلالة كيف جرتم

عناداً عن صراطكم السوي

وكيف عدلتم مولود حجر النـ

ـبوة بالغوي ابن الغويّ

فألقيتم ـ وعهدكم قريب ـ

وراء ظهوركم عهد النبي

وأخفيتم نفاقكم إلى أن

وثبتم وثبة الليث الضري

وأبديتم حقودكم وعدتم

الى الدين القديم الجاهلي

ولولا الضغن ما ملتم على ذي الـ

ـقرابة للبعيد الأجنبّي

كفى حرباً ضمانكم لقتل الـ

ـحسين جوائز الرفد السني

وبيعكم لاخراكم سفاها

بمنزور من الدنيا بليّ

وحسبكم غداً بأبيه خصماً

اذا عرف السقيم من البري

صليتم حربه بغياً فانتم

لنار الله أولى بالصلي

وحرمتم عليه الماء لؤما

وإقبالا على الخلق الدني

وأوردتم جيادكم واظمأ

تموه شربتم غير الهني

وفي صفين عاندتم أباه

وأعرضتم عن الحق الجلي

وخادعتم إمامكم خداعاً

أتيتم فيه بالأمر الفري

إماما كان ينصف في القضايا

ويأخذ للضعيف من القوي

فأنكرتم حديث الشمس ردت

له وطويتم خبر الطويِّ

__________________

١ ـ الضرحي ، النسر الطويل الجناح.

٢٢٤

فجوزيتم لبغضكم علياً

عذاب الخلد في الدرك القصي

سأهدي للأئمة من سلامي

وغرّ مدئحي أزكى هدي

سلاماً اتبع الوسميَّ منه

على تلك المشاهد بالولي

واكسو عاتق الأيام منها

حبائر كالرداء العبقري

حسانا لا اريد بهنَّ إلا

مساءة كل باغٍ خارجي

يضوع لها اذا نشرت أريج

كنشر لطائم المسك الذكي

كأنفاس النسيم سرى بليلا

بهن ذوائب الورد الجني

لطيبة والبقيع وكربلاء

وسامراء تغدو والغري

وزوراء العراق وأرض طوس

سقاها الغيث من بلد قصي

فحيا الله من وارته تلك الـ

ـقباب البيض من حبر نقي

وأسبل صوب رحمته دراكا

عليها بالغدوِّ وبالعشي

فذخري للمعاد ولاء قوم

بهم عرف السعيد من الشقي

كفاني علمهم أني معاد

عدوهم موالٍ للولي

٢٢٥

ابن التعاويذي (١).

ابو الفتح محمد بن عبيد الله بن عبدالله الكاتب الشاعر المشهور.

قال الشيخ القمي في الكنى : أورده بعض علمائنا في رجال الشيعة ، ونقل عن نسمة السحر قال : انه من كبار الشيعة وذكر قصيدته في رثاء الحسين وأبياته المرسلة الى ابن المختار نقيب مشهد الكوفة التي فيها التصريح بتشيعه ، كان كاتباً بديوان المقاطعات ببغداد. توفي في بغداد سنة ٥٨٤. انتهى

وكذا ذكر الشيخ الأميني في ( الغدير ) وفي أعيان الشيعة قال : هو المعروف بسبط ابن التعاويذي. ولد عشر رجب ٥١٩ وتوفي ثاني شوال عام ٥٥٣ ببغداد ودفن بباب ابرز وكان قد جمع ديوانه بنفسه قبل أن يعمى بصره ومن شعره الذي رواه صاحب نسمة السحر قصيدته التي أولها : ارقت للمع برق حاجري. وفي تذكرة شرف الدين موسى : سبط ابن التعاويذي كان شاعر وقته لم يكن فيه مثله ، جمع شعره جزالة الالفاظ وعذوبتها ودقة المعاني ورقتها ، وقال جرجي زيدان في آداب اللغة ج ٣ ص ٢٤.

ابن التعاويذي هو أبو الفتح محمد بن عبدالله ويعرف ايضاً بسبط التعاويذي لأنه سبط تعاويذي آخر من أجداده اسمه المبارك نسب اليه لأنه كفله صغيراً فنشأ في حجره. وكان شاعر وقته ويعتقد ابن خلكان انه لم يكن قبله بمئتي سنة من يضاهيه. عمي في آخر عمره وله في عماه أشعار يرثي

__________________

١ ـ التعاويذي نسبة الى كتبة التعاويذ وهي الحروز ، ولعل أباه كان يرقي ويكتب التعاويذ.

٢٢٦

بها عينيه ويندب شبابه. جمع ديوانه بنفسه قبل العمى وصدره بخطبة ورتّبة على أربعة فصول وكل ما جدّ بعد ذلك سماه الزيادات. طبع هذا الديوان بمصر سنة ١٩٠٤ مضبوطاً بالشكل الكامل بعناية الاستاذ مرجليوث وقد ذيّله بفهرس أبجدي مفيد وصدره باسماء الكتب التي جاء فيها شيء من شعر ابن التعاويذي. وهو كثير الشكوى في أشعاره.

ولما عمي كان باسمه راتب في الديوان ، فالتمس أن ينقل باسم أولاده فلما نقل كتب الى الامام الناصر لدين الله هذه الابيات يسأله أن يجدد له راتباً مدة حياته وهي :

خليفة الله انت بالدين والدنيا وأمر الاسلام مضطلع

انت لما سَنَّة الأئمة أعلام الهدى مقتفٍ ومتبع

قد عُدم العُدم في زمانك والجور معاً والخلاف والبدع

فالناس في الشرع والسياسة والاحسان والعدل كلهم شرع

يا ملكا يردع الحوادث والايام عن ظلمها فترتدع

وَمَن له أنعمٌ مكررةٌ

لنا مصيفٌ منها ومرتبع

أرضيَ قد أجدبت وليس لمن

أجدب يوماً سواك منتجع

ولي عيال لا درِّ درُّهُم

قد أكلوا دهرهم وما شبعوا

لو وسموني وسم العبيد وبا

عوني بسوق الاعراب ما قنعوا

اذا رأوني ذا ثروة جلسوا

حولي ومالوا الَّي واجتمعوا

وطالما قطّعوا حبالي إعراضاً

اذا لم تكن معي قطع

يمشون حولي شتى كأنهم

عقارب كلما سعوا لسعوا

فمنهم الطفل والمراهق والـ

ـرضيع يحبو والكهل واليفع

لا قارحٌ منهم أؤمل أن

ينالني خيره ولا جذع

لهم حلوق تفضي الى معدٍ

تحمل في الاكل فوق ما تسع

٢٢٧

من كل رحب المعاء أجوفه

خاوي الحشا لا يمسه الشبع

لا يحسن المضع فهو يترك في

فيه بلا كلفة ويبتلع

ولي حديث يلهو ويعجب من

يوسع لي خلقه فيستمع

نقلت رسمي جهلاً الى ولد

لست بهم ما حييت أنتفع

نظرت في نفعهم وما أنا

في اجتلاب نفع الاولاد مبتدع

وقلت هذا بعدي يكون لكم

فما أطاعوا أمري ولا سمعوا

واختلسوه مني فما تركوا

عيني عليه ولا يدي تقع

فبئس والله ما صنعت فاضررت

بنفسي وبئس ما صنعوا

فان أردتم أمراً يزول به الخصام

من بيننا ويرتفع

فاستانفوا لي رسماً أعود على

ضنك معاشي به فيتسع

وإن زعمتم أني أتيت بها

خديعة فالكريم ينخدع

حاشا لرسم الكريم ينسخ من

نسخ دواوينكم فينقطع

فوقعوا لي بما سألت فقد

أطمعت نفسي واستحكم الطمع

ولا تطيلوا معي فلست ولو

دفعتموني بالراح أندفع

وحلفوني ان لا تعود يدي

ترفع في نقله ولا تضع

فما ألطف ما توصل به الى بلوغ مقصوده بهذه الابيات التي لو مرّت بالجماد لاستمالته وعطفته فانعم عليه أمير المؤمنين بالراتب.

وسمع منشداً ينشد قول الصابي :

والعمر مثل الكأس ير

سب في أواخره القذا

فقال :

فمن شبَّه العمر كأساً يقرُّ

قذاه ويرسب في أسفله

فإني رأيتُ القذا طائفاً

على صفحة الكأس في أوله

٢٢٨

وقال من قصيدة يندب فيها بصره وأولها :

أترى تعود لنا كما

سلفت ليالي الابرقين

ومنها :

حالان مسَّتني الحوا

دث منهما بفجيعتين

إظلام عين في ضيا

ء مشيب رأس سر مدين

صبحٌ وإمساء معاً

لا خلفة فاعجب لذين

قد رحتُ في الدنيا

من السرَّاء صفر الراحتين

أسوان لا حيٌّ ولا

ميت كهمزة بين بين

ويقول فيها :

فأناخ في آل الرسول

مجاهراً برزيتين

بدأ برزءٍ في أبي

حسنٍ وعوداً في الحسين

الطيبين الطاهرين

الخيِّرين الفاضلين

المدليين إلى النبيِّ

محمد بقرابتين

وقال يهجو حمامياً :

وجه يحيى بن بختيار إذا

فكَّرتَ فيه من سائر الأنحاء

مثل حمَّامه المشوم سواءً

مظلم بارد قليل الماء

وقال :

لميمون وجه يسوء العيون

منظره الأسود الحالك

وحمّامه مظلم باردٌ

يضلُّ بأرجائه السالك

وهب أن حمَّامه جنَّة

أليس على بابه مالك

٢٢٩

وقال ابن التعاويذي من قصيدة يعاتب فخر الدين محمد بن المختار نقيب مشهد الكوفة :

يا سميَّ النبي يابن علي

قامع الشرك والبتول الطهور

أنت تسمو على البرَّية طراً

بمحلَّ عالٍ وبيت كبير

وعنكم يؤخذ الوفاء ومنكم

يجتدي الناس كل خير وخير

كيف أخلفتني؟ وما الخلف للـ

ـميعاد من عادة الموالي الصدور

أنت يا بن المختار أكرم أن تنـ

ـظر في أمر مستفادٍ حقير

أنت أوليتنيه منك ابتداءً

غير ما مكره ولا مجبور

وأخو الفضل من يساعد في الـ

ـشدة لا في الرخاء والميسور

أي عذر ينوب عنك؟ وماتا

ركُ وجه الصواب بالمعذور

ومتى ما استمر خلفك للوعد

ولم تعتذر عن التأخير

صرت من جملة النواصب لا

آكل غير الجريِّ والجرجير

وتغسلتُ واكتحلتُ ثلاثاً

وطبخت الحبوب في عاشور

وطويت الأحزان فيه ولم

أبد سروراً في يوم عيد الغدير

وتبدّلتُ من مبيتي في مشهـ

ـد موسى (١) بجامع المنصور

وتطهرت من إناء يهو

دي وفضلته على الخنزير

ورآني أهل التشيع في الـ

ـكرخ بتاسومة وذيل قصير

__________________

١ ـ يقصد به مشهد الامام موسى بن جعفر عليه‌السلام بالكاظمية وهو مزار فخم تقصده الشيعة.

٢٣٠

زايراً قبر مصعب بعد ما كنـ

ـت أوالي دفين قبر النذور

وتخيرت ان يكون الزبيدي (٣)

رفيقي في العرض يوم النشور

وتراني في الحشر فاطمة الطهر

وكفي في كفه المبتور

وتكون المسئول عن مؤمن ألـ

ـقيته أنت في سواء السّعير

أقول قبر النذور هو قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب كان عليه مشهد فخم البناء تتوارد عليه الزوار من وقت لآخر حتى سنة ٦٤٦ هـ التي غرقت بغداد فيها وغرقت محلة الرصافة وتهدم اكثر دورها وسورها وغشى قبور الخلفاء وهدم مشهد عبيدالله. وحسب ما يقوله المؤرخون يقع مشهد عبيد الله في منطقة ( باب المعظم ) وقريب من جامع الرصافة. وفي سنة ٦٥٠ هـ أمرت أم الخليفة الناصر بتجديد رباط الاصحاب المجاور لمشهد عبيد الله وربما نسب هذا الرباط الى المشهد وأجريت بعض الاصلاحات عليه. اما اليوم فليس له أثر ، حاولت الوصول اليه ومعي بعض ذوي العلم من رجال البحث فقطعنا شوطاً في السير في الجانب الشرقي وعلى بعد منتصف ميل من ثكنة الخيالة خارج باب المعظم انتهى. اقول وقبل ايام قليلة صحبت اخاً من اخواني المعنيين بالبحث والتنقيب ببغداد ومضينا الى شارع الكفاح فوجدنا قبراً كتب عليه ( قبر النذور ) بصخرة على الباب بحروف بارزة قديمة ويقع مقابل جامع ( الفضل ) والفضل هذا على ما أعلم هو محمد بن اسماعيل بن الامام جعفر الصادق عليه‌السلام.

قال الخطيب البغدادي في تاريخه ج ١ ص ١٢٣ باب البردان فيها أيضاً جماعة من أهل الفضل عند المصلى المرسوم بصلاة العيد قبر كان يعرف بقبر النذور ويقال ان المدفون فيه رجل من ولد علي بن ابي طالب رضي‌الله‌عنه

__________________

٣ ـ الزبيدي هو اللعين عبدالرحمن بن ملجم المرادي قاتل الامام أمير المؤمنين علي عليه‌السلام.

٢٣١

يتبرك الناس بزيارته ، ويقصده ذوو الحاجة منهم لقضاء حاجته حدثني لقاضي ابو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال حدثني ابي قال كنت جالساً بحضرة عضد الدولة ونحن مجتمعون بالقرب من مصلى الاعياد في الجانب الشرقي من مدينة السلام نريد الخروج معه الى همدان في اول يوم نزل المعسكر فوقع طرفه على البناء الذي على قبر النذور فقال لي ما هذا البناء. فقلت هذا مشهد النذور ، ولم أقل : قبره لعلمي بطيرته من دون هذا ، واستحسن اللفظة وقال : قد علمت انه قبر النذور وإنما أردت شرح أمره فقلت : هذا يقال انه قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب. ويقال انه قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب. وان بعض الخلفاء أراد قتله خفياً فجعلت له هناك ربيّة وسُيّر عليها وهو لا يعلم فوقع فيها وهيل عليه التراب حياً وانما شهر بقبر النذور لانه ما يكاد ينذر له نذر الا صحّ وبلغ الناذر ما يريد ، ولزمه الوفاء بالنذر وانا أحد من نذر له مراراً لا أحصيها كثرة ما يريد ، ولزمه الوفاء بالنذر وانا أحد من نذر له مراراً لا أحصيها كثرة نذوراً على أمور متعذرة فبلغتها ولزمني النذر فوفيت به ، فلم يتقبل هذا القول وتكلم بما دل على أن هذا إنما يقع منه اليسير اتفاقاً فيتسوق العوام باضعافه ويسيّرون الاحاديث فيه فأمسكت فلما كان بعد أيام يسيرة ونحن معسكرون في موضعنا استدعاني في غدوة يوم وقال : اركب معي الى مشهد النذور فركبت وركب في نفر من حاشيته الى أن جئت به الى الموضع فدخله وزار القبر وصلى عنده ركعتين سجد بعدهما سجدة أطال فيها المناجات بما لم يسمعه أحد ثم ركبنا معه الى خيمته وأقمنا أياماً ثم رحل ورحلنا معه يريد همدان فبلغناها وأقمنا فيها معه شهوراً فلما كان بعد ذلك استدعاني وقال لي : الست تذكر ما حدثني به في أمر مشهد النذور ببغداد ، فقلت : بلى. قال إني خاطبتك في معناه بدون ما كان في نفسي اعتماداً لاحسان عشرتك ، والذي كان في نفسي في الحقيقة أن جميع ما يقال فيه كذب ، فلما كان بعد ذلك بمديدة طرقني أمر خشيت أن يقع ويتم وأعملت فكري في الاحتيال لزواله ولو بجميع ما في بيوت أموالي وسائر عساكري

٢٣٢

فلم أجد لذلك فيه مذهباً فذكرت ما أخبرتني به في النذور لمقبرة النذور فقلت : لم لا أجرب ذلك فنذرت إن كفاني الله تعالى ذلك الامر أن أحمل لصندوق هذا المشهد عشرة آلاف درهم صحاحاً ، فلما كان اليوم جائتني الاخبار بكفايتي ذلك الامر ، فتقدمت الى أبي القاسم عبدالعزيز بن يوسف ـ يعني كاتبه ـ أن يكتب الى أبي الريان ـ وكان خليفته في بغداد يحملها الى المشهد ، ثم التفت الى عبدالعزيز ـ وكان حاضراً ـ فقال له عبدالعزيز : قد كتبت بذلك ونفذ الكتاب.

أقول وكتب عبد الحميد عبادة في مجلة المرشد البغدادية السنة ٣ ص ٣٩٩ عن آثار بغداد وجاء على ذكر مدرسة العصمتية ورباط الاصحاب ومشهد عبيد الله بن محمد. وانه قريب من جامع الرصافة قرب ثكنة الخيالة خلفها بقليل او عن يمينها او شمالها والمشهورة الآن بـ ( القرانتينة ) في باب المعظم.

بقي هذا القبر زمناً طويلاً وعليه مشهد ضخم البناء تتوارد عليه الزوار من وقت لآخر حتى سنة ٦٤٦ هـ وفيها غرقت بغداد وغرقت محلة الرصافة وتهدم اكثر دورها وسورها وغشى قبور الخلفاء وهدم مشهد عبيد الله ورباط الأصحاب المجاور له.

وفي كتاب ( مساجد الاعظمية ) للشيخ هاشم الاعظمي من العلماء المعاصرين ان قبر النذور اصبح اليوم يسمى بأبي رابعة ، ويقع في الاعظمية في محلة ( النصة ) حيث دفنت عنده رابعة بنت ولي العهد أبي العباس أحمد بن المعتصم بالله ، والتي تزوجها شرف الدين هارون بن شمس الدين محمد الجويني. وكان وفاة رابعة سنة ٦٨٥ هـ في جمادى الآخر.

وقد جدد بناؤه قبل مائة وخمسين سنة تقريباً وهو لا يزال قائماً وله سادن.

٢٣٣

وقال ابن التعاويذي يمدح الناصر لدين الله عند جلوسه في الخلافة في اواخر سنة ٥٧٥ :

طاف يسعى بها على الجلاس

كقضيب الاراكة المياس

بدرتم غازلت من لحظه ليلة

نادمته غزال كناس

ذللته لي المدام فأضحى

ليَّن العطف بعد طول شماس

بات يجلو علي روضة حسن

بتُّ فيها ما بين ورد وآس

أمزج الكاس من جناه وكم ليلة

صّدٍ مزجتُ بالدمع كاسي

من تناسى عهد الشباب فاني

لحميدٍ من عهده غيرُ ناس

ورآى الغانيات شيبي فأعرضن

وقلت الشباب خير لباس

كيف لا يفضل السواد وقد أضحى

شعاراً على بني العباس

ولقد زينت الخلافة منهم

بإمام الهدى أبي العباس

ملك جلَّ قدسه عن مثال

وتعالت آلاؤه عن قياس

جمع الامن في إيالته ما

بين ذئب الفضا وظبي الكناس

وعنا خاضعاً لعزته كل

أبيِّ القياد صعب المراس

بثَّ في الارض رأفةً بدّلت

وحشة ساري الظلام بالايناس

بيد الناصر الامام استجابت

بعد مطل منها وطول مكاس

ردّ تدبيرها اليها فأحضى

ملكها وهو ثابت في الاساس

يا لها بيعةً أجدّت من الاسلام

بالي رسومه الادراس

وإلى الله أمرها فله المنةُ

فيها عليه لا للناس

جمعتنا على خليفة حقٍ

نبويّ الاعراق والأغراس

فابق للدين ناصراً وارم بالإر

غام جَدَّ الاعداء والاتعاس

واستمعها عذراء شرط التهاني

واقتراح الندمان والجلاس

حملت من أريج مدحك نشراً

هي منه مسكيّة الأنفاس

٢٣٤

ترجمة الناصر لدين الله

قال الشيخ القمي في الكنى والألقاب ابو العباس احمد بن المستضيء ، ولد ١٠ رجب سنة ٥٥٣ بويع له عند وفاة أبيه سنة ٥٧٥ وهو ابن ٢٣ سنة ومدة خلافته ٤٦ سنة و ١٠ اشهر و ٢٨ يوماً ولم يل الخلافة من أهل بيته أطول مدة منه ، وكان في آبائه أربعة عشر خليفة ، ونقش خاتمه رجائي من الله عفوه وكان يتشيع ويميل الى مذهب الإمامية قال ابن الطقطقي : كان الناصر من أفاضل الخلفاء وأعيانهم بصيراً بالأمور مجرّباً سائساً مهيباً مقداماً عارفاً شجاعاً وكا يرى رأى الإمامية طالت مدته وصفا له الملك وأحب مباشرة أحوال الرعية بنفسه حتى كان يتمشى في الليل في دروب بغداد ليعرف أخبار الرعية وما يدور بينهم ، وصنّف كتباً وسمع الحديث النبوي صلوات الله على صاحبه وأسمعه ولبس لباس الفتوة وألبسه وكان بارعة زمانه ورجل عصره في أيامه انقرضت دوله آل سلجوق بالكلية ، وللناصر من المبار والوقوف ما يفوت الحصر وبنى من دور الضيافات والمساجد والربط ما يتجاوز حدّ الكثرة انتهى ملخصاً. وفي أعيان الشيعة ما ملخصه وكان الناصر عالماً مؤلفاً شجاعاً شاعراً راوياً للحديث ويعد في المحدثين قال الذهبي أجاز الناصر لجماعة من الاعيان فحدثوا عنه منهم ابن سكينة وابن الأخضر وابن النجار وابن الدامغاني وآخرون ( انتهى ). وله كتاب في فضائل امير المؤمنين (ع) رواه السيد ابن طاوس في كتابه اليقين عن السيد فخار بن معد الموسوي عن الناصر ، حكي انه ذهبت احدى عيني الناصر في آخر عمره وبقي يبصر بالأخرى أبصاراً ضعيفاً ولا يشعر بذلك أحد وكان له جارية قد علمها الخط بنفسه فكانت تكتب مثل خطه فتكتب على التواقيع ، وعن تاريخ مختصر الخلفاء لابن الساعي قال لم يل الخلافة أحد أطول خلافة من الناصر فأقام فيها ٤٧ سنة ولم يزل في عزٍّ وجلالة وقمع للأعداء واستظهار على الملوك والسلاطين في أقطار الأرض مدة حياته فما خرج عليه خارجي إلا قمعه ولا

٢٣٥

مخالف إلا دفعه ولا آوى اليه مظلوم مشتت الشمل إلا جمعه وكان إذا أطعم أشبع وإذا ضرب أوجع ، وقد ملأ القلوب هيبة وخيفة فكان يرهبه أهل الهند ومصر كما يرهبه أهل بغداد ، وكان الملوك والأكابر بمصر والشام اذا جرى ذكره في خلواتهم خفضوا أصواتهم هيبة وإجلالاً وملك من الممالك ما لم يملكه أحد ممن تقدمه من الخلفاء والملوك ، وخطب له ببلاد الأندلس وبلاد الصين وكان أسد بني العباس تصدع لهيبته الجبال ـ إلى أن قال ـ وكان يتشيع وجعل مشهد الامام موسى الكاظم (ع) أمنا لمن لاذبه فكان الناس يلتجئون إليه في حاجاتهم ومهماتهم وجرائمهم فيقضي الناصر لهم حوائجهم ويعفو عن جرائمهم انتهى ، ومما ينسب اليه قوله :

قسماً بمكة والحطيم وزمزم

والراقصات ومشيهنَّ إلى منى

بغض الوصي علامة مكتوبة

تبدو على جبهات أولاد الزنا

من لم يُوال في البرية حيدراً

سيّان عند الله صلَّى أم زنى

وحكي أن عبيد الله نقيب الطالبيين بالموصل كتب الى الناصر بلغنا انك عدلت عن مذهب التشيع الى التسنن فإن كان ذلك صحيحاً فمروا بإعلامي عن السبب فأجابه الناصر بهذه الأبيات :

يميناً بقوم أوضحوا منهج الهدى

وصاموا وصلَّوا والانام نيام

أصاب بهم عيسى ونوح بهم نجا

وناجى بهم موسى وأعقب سام

لقد كذب الواشون فيما تخرّصوا

وحاشا الضحى أن يعتريه ظلام

والناصر هو الذي كتب اليه الملك الأفضل علي بن صلاح الدين يوسف أبي أيوب وكان أبوه أوصى اليه بالسلطنة وجعله وليّ عهده وهو أكبر ولده وأخذ له البيعة على أخيه نجم الدين أبي بكر بن أيوب وعلى ابنه عثمان بن صلاح الدين

٢٣٦

ولما مات صلاح الدين وثبا عليه واغتصبا منه الملك فكتب الى الامام الناصر بهذه الأبيات وهي مشهورة رواها عامة المؤرخين مع جوابها.

مولاي إن أبا بكر وصاحبه

عثمان قد غصبا بالسيف حقَّ علي

وهو الذي كان قد ولّاه والده

عليهما فاستقام الأمر حين ولي

فخالفاه وحلّا عقد بيعته

والأمر بينهما والنصُّ فيه جلي

فانظر الى حظّ هذا الاسم كيف لقي

من الأواخر ما لاقى من الاول

فأجابه الناصر يقول :

وافى كتابك يا ابن يوسف ناطقاً

بالصدق يخبر أن أصلك طاهر

غصبوا علياً حقه إذ لم يكن

بعد النبي له بيثرب ناصر

فاصبر فإن غداً عليه حسابهم

وابشر فناصرك الإمام الناصر

وفي أعيان الشيعة أيضاً : والإمام الناصر هو الذي بنى سرداب الغيبة في سامراء وجعل فيه شباكاً من الآبنوس الفاخر أو الساج كتب على دائره اسمه وتاريخ عمله وهو باق لهذا الوقت وكأنما فرغ منه الصناع الآن وهذا صورة ما كتب عليه « بسم الله الرحمن الرحيم قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حُسنا إن الله غفور شكور » هذا ما أمر بعمله سيدنا ومولانا الإمام المفترض طاعته على جميع الانام ( أبو العباس ) أحمد الناصر لدين الله ) الخ ونقش في خشب الساج داخل الصفة في ظهر الحائط ما صورته ( بسم الله الرحمن الرحيم محمد رسول الله ، أمير المؤمنين علي ولي الله ، فاطمة ، الحسن بن علي ، الحسن بن علي ، علي بن الحسين ، محمد بن علي ، جعفر بن محمد ، موسى بن جعفر ، علي بن موسى ، محمد بن علي ، علي بن محمد ، الحسن بن علي ، القائم بالحق : هذا عمل علي ابن محمد ولي آل محمد رحمه‌الله ، انتهى. وهذا السرداب هو سرداب الدار

٢٣٧

التي سكنها ثلاثة من أئمة أهل البيت الطاهر وهم : الامام علي بن محمد الهادي ، وولده الامام الحسن بن علي العسكري ، وولده الامام المهدي (ع) كما سكنوا أيضاً في ذلك السرداب وتشرف بسكناهم فيه وجرت لهم في الكرامات والمعجزات وغاب المهدي (ع) بعد ما سكنه ولذلك تتبرك الشيعة وغيرها به وتصلي لربها فيه وتدعوه وتطلب منه حوائجها طلباً لبركته بسكنى آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه وتشريفهم له وليس في الشيعة من يعتقد أن المهدي موجود في السرداب أو غائب فيه كما يرميهم به من يريد التشنيع وينسب اليهم في ذلك أموراً لا حقيقة لها مثل انهم يجتمعون كل جمعة على باب السرداب بالسيوف والخيول وينادون : أخرج الينا يا مولانا .. فإن هذا كذب وافتراء حتى أن بعض من ذكر ذلك قال أنه بالحلة مع أن السرداب في سامراء لا في الحلة.

وبالجملة فليس للسرداب مزية عند الشيعة إلا تشرفه بسكنى ثلاثة من أئمة أهل البيت (ع) فيه وهذا الامر لا يختص بالشيعة في تبرّكهم بالامكنة الشريفة فليتق الله المرجفون انتهى.

توفي الناصر أول شوال سنة ٦٢٢

٢٣٨

ابن المعلم الواسطي

هذي المنازل يا بثينة بلقع

قفرى تنازعها الرياح الأربع

طمست معالمها وبان انيسها

واحتل عرصتها الغراب الأبقع

لم يبق الا خط ناي دارس

فيها وأشعث مائل يتضعضع (١)

وثلاثة (٢) لم تضمحل كانها

برسوم عرصتها حمام وُقّع

في رسم دار يستهل بجوها

جونٌ هتون مرجحنٌ يهمع

واذا تضاحك في الدجى إيماضه

فعيونه في كل قطر تدمع

عهدي بها : يا بين وهي أنيقة

للخرد البيض العذارى مربع

وعلى غصون الدوح في جنباتها

ورق الحمائم خاطبات تسجع

وتقول عاذلتي حملت مآثما

صمّ الجبال لهوها تتضعضع

دع ذكر رسم دارس بجديده

كف البلا بعد البشاشة تولع

واذخر لنفسك عدة تنجو بها

من هول يوم فيه نار تلذع

فاجبتها كفي فلست إذا أتى

يوم المعاد أخاف منه وأجزع

قالت فمن ينجيك من أهواله

وعذابه ، قلت البطين الأنزع

صنو النبي أبو الأئمة والذي

لوليه يوم القيامة يشفع

قوم بهم غفرت خطيئة آدم

وهم الوسيلة والنجوم الطلع

أما أمير المؤمنين فذكره

في محكم التنزيل ذكر أرفع

__________________

١ ـ الوتد الذي يتحرك

٢ ـ هي الاثافي

٢٣٩

سل عنه مريم في الكتاب وهل أتى

إن كنت بالذكر المنزَّل تقنع

من قال فيه محمد أقضاكم

بعدي وأعلمكم علي الأروع

حفظوا عهود الغدر فيما بينهم

وعهود أحمد يوم خُمٍ ضيّعوا

قتلوا بعرصة كربلا أولاده

ولهم بغفران المهيمن مطمع

منعوا ورود الماء آل محمد

وغدت ذئاب البر منه تكرع

آل الضلال بنو أمية شرّع

فيه وسبط الطهر أحمد يمنع

لو لا رجال بعد فقد محمد

مرقوا وفي يوم النعيلة بويعوا

ما جردت بالطف أسياف ولا

كانت رماح بني أمية شرّعُ

لهفي له والخيل تعلو صدره

والراس منه على الاسنة يرفع

يا زائر المقتول بغياً قف على

جدث يقابله هنالك مصرع

وقل السلام عليك يا مولى به

يرجو الشفاعة عبدك المتشيع

يا يوم عاشوراء أنت تركتني

حلف الهموم بمقلة لا تهجع

عن ديوان ابن المعلم الواسطي بخط وجمع الشيخ محمد هادي الاميني رأيته عنده بخطه وقد ألفه من ثلاث نسخ مخطوطة للديوان ، الاولى نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق الشام برقم ٦٧١١ الثانية نسخة مكتبة معهد الدراسات الاسلامية ، الثالثة مخطوطة مكتبة الامام الحكيم العامة ـ قسم المخطوطات برقم ٨٩٣ بخط جامع الديوان المرحوم الشيخ محمد الشيخ طاهر السماوي كتبها سنة اربع وثلاثين وثلثمائة بعد الالف من الهجرة ويحتوي الديوان على ١٠١ من الصفحات.

وهذه القصيدة ذكرها السيد الامين في اعيان الشيعة ج ٧ ص ٢٤٣ وقال : وجدنا هذه القصيدة في مجموعة نفسية ولم يذكر اسم ناظمها لكنه صرح في آخرها انه واسطي. وظنها السيد انها لأبي نصر بن طوطي الواسطي.

٢٤٠